إيلاف من إسلام آباد: انتهت عملية الاقتراع للانتخابات العامة الباكستانية التي جرت الخميس في البلاد، والتي تشوبها اتهامات بالتزوير. وبينما يقبع سياسي يحظى بشعبية واسعة في السجن، يرجّح فوز المرشّح المفضّل بالنسبة إلى المؤسسة العسكرية.

تعليق خدمات الموبايل
وقد فتح نحو 90 ألف مركز اقتراع أبوابه أمام الناخبين. وفي خطوة تفاقم المخاوف حيال نزاهة الاقتراع، أعلنت وزارة الداخلية قبل فتح مراكز الاقتراع "تعليق خدمات الهاتف المحمول مؤقتا" في جميع أنحاء البلاد طيلة النهار الانتخابي، معللة هذا الإجراء بدواع أمنية "للمحافظة على القانون والنظام"، بعد حملة انتخابية شهدت أعمال عنف دامية.
وانتقدت المحامية نيغات داد، التي تدير منظمة الحقوق الرقمية في باكستان تعليق خدمات الهواتف المحمولة لافتة إلى أن "تعليق خدمات الهواتف المحمولة ليس حلاً لمخاوف الأمن القومي. إذا منعتم الوصول إلى المعلومات، تخلقون مزيداً من الفوضى"

حالة تأهب قصوى
وتوقّعت الاستطلاعات، أن تكون نسب المشاركة منخفضة بعد عدد من الهجمات الإرهابية استهدفت مراكز انتخابية وحملة باهتة، خيّم عليها سجن رئيس الوزراء السابق عمران خان والسجالات بين حزبه "حركة إنصاف" والمؤسسة العسكرية.
وتشهد البلاد حالة تأهب قصوى وسط انتشار للجيش في مراكز الاقتراع، وجرى نشر عشرات الآلاف من القوات والأفراد شبه العسكريين في أنحاء باكستان، وأُغلقت الحدود مع إيران وأفغانستان مؤقتا.
ولقي 9 أشخاص على الأقل، بينهم طفلان، حتفهم في هجمات مسلحة في باكستان الخميس، وتوقفت خدمات الهواتف المحمولة مؤقتا بأنحاء البلاد وأُغلقت بعض الحدود البرية.

وقالت وزارة الداخلية إنها اتخذت هذه الإجراءات بعد مقتل ما لا يقل عن 26 شخصا جراء انفجارين قرب مكتبي مرشحين انتخابيين في إقليم بلوشستان بجنوب غرب البلاد أمس، وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الانفجارين.
وكتبت وزارة الداخلية على منصة (إكس) "نتيجة لحوادث الإرهاب الأخيرة في البلاد، فُقدت أرواح غالية، والإجراءات الأمنية ضرورية لحفظ النظام وفرض القانون والتعامل مع التهديدات المحتملة".

إغلاق مراكز الاقتراع
وكانت "لجنة الانتخابات" الباكستانية أوضحت في بيان أن عملية الاقتراع جرت بانسيابية، وانتهت بالنجاح، وسيعلن عن نتائج الانتخابات في وقت لاحق.
وفتحت مراكز الاقتراع صباح الخميس أبوابها أمام 128 مليون ناخب مسجل لالمشاركة في الانتخابات البرلمانية العامة الـ12، التي يتنافس فيها نحو 18 ألف مرشح من مختلف الأحزاب السياسية على 855 مقعداً في الجمعية الوطنية، والجمعيات الإقليمية.
وأدلى عشرات ملايين الناخبين في باكستان بأصواتهم لاختيار نواب البرلمان الاتحادي البالغ عددهم 336 نائبا، إضافة إلى أعضاء البرلمانات الإقليمية. وتجري هذه الانتخابات على وقع توترات أمنية وسياسية، وسيشكل الحكومة المقبلة الحزب الذي يحصل على تأييد ثلثي النواب.
ومن المتوقع ظهور النتائج الأولية غير الرسمية بعد ساعات قليلة من إغلاق مكاتب التصويت، ومن المرجح أن تتضح الصورة في وقت مبكر من يوم غد.

وباكستان البالغ عدد سكانها 240 مليون نسمة هي خامس أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان.