يقول مسؤولون إسرائيليون إنهم يقتربون من يحيى السنوار، مهندس هجمات 7 أكتوبر. ما إذا كان موته سيساعد في إنهاء الحرب أم لا هو أمر مطروح للنقاش

إيلاف من بيروت: الجيش الإسرائيلي واثق من أن زعيم حماس يحيى السنوار، مهندس هجمات 7 أكتوبر، يختبئ داخل متاهة من الأنفاق أسفل جنوب غزة، "لكنه محاصر بدرع بشري من الرهائن بهدف ردع عملية اعتقاله أو قتله، ما يحبط جهود إسرائيل لتفكيك المنظمة الإرهابية وإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر"،كما تقول صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

ويقول مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون إن العملية الإسرائيلية في غزة لا يمكن أن تنتهي إلا بعد القبض على السنوار أو قتله أو منعه من قيادة حماس. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع لحزبه الليكود في وقت سابق من هذا الشهر: "سنقتل قادة حماس. يجب ألا ننهي الحرب قبل أن نقتلهم".

تضيف الصحيفة الأميركية: " قد لا يكون تحديد موقع السنوار صعبًا، من الناحية التكتيكية أو السياسية، لكن الصعب هو شن عملية عسكرية لتحييده من دون قتل أو إصابة العديد من الرهائن الذين يعتقد أنهم كانوا في مكان قريب"، وفقا لمسؤولين استخباراتيين وأمنيين إسرائيليين وأميركيين وغربيين آخرين. وتحدث العديد منهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة المعلومات والعمليات الحساسة.

أضاف أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين: "الأمر لا يتعلق بتحديد مكانه، بل يتعلق بالقيام بشيء ما" من دون المخاطرة بحياة الرهائن. وقال مسؤولون أميركيون إنهم يتفقون مع التقييم الإسرائيلي بأن السنوار يختبئ في مكان ما تحت غزة ويحيط نفسه بالرهائن، ويرى فيهم بوليصة تأمين مهمة.

أدلة وملابس
لأشهر عدة، قامت الأجهزة العسكرية والأمنية الإسرائيلية برسم خرائط لشبكة واسعة من الأنفاق تحت غزة في محاولة لفهم النقاط الرئيسية فيها والعثور على السنوار. يتم تنفيذ هذا العمل المضني بمساعدة الجنود العاملين داخل الأنفاق، الذين حصلوا على المعلومات التي تركها مقاتلو حماس وراءهم، والتي ساعدت على فهم أفضل لنظام الأنفاق وترابطها.

وقال مسؤولون إنه أثناء تحرك الجنود عبر الأنفاق، وتفكيك الأفخاخ على طول الطريق، "اكتشفوا ملفات إدارية تابعة لحماس، وأجهزة كمبيوتر وأدلة هواتف تشير إلى مكاتب مختلفة في الشبكة"، بحسب "واشنن بوست". وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في تصريحات علنية في وقت سابق من هذا الشهر إن الجنود الإسرائيليين اكتشفوا أدلة على أن السنوار "ربما كان متقدمًا عليهم بخطوة".

وبحسب تقارير صحفية إسرائيلية، عثر الجنود على ملابس للسنوار، وملاحظات على أنه كان يكتب بخط يده، وحتى فرشاة أسنان ربما استخدمها.

مساعدة أميركية
وفي الأيام الأخيرة، تكهن بعض المسؤولين بأن السنوار ربما انتقل على بعد بضعة أميال إلى رفح، على الحدود مع مصر. وقد نفى المسؤولون الإسرائيليون علناً مزاعم الصحافة بأن السنوار هرب عبر الحدود.

ساعدت الاستخبارات الأميركية أيضًا في تحليل الاتصالات التي تم اعتراضها والبيانات من الأقراص الصلبة للكمبيوتر المستردة بالإضافة إلى معلومات من الاستجوابات. وقد يساعد هذا التعاون في البحث عن السنوار. لكن لا يوجد أفراد من الاستخبارات الأميركية على الأرض في غزة، كما أن الأميركيين لا يساعدون إسرائيل في الجهود اليومية لتحديد مواقع مقاتلي حماس وضربهم وتدمير منشآتهم، بحسب ما قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون.

وقال ضابط سابق في الموساد يحتفظ بعلاقات وثيقة مع القيادة الحالية إن الإسرائيليين لا يحتاجون إلى مساعدة من الأميركيين لخوض هذه الحرب. أضاف: "السؤال في حد ذاته مهين".

المصدر: "واشنطن بوست"