إيلاف من لندن: لم يكن زعيم حماس في غزة يحيى السنوار، يتوقع أن تكون عواقب هجوم 7 أكتوبر 2023 بهذه الخطورة، بحسب صديق له.
وقال صديق ليحي لسنوار إن الحسابات "لم تسر كما هو مخطط لها" وأن رد فعل الإسرائيليين كان "خارجا عن السيطرة ودون أي مبرر".
ونقلت قناة (سكاي نيوز) البريطانية عن عصمت منصور، أحد أصدقاء السنوار، قوبه إن الغارة عبر الحدود العام الماضي كان من المفترض أن تكون عملية استراتيجية تهدف إلى رفع الحصار الإسرائيلي عن المنطقة، وإطلاق سراح أصدقاء السنوار من السجن، وجعله "زعيمًا للشعب الفلسطيني".
حسابات غلط
وأوضح أن الحسابات "لم تسر كما هو مخطط لها"، وكان رد فعل الإسرائيليين "خارجا عن السيطرة، ودون أي مبرر"، و"الآن حصلنا على هذه النتيجة".
وأضاف منصور: "لم يتوقع [السنوار] أن تؤدي العملية إلى تعقيد الأمور إلى هذا الحد وإلى أن تصل إلى هذا الحد وتصبح إلى هذا الحد من الخطورة. وقد أعطت إسرائيل كل الأسباب والأعذار لخرق جميع القواعد".
وقال منصور متحدثا من رام الله بالضفة الغربية: "أعتقد أن السنواركان أحد الأشخاص الرئيسيين الذين يقفون وراء هذه العملية". وادعى أنه لو كان السنوار يعرف عواقب الهجوم "لما خطط أبدا لعملية بهذه الطريقة".
وبحسب زميله السابق في السجن، فإن السنوار "حاول عدة مرات التفاوض مع السلطة الفلسطينية لإقامة علاقة جيدة مع مصر، وحاول استفزاز إسرائيل لرفع الحصار عن غزة".
وقال منصور: "بعد كل هذه الجهود، لم ينجح. بعد ذلك، كان عليه إجراء تغيير استراتيجي للقيام بعملية ضخمة مثل هذه. لقد فكر السنوار في جزء كبير منها".
هجوم اكتوبر
وقتلت حماس 1200 شخص معظمهم من المدنيين في هجومها على إسرائيل في أكتوبر الماضي واحتجزت نحو 250 آخرين كرهائن.
وأدى الهجوم إلى هجمات إسرائيلية انتقامية على غزة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 28576 فلسطينيا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس.
ويزعم الجيش الإسرائيلي أنه قتل أو أسر ما بين 8000 إلى 9000 من مقاتلي حماس منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وفي خضم الغارات الجوية والهجوم البري، تم طرد حوالي 80% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم.
وتم تدمير مناطق واسعة في شمال غزة تدميراً كاملاً، وانتقل غالبية السكان إلى الجنوب، وتسببت الأزمة الإنسانية في جوع ربع السكان.
شريط النفق
ويأتي ذلك في الوقت الذي نشر فيه الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو لما زعم أنه السنوار وعائلته يسيرون عبر الأنفاق تحت مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بعد أيام فقط من هجوم 7 أكتوبر.
ولا يظهر وجه الرجل الذي تقول إسرائيل إنه السنوار. لكن منصور، الذي يعمل الآن محللا، قال إن اللقطات كانت عبارة عن فيديو دعائي للجيش الإسرائيلي يستهدف الجمهور المحلي وأيضا للاستهلاك الفلسطيني.
وأضاف منصور: "إنهم (الإسرائيليون) يريدون أن يقولوا إنهم يلاحقونه ويحاولون القبض عليه".
لكنه ذكر أنها كانت أيضًا رسالة لشعب غزة مفادها أنه "يهرب ويعيش بأمان مع عائلته بينما يعانون". ويعتقد منصور أن صديقه السنوار لا يزال في قطاع غزة و"لن يغادر" القطاع تحت "أي ظرف".
وقال "إنه يعتقد أنه إذا غادر غزة فإن شعبيته وشرعيته كزعيم ستذهبان".
وأمضى السنوار أكثر من 20 عامًا في السجن بتهمة قتل إسرائيليين وفلسطينيين يشتبه في تعاونهم مع الجانب الآخر. وكان تم إطلاق سراحه في عام 2011 كجزء من مبادلة أكثر من 1000 أسير فلسطيني مقابل جندي إسرائيلي رهينة واحد فقط - جلعاد شاليط.
التعليقات