هكذا يعيش اللبنانيون: خوف من إسرائيل التي ورطهم حزب الله في حربه الإيرانية معها، ورعب من صاروخ قد ينهي حياتهم في أي لحظة، ليحيا محور الممانعة

إيلاف من بيروت: لحظة مرعبة فعلًا. كان فتى ناشط على تيك توك، في بث مباشر من منزله في بلدة صديقين الجنوبية، حين فاجأه صاروخ إسرائيلي أصاب منزلًا قرب منزله الثلاثاء، في قصف خلف أضرارًا بالغة.

هذه عينة صغيرة، لكن معبّرة، من المعاناة التي يعيشها الشعب اللبناني في الجنوب، بسبب تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل، والتهديد الدائم بالحرب الشاملة بين لحظة وأخرى، بسبب ربط مصير هذا الشاب، ومصير الشعب اللبناني كله، من جنوبه حتى شماله، بمصير هدنة في غزة، قد تصحّ التوقعات بحصولها وقد لا تصحّ، وبسبب اتخاذ حزب الله وحده، من دون مشورة أحد من اللبنانيين وبإيحاء إيراني واضح، قرار التورط في الحرب، بحجة مشاغلة الجيش الإسرائيلي ونصرة غزة.

السؤال الحقيقي، الذي يمارس حزب الله وأنصاره كل فنون الديماغوجيا والتقية والنفاق السياسي للتنصل من تقديم جواب حقيقي ومنطقي عنه، هو: "كيف نصر حزب الله غزة وقد قتل من الغزيين حتى الساعة أكثر من 30 ألفًا، وتهجر من الأحياء منهم نحو مليون ونصف المليون، وتدمر أكثر من ثلثي القطاع، حتى صار مكان يستحيل العيش فيه؟"

كيف؟