إيلاف من بيروت: وضع حزب الله اللبناني المدعوم من إيران شرطين لوقف إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان إلى شمال إسرائيل، هما موافقة حماس على عقد هدنة مع إسرائيل، وتوقف الجيش الإسرائيلي عن قصف أهداف في الأراضي اللبنانية.

نسبت وكالة "رويترز" هذين الشرطين إلى مصدرين قالت إنهما مقربان من حزب الله. وقال أحدهما إن حزب الله سيلتزم بالهدنة وسيوقف عملياته في الجنوب فوراً، في اللحظة التي تعلن فيها حماس موافقتها على الهدنة، كما حدث سابقًا، إلا أنهما أكدا الآتي: "إذا واصلت إسرائيل قصف لبنان، لن يتردد الحزب في مواصلة القتال".

تداعيات داخلية
موقف حزب الله ليس جديدًا، لكن يبدو أن تداعياته في لبان تتصاعد، خصوصًا بعد إعلان حلفائه المسيحيين التخلي عنه صراحة بسبب التورط في حرب غزة.

فقد أتى أكثر التعليقات السلبية حدةً من رئيس الجمهورية اللبناني السابق ميشال عون، حين تساءل إن كان لبنان قد وقع معاهدة دفاع مشترك مع غزة ليربط مصيره بمصيرها، كما يفعل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ومن صهره النائب جبران باسيل، الذي أعلن صراحة عارضته لمبدأ "وحدة الساحات" التي يختبئ وراءها حزب الله لينفذ أمرًا إيرانيًا بتوتير الجو في جنوب لبنان، بحجة مناصرة غزة.

أتت الردود على تصريحي عون وباسيل حادة من جانب مناصري حزب الله وناشطيه وجيشه الإلكتروني، إذ كالوا الشتائم للتيار الوطني الحر الذي أسسه عون ويرأسه باسيل، وخونوهما على طريقة الحزب المعتادة: "من يعارضنا خائن، ومن يساءلنا عميل".

مسعى أميركي
إلى ذلك، دعت واشنطن إلى التركيز على الدبلوماسية لإيجاد حل للتصعيد العسكري في لبنان، خصوصًا بعد تهديد إسرائيل بملاحقة حزب الله حتى لو أعلنت الهدنة في غزة.

وقال ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: "لا نريد أن نرى تصعيدًا في شمال إسرائيل، خصوصًا أن الحكومة الإسرائيلية أكدت أنها تريد تحقيق مسار دبلوماسي في هذا الإطار، وهذا ما سنواصل السعي إليه".

وبحسب ميلر ، تواجه إسرائيل تهديدًا أمنيًا حقيقيًا، بسبب فرار الآلاف من منازلهم قرب الحدود مع لبنان، "وهذه قضية تحتاج إلى معالجة".