في عرض الصحف اليوم نتناول ارتفاع منسوبي التوتر والعنف -المتوقعين- في الضفة الغربية والقدس والمدن الإسرائيلية، بالإضافة إلى الوضع الإنساني في قطاع غزة خلال شهر رمضان.
ونبدأ من صحيفة تايمز أوف إسرائيل، التي نشرت تقريراً تناولت فيه تعهد الشرطة الإسرائيلية بالسماح بالوصول الآمن للصلاة في الحرم القدسي.
وذكر التقرير أن إسرائيل عززت قواتها وإجراءاتها الأمنية في القدس، تزامناً مع حلول شهر رمضان، إذ "ألقت الحرب في غزة بأجواء قاتمة على الاستعدادات الاحتفالية المُعتادة للمسلمين وأثارت المخاوف من العنف وسط توترات شديدة بالفعل".
وتوقع التقرير أن يصل عشرات الآلاف من المصلين كل يوم إلى المسجد الأقصى/الحرم القدسي الشريف، ثالث أقدس موقع عند المسلمين والذي يعد كذلك أقدس الأماكن في الديانة اليهودية، ويُعرف لدى اليهود باسم "جبل الهيكل"،
وأوضح التقرير أن مسؤولي الأمن الإسرائيليين "يخشون من أن غضب المسلمين بشأن حرب غزة قد يصل إلى ذروته خلال شهر رمضان، ما يؤدي إلى تأجيج الاضطرابات، خاصة إذا حاولت السلطات الإسرائيلية تقييد الوصول إلى موقع الحرم الشريف في القدس".
ولفت التقرير إلى ما جاء في حديث العاهل السعودي، سلمان بن عبدالعزيز، الذي قال " يؤلمنا حلول شهر رمضان هذا العام، وفي ظل الاعتداءات التي يعاني منها إخواننا في فلسطين، فإننا نؤكد على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته، لوقف هذه الجرائم الوحشية، وتوفير المساعدات الإنسانية الآمنة، وممرات إغاثة".
وتوقف التقرير أيضاً عند حديث وزير مجلس الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، الذي أطلق "نداء مباشراً مساء الأحد للمواطنين المسلمين في إسرائيل، أعلن فيه أن الحرب في غزة ليست ضد الإسلام، بل ضد أولئك الذين أساءوا إلى قيم الإسلام". ونقل الإعلام عن الوزير قوله "إن المجتمع العربي جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل".
وسلط التقرير الضوء على تصريحات غانتس حول ضرورة "تجاهل المتطرفين الذي يريدون الإضرار بشعب إسرائيل".
وجاء في التقرير أن حركة حماس تريد أن يتحول شهر رمضان من شهر صلاة إلى "شهر الدم"، وأن الحركة التي تتخذ من غزة مقراً لها "لا تمثل الأغلبية المطلقة للمواطنين العرب في إسرائيل".
وتناول التقرير بيانا للشرطة الإسرائيلية جاء في "أن الجماعات الإرهابية تحاول إثارة الاضطرابات في القدس خلال شهر رمضان من خلال نشر معلومات كاذبة فيما يتعلق بالواقع في القدس والبلدة القديمة وخاصة الحرم القدسي".
وأحصى التقرير عن مصادر رسمية "اعتقال 20 من سكان القدس الشرقية بشبهة التحريض ودعم الإرهاب خلال الأسبوعين الماضيين".
ورأى التقرير أن "محاولات إسرائيلية لتغيير الوضع الراهن الحساس في الأقصى، تهدد بتقويض أي مظهر من مظاهر الهدوء في القدس".
وأفاد التقرير أن "مساعي وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الشهر الماضي لتقييد المصلين قد فشلت حتى الآن".
وحول المشهد في الضفة الغربية المحتلة، قال التقرير "أعمال عنف كبيرة" تصاعدت منذ الحرب في غزة، حيث تستعد جنين وطولكرم ونابلس وغيرها من المدن المضطربة أصلا لمزيد من الاشتباكات.
وأشار التقرير إلى أنه في غزة المدمرة حيث يتجمع نصف السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في مدينة رفح الجنوبية، "يبدو المزاج مريراً".
ونقل التقرير عن بعض أهالي قطاع غزة قولهم:"ليس هناك بديل سوى الأمل في السلام".
"غزة تبدأ شهر رمضان دون وقف لإطلاق النار"
وننتقل إلى صحيفة نيويورك تايمز، التي نشرت تقريراً بعنوان " غزة تبدأ شهر رمضان دون وقف لإطلاق النار"، قالت فيه إن "آمال التوصل إلى اتفاق تبددت".
وأفاد التقرير أن مصر وقطر والولايات المتحدة سعوا للتوسط في هدنة بين إسرائيل وحماس قبل بداية شهر رمضان، لكن حماس كررت مطالبتها بوقف شامل لإطلاق النار، وهو ما رفضته إسرائيل".
وسلط التقرير اهتمامه على تصريحات قادة الأطراف المتنازعة، إذ قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس، "إن حماس تريد التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب، ويضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، ويعيد الفلسطينيين النازحين إلى ديارهم، وتوفير الاحتياجات الإنسانية لسكان غزة مضيفاً "إسرائيل تريد استعادة أسراها ثم استئناف الحرب على شعبنا".
وأشار التقرير إلى أن "بعض الفلسطينيين في غزة انتقدوا حماس"، قائلين "الحركة تعطل المفاوضات من أجل الضغط على إسرائيل لإطلاق سراح المزيد من السجناء الفلسطينيين".
واستعرض التقرير حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال فيه "إن وقف إطلاق النار ليس وشيكاً، وإنه يود أن يرى إطلاق سراح آخر للرهائن، ودون إطلاق سراحهم، لن يكون هناك توقف في القتال".
وقال التقرير إن إسرائيل متمسكة بهدف "القضاء على قدرات حماس العسكرية والإدارية في غزة قبل الموافقة على إنهاء الحرب".
ولفت التقرير إلى اللقاء الذي جمع ديفيد بارنيا، رئيس الموساد، مع مدير المخابرات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، في محاولة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.
وذكر "أن الموساد اتهم حماس بالسعي إلى تأجيج المنطقة على حساب الفلسطينيين في غزة".
وأشار التقرير أيضاً إلى دور الولايات المتحدة كوسيط، وتأكيدها في أكثر من مناسبة على "ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت في شهر رمضان".
وبين التقرير أن الرئيس الأميركي جو بايدن، "لا يزال يأمل في أن الولايات المتحدة لا تزال قادرة على المساعدة في التوسط لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس"، واقتبس التقرير من كلام بايدن "أعتقد أن هذا ممكن دائماً".
"ماذا سنقدم لأبنائنا على الإفطار والسحور؟"
وننهي جولتنا من صحيفة الشرق الأوسط، التي نشرت تقريراً تناول الجانب الإنساني في قطاع غزة مع حلول شهر رمضان.
وأشار التقرير إلى أن الفلسطينيين "يفكرون في كيفية تدبير شؤون حياتهم مع دخول شهر رمضان، لعدم قدرتهم على شراء أي من الاحتياجات الغذائية الأساسية لأبنائهم وأحفادهم".
وبينت الصحيفة أن عائلات فلسطينية في غزة، "لا يستطيعون سد رمقهم لأن ما يحصلون عليه من مساعدات محدودة كل عدة أسابيع لا تكفيهم بضعة أيام".
ويصف التقرير حياة بعض الجرحى النازحين بأنها "عصيبة جداً وستكون أكثر قسوة إذا استمرت المؤسسات الأممية والمحلية في تقديم القليل للنازحين".
ونقل التقرير تساؤلات أهالي غزة: "ماذا سنقدم لأبنائنا عند الإفطار والسحور في رمضان؟ وكيف سيصوم النازحون شهر رمضان وهم صيام عن كثير من الطعام خلال أشهر الحرب؟ وهل ستقوى أجساد كبار السن أو الأطفال التي ضعفت على تحمل الصيام دون تناول طعام كاف خصوصاً الصحي منه؟".
وقال التقرير إن "القلق يسيطر على ملامح المسنين وهم يتحدثون بحزن عميق وأوضاع معيشية أقرب إلى الموت منها للحياة، في ظل حرمان من الحد الأدنى من مقومات الحياة الآدمية".
ونقل التقرير تأكيد مؤسسات أممية ودولية ومحلية "تعمق حالة الجوع" في مختلف مناطق قطاع غزة، مع تراجع حجم المساعدات المُدخلة خلال شهر شباط (فبراير) الماضي، إلى النصف مقارنة مع شهر كانون الثاني (يناير) الذي سبقه.
التعليقات