تشحن إيران الأسلحة لحزب الله إلى سوريا بسفن ترسو في موانئ أنتويرب وفالنسيا لإخفاء الغرض من رحلاتها البحرية
إيلاف من بيروت: كشفت صحيفة "تلغراف" البريطانية أن إيران تستخدم الموانئ الأوروبية لتوفير غطاء لشحنات الأسلحة إلى حزب الله. ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن حزب الله تلقى صواريخ وقنابل على متن سفن ترسو في موانئ في بلجيكا وإسبانيا وإيطاليا، وإن إيران تحولت إلى شحن الأسلحة بحرًا "بعد أن بدأت القوات الجوية الإسرائيلية في استهداف الشحنات القادمة براً إلى شمال سوريا عبر العراق".
وبحسب "التلغراف"، ثمة أسلحة أخرى تشحن إلى ميناء اللاذقية السوري، قبل أن تتوجه السفن إلى موانئ أنتويرب وفالنسيا ورافينا، في محاولة لإخفاء الغرض من الرحلات. ومن اللاذقية، تنقل الأسلحة إلى لبنان. وقال مصدر استخباراتي كبير في إسرائيل إن استخدام أوروبا "يساعد في إخفاء طبيعة الشحنات ومصدرها، وتبديل الأوراق والحاويات"، مضيفًا: "لأوروبا موانئ ضخمة، وإيران تستخدم ذلك للتمويه. وسهل جدًا إجراء عمليات التلاعب في المنافذ الكبيرة حيث يجب نقل الأشياء بسرعة، بدلاً من منفذ صغير حيث سيكون هناك مزيد من التدقيق".
صرف انتباه
وقال رونين سولومون، وهو محلل استخباراتي مستقل مقيم في إسرائيل، إن إيران تقوم أيضًا بشحن أسلحة مباشرة إلى سوريا. وكان استخدام الطرق المنفصلة عبر أوروبا يهدف إلى 'إضفاء الشرعية' على حمولتها و'صرف الانتباه' عن تلك الشحنات المباشرة.
أضاف سولومون: "السبب الذي يجعلنا نرى جهود إيران للنقل عبر البحر في الشهر الماضي هو الهجمات الإسرائيلية على البنية التحتية الجوية والبرية في سوريا ولبنان"، مؤكدًا أن الممر الإيراني إلى سوريا ولبنان بالبر والجو والبحر "يعمل بشكل مستمر"، ويأتي تدفق الأسلحة وسط أسوأ توتر بين حزب الله اللبناني وإسرائيل منذ حرب عام 2006.
وأكد سولومون أن الأسلحة "تصل أيضًا إلى حماس في لبنان، وأن الطرق التي تشمل مصر وليبيا تُستخدم لنقل الأسلحة إلى حماس في غزة، وتبديل السفن والحاويات عبر أوروبا، تحت غطاء شركات مقرها في دول مثل رومانيا، يسمح لإيران بالبقاء بعيدًا عن العين".
الطريق الليبية
وبحسبه، معروف منذ فترة طويلة أن ليبيا هي طريق لتمرير الأسلحة إلى حماس عبر رفح في مصر، "وقد يكون هذا هو الحال مع الشحنات الأخيرة، لأن عمليات التفتيش المصرية ليست شاملة بالطريقة التي تتم بها على حدود إسرائيل".
تقول "تلغراف": "منذ بداية حرب غزة، أفرغت خمس سفن إيرانية - ديزي وكاشان وشيبا وأريزو وأزرجون - بضائعها في سوريا، وبدأت رحلتها في بندر عباس في إيران، وفقًا لمعلومات استخباراتية تم تسليمها إلى سولومون". وبالتنسيق مع وحدة فيلق القدس 190 الإيرانية، تدير الوحدة 4400 ي حزب الله، المسؤولة عن شحنات الأسلحة، عمليات نقل الأسلحة.
أضاف سولومون: "بعض السفن مثل ديزي ترسو أيضًا بجوار سفينة التجسس الإيرانية بهشد التي تستقر في البحر الأحمر وتستقبل إمدادات منتظمة يتم تفريغها في الموانئ المصرية والليبية". وتم حث الولايات المتحدة على ضرب بهشد، التي كانت تنسق هجمات الحوثيين على طرق الشحن العالمي في البحر الأحمر.
التعليقات