كييف: أعلنت روسيا التي تواصل هجومها على أوكرانيا المفتقرة إلى الذخيرة، السبت سيطرتها على قرية جديدة في قطاع مهم من الجبهة، قرب مدينة شاسيف يار الرئيسية.
وأوكرانيا التي تواجه صعوبة منذ فشل هجومها المضاد في صيف عام 2023، تفتقر إلى العديد والعتاد وتلح على الغرب الإسراع في تزويدها بالمساعدات العسكرية، العالقة في الولايات المتحدة والمتأخرة على الجانب الأوروبي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن الجيش "حرر" قرية إيفانيفسكي القريبة من شاسيف يار التي قد تصبح الهدف التالي.
وتأتي السيطرة على إيفانفيسكي التي أعلنت عنها القوات الروسية السبت، غداة هجوم استهدف صالة للحفلات الموسيقية في موسكو تبناه تنظيم الدولة الإسلامية وأسفر عن مقتل 133 شخصاً على الأقل. وتحدثت السلطات الروسية عن فرضية أوكرانية بدون أن تشير إلى الجماعة الجهادية.
وتقع قرية إيفانيفسكي الأوكرانية بين مدينة باخموت المدمرة والمحتلة من روسيا منذ أيار (مايو) 2023، ومدينة شاسيف يار التي تسعى موسكو لاحتلالها.
وفي حال نجحت القوات الروسية في ذلك، يمكنها تكثيف هجماتها على كراماتورسك، المدينة الكبيرة في دونباس والتي تسيطر عليها كييف ويستهدفها القصف الروسي بشكل متزايد.
وإلى الجنوب، أعلن الجيش الروسي الخميس سيطرته على قرية تونينكي الواقعة غرب بلدة أفدييفكا التي سيطر عليها في شباط (فبراير).
وتبادلت أوكرانيا وروسيا مرة أخرى شن الهجمات الجوية ليل الجمعة السبت، مما أسفر عن مقتل شخصين على الجانب الروسي. وتم استهداف مدينة خاركيف الأوكرانية المحرومة جزئياً من التيار الكهربائي منذ ضربات استهدفتها الجمعة، مرة أخرى.
وقال حاكم منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا إن مدنيين قتلا وأصيب سبعة آخرون خلال هجوم بطائرة مسيرة.
من جانبه، اسقط سلاح الجو الأوكراني 31 من 34 مسيّرة روسية من طراز شاهد. وأصيب أربعة أشخاص في مدينة خاركيف التي كان يبلغ عدد سكانها قبل الحرب 1,5 مليون نسمة وتقع بالقرب من الحدود الروسية.
وقال حاكم منطقة بيلغورود الروسية، فياتشيسلاف غلادكوف، على تلغرام "كان الصباح عصيباً".
واشار إلى تعرض دائرتين في منطقته لهجوم بطائرات مسيرة أوكرانية. وأسفرت إحدى هذه الهجمات التي استهدفت منطقة تشيرنيانسكي، عن مقتل مدني وإصابة اثنين.
وتعرضت العاصمة بيلغورود لقصف صاروخي صباح السبت أدى إلى تدمير العديد من المباني السكنية. وفي أحد هذه المباني، انهارت ثلاث شرفات، مما أدى إلى مقتل رجل كان يسكن في إحدى الشقق.
ظلام في خاركيف
منذ اسابيع ، تتعرض المنطقة لهجمات متعددة لكنها تزايدت في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية في منتصف آذار (مارس) التي فاز فيها فلاديمير بوتين في غياب أي معارضة.
وتوعدت كييف بنقل المعارك إلى الأراضي الروسية ردا على القصف اليومي الذي يستهدفها منذ بدء الغزو الروسي قبل عامين.
وردت روسيا الجمعة بتكثيف ضرباتها، وأطلقت عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة المتفجرة لتدمير البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.
وانقطع التيار الكهربائي عن خاركيف، ثاني أكبر مدينة في البلاد، الجمعة وصباح السبت، في حين لا يزال حوالى 275 ألف شخص بدون كهرباء، وفقًا للحاكم أوليغ سينيغوبوف.
وتعرضت المدينة للهجوم مرة أخرى ليل الجمعة السبت من طائرات مسيرة روسية.
وقُصف مبنى البلدية أول مرة ثم لدى وصول رجال الإنقاذ إلى الموقع. وأصيب إثر ذلك اثنان من رجال الإنقاذ وشرطي. كما أصيب شاب يبلغ 18 عاما، بحسب الحاكم.
ومساء في خاركيف، قال سكان لوكالة فرانس برس إنهم لم يعتادوا انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة كهذه ما أدى إلى حرمانهم من المياه والتدفئة، لأن شبكات التوزيع تعمل بالكهرباء.
وقال بوغدان كورياشي (21 عاماً) "لقد اعتدنا على القصف كونه متكررا، (لكن) لم ينقطع التيار الكهربائي لفترة طويلة".
وشهدت أوكرانيا حملة قصف ضخمة ضد منشآتها الكهربائية خلال شتاء عامي 2022 و2023، لكن هذه البنى التحتية بقيت بمنأى هذا العام إلى حد ما، بسبب الدفاعات الجوية القوية.
وتقول أوكرانيا إنها بحاجة ماسة إلى الأسلحة والذخيرة لمقاومة الهجمات الروسية المتعددة.
وتعجز واشنطن منذ أشهر عن إقرار رزمة مساعدات جديدة لكييف، إذ يعطل الجمهوريون، أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب، في مجلس النواب إقرار المساعدات التي يطالب بها الرئيس الديموقراطي جو بايدن.
وفي الوقت نفسه، تأخرت أوروبا في تسليم المساعدات.
التعليقات