إيلاف من لندن: أعلن سلاح الجو الملكي البريطاني عن إنزال أكثر من 10 أطنان من الإمدادات الغذائية من الجو إلى غزة لأول مرة يوم الاثنين، وذلك في سياق الجهود الدولية لتوفير مساعدات منقذة للحياة للمدنيين.

وقال مصدر بريطاني إن هذه المساعدات التي تم إنزالها بمساعدة من سلاح الجو الأردني، سوف تعين أهالي غزة، وهي مؤلفة من المياه والأرز وزيت الطهي والدقيق ومعلبات غذائية وحليب الأطفال.

وأضاف أن وزير الدفاع أعطى تصريحا بتنفيذ عملية إنزال المساعدات من الجو بعد إجراء تقييم تبين منه انخفاض مستوى التهديد لهذه العملية التي نفذتها طائرات عسكرية وخطر التسبب في إصابة مدنيين.

واشار المصدر إلى أن طائرة من طراز A400M تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني أقلعت من عمّان، الأردن، لإنزال هذه المساعدات من الجو بمحاذاة الشريط الساحلي الشمالي لقطاع غزة، وذلك في سياق مهمة لتقديم المساعدات الدولية بقيادة الأردن.

وعمل أفراد سلاح الجو الملكي البريطاني بشكل وثيق مع سلاح الجو الملكي الأردني للتخطيط لهذه المهمة وتنفيذها.

تصريح وزير الدفاع

وقال وزير الدفاع، غرانت شابس: "لقد ضاعفت المملكة المتحدة بالفعل ميزانية مساعداتها إلى غزة إلى ثلاثة أضعاف، لكننا بحاجة إلى بذل المزيد لأجل تخفيف المعاناة الإنسانية. وعملية إنزال المساعدات من الجو هذه وفرت وسيلة أخرى لإيصال الدعم الإنساني. أعرب عن شكري لأفراد سلاح الجو الملكي المشاركين في هذه المهمة، وكذلك لشركائنا الأردنيين لدورهم القيادي في هذه العملية".

وأضاف: "إن الجحيم الذي تسبب فيه هجوم حماس في 7 أكتوبر قد أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح. وغاية المملكة المتحدة هي استغلال كل الطرق الممكنة لإيصال مساعدات منقذة للحياة، سواء كان ذلك عن طريق البر أو الجو أو ممرات بحرية جديدة".

وقال شابس: "كذلك نواصل دعوتنا لإسرائيل لتوفير منفذ عبر الموانئ البحرية، وفتح مزيد من المعابر البرية لأجل زيادة المساعدات التي تدخل إلى غزة."

وتتمتع طائرات A400M بقدرة كبيرة على النقل الجوي لأغراض تكتيكية واستراتيجية، وعملية الإنزال الجوي هذه كانت أول مهمة على الإطلاق لإنزال مساعدات إنسانية باستخدام المظلات.

وشارك في هذه العملية أفراد من سلاح الجو الملكي ومن الجيش البريطاني. وقد أُجريَ استطلاع لمواقع إنزال المساعدات قبل وأثناء عملية الإنزال لضمان وصول هذه المساعدات مباشرة إلى المدنيين.

مستشفى ميداني

وتعتبر عملية الإنزال الجوي للمساعدات هذه جزءا من جهود المملكة المتحدة المستمرة لتوفير مساعدات إنسانية منقذة للحياة لأهالي غزة،

وتأتي عقب إيصال 2,000 طن المساعدات الغذائية عن طريق البر تكفي لإطعام أكثر من 275,000 شخص، إلى جانب آلاف من البطانيات والخيام وغيرها من مواد الإغاثة التي تمولها المملكة المتحدة، وتأسيس مستشفى ميداني ممول بالكامل من المملكة المتحدة في غزة وتديره مؤسسة UK-Med الخيرية البريطانية.

وتظل المملكة المتحدة ملتزمة بضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين إليها، بينما يستمر الفلسطينيون في مواجهة أزمة إنسانية مدمرة ومتنامية في غزة.

وكانت المملكة المتحدة قد ساندت عمليات إنزال جوي دولية للمساعدات، حيث وفرت 600 مظلية استجابة لطلب من الأردن والبحرين، وقدمت دعما حيويا لعملية إنزال جوي لمساعدات لمستشفى تل الهوى في شمال غزة نفذها سلاح الجو الملكي الأردني.

وفي الفترة من أكتوبر/تشرين الأول إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2023، نقل سلاح الجو الملكي الأردني كذلك مساعدات وإمدادات إنسانية إلى مصر ليوزعها الهلال الأحمر المصري والأنروا.

فرق تخطيط

كما تواصل المملكة المتحدة العمل مع حلفاء، من بينهم قبرص والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات، لفتح ممر بحري مباشر إلى غزة.

وتتواجد فرق تخطيط من وزارة الدفاع البريطانية في الولايات المتحدة وقبرص لدعم هذه الجهود الدولية، وتعمل وزارة الخارجية والتنمية البريطانية أيضا على توفير المساعدات في قبرص تمهيدا لإرسالها إلى غزة.

وأيضا شاركت هيئة الخرائط الهيدروغرافية البريطانية تحليلها لساحل قطاع غزة مع المخططين من الولايات المتحدة للمساعدة في بناء منصة بحرية مؤقتة لإيصال المساعدات.

كذلك عملت المملكة المتحدة في شهر يناير مع شركائها القبرصيين لأجل إجراء تفتيش مسبق لشحنة من المساعدات بلغت 87 طنا نقلتها سفينة لايم باي التابعة للبحرية الملكية لبريطانية لتسليمها لجمعية الهلال الأحمر المصري تمهيدا لإيصالها إلى أهالي غزة.

مساعدات برية

كذلك ينصب تركيز المملكة المتحدة على ضمان دخول مزيد من المساعدات إلى غزة عن طريق البر، بالعمل بشكل وثيق مع الأردن الذي له دور محوري في تيسير الاستجابة الإنسانية من المملكة المتحدة.

وقد وزع برنامج الأغذية العالمي في الأسبوع الماضي ما يربو على 2,000 طن من المساعدات الغذائية على الأرض. هذا إضافة إلى 150 طنا من مواد الإغاثة الممولة من المملكة المتحدة، بما فيها بطانيات وخيام، التي وصلت إلى غزة في وقت سابق من الشهر الجاري ووزعتها اليونيسف.

وإلى جانب إيصال المساعدات، أعلنت المملكة المتحدة تقديم مبلغ إضافي قدره 10 ملايين جنيه إسترليني من التمويل الإنساني للأراضي الفلسطينية المحتلة، وبذلك يرتفع إجمالي المبلغ الذي رصدته هذه السنة المالية إلى 100 مليون جنيه.

هذا التمويل مخصص لدعم جهود وكالات الأمم المتحدة العاملة على الأرض لإيصال مساعدات منقذة للحياة، ولتوفير مواد إغاثة أساسية، مثل الخيام، للمحتاجين إلى المساعدة.