موسكو: قال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس إن نظيره الروسي سيرغي شويغو الذي أقاله الرئيس فلاديمير بوتين الأحد من منصبه، مسؤول عن "أكثر من 355 ألف ضحية" بين قتيل وجريح في "صفوف جنوده" خلال الحرب في أوكرانيا.

وكتب شابس على منصة إكس "شويغو تسبب بسقوط أكثر من 355 ألف ضحية في صفوف جنوده وبمعاناة هائلة بين المدنيين في إطار حملة غير قانونية في أوكرانيا".

وأضاف: "روسيا تحتاج إلى وزير دفاع يمكنه إلغاء هذا الإرث الكارثي وإنهاء الغزو، لكن كل ما ستحصل عليه هو دمية أخرى لبوتين".

أقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء الأحد وزير الدفاع سيرغي شويغو الذي كان يشغل المنصب منذ عام 2012، وذلك في تغيير كبير للقيادة العسكرية بعد أيام قليلة على تنصيبه لولاية رئاسية خامسة وبعد أكثر من عامين على الحرب في أوكرانيا.

واقترح بوتين الاقتصادي أندريه بيلوسوف ليحل محل شويغو، وفقا للائحة الترشيحات الوزارية التي نشرها مجلس الاتحاد، الغرفة العليا في البرلمان الروسي.

وأصدر بوتين مرسوما بتعيين شويغو أمينا عاما جديدا لمجلس الأمن القومي، خلفا لنيكولاي باتروشيف الذي ستُعلن مهماته الجديدة "في الأيام المقبلة" وفق ما أوردت وسائل إعلام رسمية.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله "سيواصل شويغو العمل في هذا القطاع (الدفاع) الذي يعرفه جيدا، يعرفه جيدا من الداخل، جنبا إلى جنب مع زملائه وشركائه في مكان عمله السابق".

بوتين ملزم دستوريا بتعيين مجموعة جديدة من الوزراء في الحكومة - أو إعادة تعيين الوزراء الحاليين - بعد فوزه في انتخابات آذار (مارس) التي غابت عنها المعارضة.

ويجب أن يوافق المشرعون في البرلمان الروسي على ترشيحات الرئيس، وهو ما من المقرر أن يفعلوه الثلاثاء.

ويأتي التعديل الكبير مع تقدم القوات الروسية في ساحة المعركة للمرة الأولى منذ أشهر.

تولى شويغو (68 عاما) منصب وزير الدفاع في روسيا منذ عام 2012، وجسّد استقرار الحكومات المختلفة في عهد بوتين، تماما مثل سيرغي لافروف الذي يحتفظ بمنصبه وزيرا للخارجية.

ورغم سلسلة الانتكاسات العسكرية التي منيت بها روسيا، بما في ذلك الفشل في السيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف والانسحاب من مناطق شمال شرق خاركيف وجنوب خيرسون، إلا أن بوتين حافظ على ثقته في شويغو حتى الآن.

وشمل ذلك تمرد قائد مجموعة فاغنر المسلحة يفغيني بريغوجين العام الماضي للمطالبة بإقالة شويغو.

وقال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس إن نظيره الروسي شويغو مسؤول عن "أكثر من 355 ألف ضحية" بين قتيل وجريح في "صفوف جنوده" خلال الحرب في أوكرانيا.

وكتب شابس على منصة إكس "شويغو تسبب بسقوط أكثر من 355 ألف ضحية في صفوف جنوده وبمعاناة هائلة بين المدنيين في إطار حملة غير قانونية في أوكرانيا".

وأضاف "روسيا تحتاج إلى وزير دفاع يمكنه إلغاء هذا الإرث الكارثي وإنهاء الغزو، لكن كل ما ستحصل عليه هو دمية أخرى لبوتين".

وليست لدى بيلوسوف (65 عاما)، البديل المرشح لشويغو، أي خلفية عسكرية، وقد كان النائب الأول لرئيس الحكومة الأخيرة منذ عام 2020 وأحد المستشارين الاقتصاديين الرئيسيين لبوتين في السنوات الأخيرة، حتى إنه شغل لفترة وجيزة منصب وزير التنمية الاقتصادية بين أيار (مايو) 2012 وحزيران (يونيو) 2013.

الحاجة إلى "الابتكار"
برر بيسكوف قرار بوتين استبدال شويغو بوجود حاجة تنبع بشكل مباشر من الجبهة، بعد أكثر من عامين على المعارك في أوكرانيا، من دون أن تلوح في الأفق نهاية واضحة للنزاع.

وقال "اليوم، في ساحة المعركة، الشخص الذي ينتصر هو الأكثر انفتاحا على الابتكار".

وأضاف بيسكوف أنه بنظر بوتين "يجب أن تكون وزارة الدفاع منفتحة تماما على الابتكار، وعلى إدخال كل الأفكار المتقدمة، وتهيئة الظروف للقدرة التنافسية الاقتصادية".

في الأشهر الأخيرة، شجع الرئيس الروسي صناعة الدفاع في البلاد على الابتكار والإنتاج بكميات أكبر لمواصلة الهجوم في أوكرانيا، وهو أمر مكلف من حيث المعدات والرجال.

فإذا كانت أوكرانيا تعتمد على المعدات التي يتبرع بها الأوروبيون والولايات المتحدة، فإن روسيا لا تستطيع أن تعتمد عسكريا إلا على شركائها الإيرانيين والكوريين الشماليين في المقام الأول، وكذلك على الطلب في الصين وهو ما يسمح إلى حد كبير بإبقاء الاقتصاد الروسي على قدميه.

وأشار المتحدث باسم الكرملين أيضا إلى أن فاليري غيراسيموف، رئيس الأركان، سيحتفظ بمنصبة.

وقال بيسكوف إنه سيتم في الأيام المقبلة الإعلان عن الدور المستقبلي لنيكولاي باتروشيف الذي شغل منصب الأمين العام لمجلس الأمن القومي منذ عام 2008 وكان قبل ذلك رئيسا لجهاز الأمن الفدرالي خلال أول ولايتين رئاسيتين لبوتين.

وسيحتفظ رئيس الاستخبارات الخارجية سيرغي ناريشكين بمنصبة، وكذلك رئيس جهاز الأمن الفدرالي ألكسندر بورتنيكوف.

ومن المقرر أن يصادق ممثلو مجلس الدوما ومجلس الاتحاد، مجلسي البرلمان الروسي، يومي الاثنين والثلاثاء على هذه التغييرات غير المتوقعة، وهو إجراء شكلي لأنّ مَن يُهيمن عليهما هو حزب روسيا المتحدة بزعامة بوتين، في غياب أي معارضة فعلية.