إيلاف من تل أبيب: إن وفاة رئيسي "في حال حدوثها"، لن تغير السياسة الإيرانية، ولكنها ستشعل الصراع على السلطة في إيران، هذا ملخص ما كتبه لازار بيرمان في تحليل بصحيفة "تايمز أوف اسرائيل" تفاعلاً عن حادثة مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

وتابع التحليل :"في حين أن مصير الرئيس الإيراني، وهو الخليفة المحتمل للمرشد العام علي خامنئي لا يزال مجهولاً، فإن مجموعة كبيرة من الشخصيات التي تنتظر ملء الفراغ الذي ستخلقه خسارته يمكن أن تشكل اختباراً للمرشد الأعلى، و من السابق لأوانه معرفة مصير الرئيس الإيراني ووزير خارجيته بعد تحطم مروحيتهما في شمال غرب إيران الأحد، لكن العلامات الأولية لا تبدو إيجابية".

وقال مسؤول إيراني لرويترز إنه في حين أن السلطات "لا تزال متفائلة"، فإن المعلومات الواردة من موقع التحطم "مقلقة للغاية"، وأضاف المسؤول أن حياة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان "في خطر".

ماذا يعني رحيل رئيسي؟
وأشارت التحليل الاسرائيلي إلى أنه على الرغم من أن مقتل اثنين من كبار المسؤولين الإيرانيين سيكون تطوراً دراماتيكياً في وقت تحتدم فيه صراعات متعددة في المنطقة، إلا أنه من المحتمل ألا يؤثر على مسار تلك المعارك بشكل كبير، حيث تقع القرارات المتعلقة بالسياسة الخارجية والحرب ضمن اختصاص المرشد الأعلى علي خامنئي.

وأوضح جيسون برودسكي، مدير السياسات في منظمة "متحدون ضد إيران النووية"، أن "رئيس الجمهورية الإسلامية هو منفذ، وليس صانع قرار". وأضاف: "ولذا فإن سياسات الجمهورية الإسلامية، وأساسيات تلك السياسات، ستبقى كما هي".

ولكن في الوقت نفسه، فإن الخسارة المفاجئة للرئيس الإيراني من شأنها أن تخلق فراغاً في السلطة ستبدأ الشخصيات البارزة في المناورة للاستفادة منه.

من هو خليفة رئيسي وفقاً للدستور؟
بموجب المادة 131 من الدستور الإيراني، في حالة وفاة الرئيس، يتولى النائب الأول منصب الرئاسة بشكل مؤقت، ويتولى محمد مخبر، أحد الموالين لخامنئي، هذا الدور حالياً.

إيران تزداد ضعفاً
ويخاطر النظام أيضاً بأن يبدو ضعيفاً بعد سلسلة من الانتكاسات، فقد أظهرت طهران ضعفاً منذ أشهرن بحسب التحليل الاسرائيلي، وتحديداً في 3 كانون الثاني (يناير)، قتل إرهابيو تنظيم الدولة الإسلامية ما لا يقل عن 84 شخصًا في انفجارين بالقرب من قبر الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، أثناء إحياء الذكرى الرابعة لوفاته في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في العراق قبل أربع سنوات. .

وفي الشهر السابق، قتلت جماعة جيش العدل، وهي جماعة إرهابية سنية، 11 ضابط شرطة إيرانيا، وأطلقت إيران، التي كانت يائسة لإظهار بعض قوتها، صواريخ على باكستان، قائلة إنها كانت تستهدف جيش العدل.

لكن باكستان المسلحة نووياً لم تتراجع، وردت بالصواريخ والطائرات المقاتلة داخل إيران، وهو أول هجوم بالقنابل على الأراضي الإيرانية منذ الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات.

اغتيال زاهدي
وبينما تتحرك إسرائيل للعثور على قادة حماس واستهدافهم في غزة، فقد أظهرت استعدادا للقضاء على المسؤولين الإيرانيين في سوريا.

وفي نيسان (إبريل) اغتالت إسرائيل، حسبما زُعم، المسؤول الكبير في الحرس الثوري في سوريا، محمد رضا زاهدي، ونائبه محمد حاج رحيمي.

الرد الإيراني على اسرائيل
وكان على إيران أن تثبت لوكلائها الإقليميين، ومواطنيها، أنها قادرة على انتزاع الثمن من إسرائيل، وخاصة بعد أن أثبتت حماس أن إسرائيل يمكن أن تتعرض للإهانة بسبب هجومها المفاجئ في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، لكن رد إيران من خلال الهجوم الضخم بالصواريخ والطائرات بدون طيار والذي كان أول هجوم مباشر لها على الإطلاق على الدولة اليهودية، لم يلحق الضرر بأي شيء ذي قيمة ونجح في توحيد الغرب والعديد من الدول العربية في الدفاع عن إسرائيل.

ماذا سيفعل النظام؟
إن فقدان اثنين من كبار المسؤولين في حادث تحطم طائرة هليكوبتر قد يجعل النظام يبدو ضعيفًا وغير كفء. ولكن إذا تمكن خامنئي من تحقيق انتقال سلس، فإن الجمهورية الإسلامية سوف تظهر قدراً من الاستقرار في وقت صعب.

وبحسب التحليل الاسرائيلي يظل السؤال قائماً حول الكيفية التي قد يستجيب بها زعماء الغرب لوفاة زعيم تقف بلاده وراء قدر كبير من الإرهاب وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط وخارجه، ناهيك عن دعمها العسكري الحاسم للحرب الروسية على أوكرانيا.

علاوة على ذلك، أشرف رئيسي على إعدام آلاف السجناء السياسيين بعد انتهاء الحرب الإيرانية العراقية عام 1988.

واختتمت "تايمز أوف اسرائيل":"الأمر المؤكد هو أن جهود إيران لإيذاء إسرائيل وإخراج الولايات المتحدة من المنطقة ستستمر، سواء خرج رئيسي من الضباب أم لا".