إيلاف من القاهرة: علقت المتخصصة في تحليل الخطاب الإعلامي الإسرائيلي الدكتورة رانيا فوزي على صورة الجندي الإسرائيلي الذي يحمل خريطة على ملابسه تحت مسمى "أرض إسرائيل الموعودة" وتضم دولا عربية.

وقالت فوزي في تصريحات لـRT إن إسرائيل وجيشها يوجهون رسالة إلى دول العالم العربي وبالأخص لمصر وجيشها بأنها لم تنته وسوف تنتصر في حربها على غزة رغم الخسائر في صفوف جنود جيش الاحتلال والتي قدرت حتى الآن بقرابة 2000 جندي منذ حرب السابع من تشرين الاول (أكتوبر).

ماذا تعني هذه الخريطة؟
وأضافت الخببرة المصرية أن لجان وحدات استخبارات إسرائيل وتحديدا في وحدات "النيو ميديا" أرادوا من خلال هذه الصورة إثارة الضجة ولكنهم في الحقيقة أكدوا للجميع على حقيقة لا تقبل الشك من خلال الصورة أن الحريديم في الجيش الاسرائيلي والذين تتزايد أعدادهم بشكل كبير في السنوات الأخيرة ويتوقع أن يشكلوا أكثر من نصف تعداد الجيش في عام 2050 .

وهم من يرسمون السياسات الإسرائيلية الحالية والمستقبلية وفق معتقداتهم الدينية بعودة فكرة احتلال أراض عربية من جديد في ضوء نظرية الأمن الإسرائيلية التي أتوقع بلورتها بعد الحرب على غزة والتي سيكون للمرجعية الدينية اليهودية المستمدة من التناخ والتلمود دور رئيسي في بلورتها.

دعاية مضادة للصدمات
وأوضحت فوزي أن هذه البروباغندا والدعاية تدل على مدى الصدمات التي يعاني منها جنود الاحتلال في مواجهة "حماس" و أعدادهم 40 ألف مقاتل مقابل تعداد الجيش الاسرائيلي بالاحتياط والذي يقدر بنحو من 300 إلى 500 ألف وفقد في بضعة أشهر ما يقرب من 2000 جندي علاوة على الجرحى والمعاقين المقدر تعدادهم ب 20 ألف ويزيد.

ونوهت بأن أسطورة أرض إسرائيل الموعودة حسب ما ورد في التناخ وتحديدا في سفر التكوين تك 18:15 والتي تتناول زعما بالوعد الذي قطعه الرب مع سيدنا إبراهيم بأرض من نهر مصر والتي تعني وفق التفاسير اليهودية شمال سيناء ونهر الفرات، وهذه أسطورة تحطمت بعد انتصارات أكتوبر وما تبعها من مواجهات مع "حزب الله" و "حماس".