قطاع غزة: تتواصل المعارك العنيفة في حي الشجاعية في مدينة غزة لليوم الرابع على التوالي الأحد، ما دفع عشرات آلاف الفلسطينيين إلى الفرار.
وأفاد مراسل وكالة فرانس برس وشهود عيان أن غارات جوية عدّة استهدفت مناطق مختلفة من قطاع غزة خلال الليل، بما في ذلك مدينة غزة شمالا ورفح وخان يونس جنوبا.
ويُنفّذ الجيش الإسرائيلي منذ الخميس عمليّة في الشجاعيّة في شرق مدينة غزة حيث يقول إنّ هناك "بنية تحتيّة إرهابيّة".
وأشار الجناحان المسلّحان لحركتَي حماس والجهاد الإسلامي إلى أنّهما يخوضان معارك مع القوّات الإسرائيليّة في منطقة الشجاعيّة.
وكانت إسرائيل أعلنت في بداية كانون الثاني (يناير) أنها فكّكت "البنية العسكريّة" لحركة حماس في شمال قطاع غزة الذي شهد قتالًا عنيفًا في الأشهر الأولى من الحرب.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته "قضت على عدد من الإرهابيين وعثرت على أسلحة وشنّت غارات على مجمّعات قتالية مفخخة" خلال الـ 24 ساعة الماضية بينما قصف جوا "عشرات مواقع البنية التحتية الإرهابية".
وأعلن الأحد أيضا مواصلة عملياته في رفح في جنوب القطاع وفي وسطه.
وقتل ستة أشخاص في غارة جوية إسرائيلية فجرا استهدفت منزلا في رفح، بحسب مسعفين ومصادر طبية.
ظروف "لا تطاق"
واندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق لحماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، بدأ على أثرها الجيش الإسرائيلي حملة قصف مركّز ألحقها بهجوم برّي واسع النطاق على قطاع غزّة.
وأسفر الهجوم عن مقتل 1195 شخصًا، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام رسميّة إسرائيليّة.
واحتجز المهاجمون 251 رهينة ما زال 116 منهم في غزة، بينهم 42 يقول الجيش إنّهم لقوا حتفهم.
وقتل ما لا يقلّ عن 37877 شخصًا في قطاع غزة، بحسب آخر حصيلة لوزارة الصحّة التابعة لحماس.
ويشهد القطاع الذي تُحاصره إسرائيل وأُغلِق منفذه الوحيد إلى الخارج، معبر رفح، أزمة إنسانيّة كبيرة منذ دخول القوّات الإسرائيليّة إلى المدينة الحدوديّة مع مصر في أيّار (مايو).
وقالت منظّمة الصحّة العالميّة الجمعة إنّ 32 مستشفى من أصل 36 في القطاع تضرّرت منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، وأصبح عشرون منها خارج الخدمة.
وقالت متحدّثة باسم الأمم المتحدة الجمعة إنّ المدنيّين الفلسطينيّين في قطاع غزة مجبرون على العيش في مبان أو مخيّمات دمّرها القصف بجوار أكوام ضخمة من القمامة. وندّدت بظروف "لا تطاق" في القطاع.
وعرضت لويز ووتريدج من وكالة الأونروا الظروف المعيشية "القاسية جدا" في قطاع غزة.
في تل أبيب، تجمّع آلاف المتظاهرين السبت كما يفعلون كلّ أسبوع، للمطالبة بإعادة الرهائن والاحتجاج ضدّ رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
وتحدثت الرهينة السابقة نوعا أرغماني (26 عاما) التي أُطلِق سراحها في 8 حزيران (يونيو) مع ثلاث رهائن آخرين خلال عمليّة للجيش الإسرائيلي في شريط فيديو، قائلة "رغم عودتي إلى دياري، لا يمكننا أن ننسى الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في أيدي حماس، ويجب أن نفعل كلّ ما في وسعنا لإعادتهم إلى ديارهم".
مقترح آخر
وأعلن القيادي في حماس أسامة حمدان السبت من بيروت أنّ الحركة تلقّت مقترحا جديدا لوقف إطلاق النار في غزّة في 24 حزيران (يونيو)، مكرّراً موقف الحركة في اشتراطها "وقفاً كاملاً للعدوان".
وقال "هذا الاقتراح لا يزال حتى اللحظة لا يحقّق وقفاً كاملاً للعدوان أو انسحاباً شاملاً للاحتلال من قطاع غزة. وبالتالي نحن قلنا وبكل وضوح وما زال هذا موقفنا، دون أن يتحقق ذلك، كل ما يقدّم من أوراق هو عبارة عن تضييع وقت وتوفير مدى زمني إضافي للاحتلال ليمارس الإبادة الجماعية ضد شعبنا ومحاولة من الإدارة الاميركية لإنقاذ نفسها".
وعرض الرئيس الأميركي جو بايدن في أواخر أيّار (مايو) ما قال إنّه مقترح إسرائيلي على ثلاث مراحل يفضي إلى وضع حدّ للنزاع والإفراج عن الرهائن وإعادة إعمار قطاع غزة من دون أيّ وجود لحماس في السلطة.
لكنّ هذا المقترح الذي تبنّاه مجلس الأمن الدولي، لم يُفضِ إلى نتيجة حتّى الآن.
ونقل موقع "أكسيوس" الجمعة عن "ثلاثة مصادر مطّلعة بشكل مباشر" أنّ "إدارة بايدن قدّمت في الأيّام الأخيرة صيغة جديدة لبعض أجزاء الصفقة المقترحة حول الرهائن ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في محاولة لسدّ الفجوات بينهما والتوصّل إلى اتّفاق".
على الجبهة الشماليّة مع لبنان، حذّرت إيران السبت إسرائيل من "حرب إبادة" بـ"مشاركة كاملة لمحور المقاومة" الذي يضمّ طهران وحلفاءها الإقليميّين، في حال شنّت الدولة العبريّة هجوماً "واسع النطاق" على حزب الله في لبنان.
التعليقات