واشنطن: يأمل الرئيس الأميركي جو بايدن أن تسهم مقابلة متلفزة الجمعة في تخطي الصعوبات التي تواجهها حملته للفوز بولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية القادمة، لكن تكرار أدائه الكارثي في المناظرة قد يكون سببا في سقوطه.
خلال الأسبوع الذي تلا مناظرته مع دونالد ترامب، وهي الأولى بينهما، فشل بايدن البالغ 81 عاما في تهدئة الذعر في صفوف حزبه الديموقراطي.
وطيلة 90 دقيقة الخميس الماضي، واجه بايدن صعوبة في التعبير عن نفسه بوضوح، فتلعثم وفقد تسلسل أفكاره.
وتتصاعد داخل حزبه الأصوات التي تطالبه أن يثبت أن لديه الطاقة لدحر ترامب في تشرين الثاني (نوفمبر) والقدرة على القيادة في البيت الأبيض لأربع سنوات أخرى.
ورغم حصوله على دعم حكام ولايات ديموقراطيين خلال اجتماع طارئ الأربعاء، دعاه ثلاثة من أعضاء الكونغرس المنتمين لحزبه على الأقل للتنحي، ومثلهم مجالس تحرير العديد من الصحف الكبرى وعدد من المعلقين السياسيين.
قال الرئيس إنه "لن ينسحب" وبأنه "باق في هذا السباق حتى النهاية". لكن استطلاعات رأي أعقبت المناظرة أظهرت اتساع فارق شعبيته خلف ترامب.
كما أن بايدن لم يتحدث علنا من دون ملقن نصوص منذ المناظرة باستثناء بعض التصريحات المقتضبة.
وبالتالي فإن المقابلة مع المقدم جورج ستيفانوبولس على شبكة إيه بي سي المتوقع أن تُسجل خلال حملة انتخابية في ويسكونسن، ستكون محطة حاسمة لبايدن لتبديد المخاوف وإعادة ضبط التوقعات.
ووسط الترقب المحيط بالمقابلة، عادت شبكة إيه بي سي عن خطتها الأساسية بث مقتطفات من المقابلة خلال نهاية الأسبوع وستبثها كاملة الساعة 8,00 من مساء الجمعة (00,00 ت غ السبت).
مقابلة "ضرورية"
سيواجه بايدن صحافيا لديه خبرة في التواصل السياسي.
عمل ستيفانوبولوس مع الرئيس الديموقراطي السابق بيل كلينتون خلال حملته الأولى وكان أحد أقرب مستشاريه خلال ولايته الأولى في البيت الأبيض.
وسيتعين على بايدن الذي عانى من التلعثم في السابق، أن يستعيد الثقة من خلال خطاب واضح ومتماسك من حيث الجوهر.
واعتبرت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، إحدى أكثر الشخصيات الديموقراطية نفوذا، أنه من "الضروري" أن يجري الرئيس مقابلة أو حتى اثنتين من المقابلات المهمة.
ودعا أنصار آخرون إلى عقد مؤتمر صحافي مطول للحكم على قدرته على التحمل.
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس سيعقد مؤتمرا صحافيا خلال قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في واشنطن الأسبوع المقبل لكنه لم يكشف عن أي تفاصيل حول شكل المؤتمر أو مدته.
في تلك الأثناء تحدى ترامب بايدن لإجراء مناظرة أخرى أو "مناقشة شاملة" وأبدى الخميس استعداده لذلك "في أي وقت أو مكان أو موقع".
ومع استمرار التكهنات بشأن تغيير محتمل في ترشيحات الديموقراطيين سُلطت الأضواء فجأة على كامالا هاريس، أول نائبة للرئيس في البلاد.
والمدعية العامة السابقة في كاليفورنيا البالغة 59 عاما والتي انضمت إلى بايدن في احتفالات عيد الاستقلال الخميس الرابع من تموز (يوليو)، تقوم بدور حساس منذ المناظرة.
فقد قدمت هاريس علنا دعما قويا لبايدن، لكنها تقف على أهبة الاستعداد للترشح في مكانه في حال تنحيه.
التعليقات