إيلاف من موسكو: بعد ساعات من مطالبة الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل بضبط النفس في الرد على الضربة الإيرانية ( المنتظرة والمتوقعة)، ها هي موسكو تطلب من طهران توجيه ضربتها لتل أبيب دون أن تتسبب في قتل المدنيين الإسرائيليين، مما يؤشر إلى أن الجميع شرقاً وغرباً يحاولون احتواء الأمر وعدم الانجراف للحرب الشاملة.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إنه سيطلب من إيران تجنب سقوط ضحايا من المدنيين في الهجوم المتوقع على إسرائيل، ويبدو أن ذلك جاء في الرسالة التي حملها المسؤول الأمني ​​الروسي الكبير سيرغي شويغو خلال زيارته لطهران، بحسب مصادر إيرانية.

الرسالة، وفقا للمصادر، تم تسليمها الاثنين من قبل سيرجي شويغو، في اجتماعات مع كبار المسؤولين الإيرانيين في الوقت الذي تدرس فيه طهران ردها على اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية.

ويأتي التقييم بأن إيران من المحتمل أن تهاجم إسرائيل في الأيام أو الأسابيع المقبلة بعد الاغتيالين المتتاليين للقائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر في الأسبوع الماضي في غارة إسرائيلية في بيروت وهنية في طهران.

واتهمت إيران إسرائيل بمقتل هنية وتعهدت بالرد.

طهران تريد دعماً عسكرياً روسياً
وقال المصدران الإيرانيان المطلعان على الاجتماع في طهران لرويترز إن طهران ضغطت أيضا على موسكو من أجل تسليم طائرات مقاتلة روسية الصنع من طراز سوخوي سو-35.

ولم يقدم المصدران المطلعان على الأمر مزيدا من التفاصيل حول المحادثات مع شويغو، الذي كان وزيرا للدفاع قبل أن يصبح أمينا لمجلس الأمن الروسي في آيار "مايو".

وقالوا إن زيارة شويغو كانت إحدى السبل العديدة التي استخدمتها موسكو لإبلاغ إيران بالحاجة إلى ضبط النفس بينما أدانت في الوقت نفسه مقتل هنية ووصفته بأنه "اغتيال خطير للغاية" في محاولة لمنع نشوب حرب في الشرق الأوسط.

وقالت المصادر إن الشرق الأوسط على شفا حرب كبرى ومن الواضح أن من يقفون وراء الاغتيال يحاولون إثارة مثل هذا الصراع.

تقارب روسي إيراني
وقامت روسيا بتعزيز علاقاتها مع إيران منذ بداية حربها مع أوكرانيا، وقالت إنها تستعد لتوقيع اتفاقية تعاون واسعة النطاق مع طهران.

يذكر أن الحرب في غزة بدأت عندما قادت حماس في 7 تشرين الأول (أكتوبر) هجوماً عبر الحدود على إسرائيل قتل خلاله 1200 شخص واحتجز 251 رهينة في غزة، وردت إسرائيل بهجوم عسكري لتدمير حماس وإنقاذ الرهائن.

وفي اليوم التالي لهجوم حماس، بدأ حزب الله الهجوم على طول الحدود الإسرائيلية مع لبنان، وأثارت الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار شبه اليومية هجمات من جانب إسرائيل، وأثار العنف المتصاعد مخاوف من حرب شاملة.

وتوعد حزب الله بالانتقام لمقتل شكر، قائده العسكري، في ضربة انتقامية شنتها إسرائيل.

وفي نيسان (أبريل)، أطلقت إيران أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة على إسرائيل ردا على مقتل اثنين من كبار جنرالات الجيش في غارة في دمشق ألقت طهران باللوم فيها على الدولة اليهودية.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، حذرت صحيفة كيهان الإيرانية الموالية للنظام، في افتتاحيتها، من أنه، على النقيض من هجوم إيران الذي تم إحباطه بالكامل تقريبًا في نيسان (أبريل) على إسرائيل، فإن هجومها هذه المرة سيستهدف مناطق عميقة داخل إسرائيل، مثل تل أبيب وحيفا، وهي مراكز استراتيجية، ومنازل المسؤولين الإسرائيليين.