بعد أعوام من الهدوء النسبي في ليبيا، عاد شبح الحرب مجدداً بعد أن قتل تسعة أشخاص خلال اشتباكات بين مجموعات مسلحة متنافسة في منطقة تاجوراء شرقي العاصمة الليبية طرابلس ظهر الجمعة، وفقاً لما نقلته وكالة فرانس برس عن عدة مصادر.
وقال مصدر في مديرية أمن طرابلس لوكالة فرانس برس إن "الاشتباكات وقعت بين عناصر كتيبة (الرحبة دروع)، وعناصر كتيبة (الشهيدة صبرية)، بعد مناوشات وخلاف تطور إلى تبادل إطلاق النار واستخدام أسلحة متوسطة".
#طرابلس 🇱🇾
— The warrior DZ (@COLONELD16) August 9, 2024
لحظة فرار المصلين من احد المساجد القريبة من مقر " الشهيدة صبرية " في #تاجوراء أثناء اشتباكهم مع " رحبة الدروع " pic.twitter.com/aywYVKc9es
وفي حصيلة للاشتباكات، أوضح جهاز الإسعاف والطوارئ في بيان على فيسبوك أن "حصيلة القتلى في الاشتباكات بلغت 9 ضحايا"، كما نشر الجهاز صوراً تظهر عناصره ينتشلون جثث الضحايا من أماكن مختلفة في تاجوراء.
وعلى الرغم من هدوء الاشتباكات ظهر اليوم السبت، إلا أن التوتر مازال يسود في المنطقة، في حين أعلن جهاز طب الطوارئ عن إجلاء عدد من العائلات التي استنجدت بهم جراء توتر الأوضاع الأمنية.
وتزامناً مع تلك الاشتباكات، نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا صوراً وفيديوهات توضح خروج آليات ثقيلة ومتوسطة من الثكنات العسكرية في عدة مناطق داخل العاصمة طرابلس، ما أثار رعباً بين المواطنين.
كما أعلنت جامعة طرابلس تعليق الدراسة في كافة كلياتها جراء التوترات الأمنية التي شهدها شرق العاصمة طرابلس.
ولم تصدر حكومة طرابلس أي توضيحات حول الاشتباكات علما أن الكتيبتين تابعتان لها.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورأ وفيديوهات لأليات تابعة للقوة الأمنية المشتركة الخاصة مصراتة (200 كيلومتر شرق طرابلس) والتابعة لحكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، وهي في طريقها إلى العاصمة طرابلس.
ونقل الموقع الإلكتروني الإخباري الليبي بوابة الوسط، عن شهود عيان حديثهم عن "وصول آليات مسلحة إلى مناطق القويعة - القره بوللي، وذلك بعد مطالبة القوة المشتركة (اللواء 51) باستعادة مقراتها التي استولت عليها كتيبة "الشهيدة صبرية"، وآليات ومعدات صودرت من تلك المقرات.
واندلعت اشتباكات بين اللواء 51 وكتيبة "الشهيدة صبرية" في تاجوراء، بعد محاولة اغتيال تعرض لها آمر اللواء 51، بشير خلف، قامت على إثره الأخيرة باقتحام مقرات لـ "الشهيدة صبرية".
وأوضح مصدر تابع للقوة المشتركة لبوابة الوسط، أن "القوة لم تكن طرفا في أي صراع، وأن قرار إنشاء القوة المشتركة ينص صراحة على عملها في كل أنحاء ليبيا وفقا لترتيبات إدارية وعسكرية معروفة".
تحركات عسكرية لقوات موالية لحفتر ودعوات للتهدئة
وتزامنت هذا الاشتباكات مع تحركات عسكرية شهدها الجنوب الغربي لليبيا، نفذتها القوات الموالية للمشير خليفة حفتر، في مقابل "رفع الاستعداد والطوارئ" من طرف القوات الموالية لحكومة طرابلس رداً على أي محاولة قد تستهدف قواتها جنوب غرب البلاد.
وتعيش ليبيا وجنوب غربها حالة ترقب، بعد أنباء عن توجه قوات من القيادة العامة - التي يقودها خليفة حفتر- نحو منطقة غدامس الحدودية مع الجزائر جنوب غرب البلاد.
وسارعت الأمم المتحدة وسفارات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا الى "التنديد بالتصعيد العسكري" والدعوة إلى "أقصى درجات ضبط النفس".
ودعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، إلى وقف التصعيد العسكري وتجنب المزيد من التوترات، بعد تحركات لقوات موالية لحفتر في جنوب غرب البلاد، التي تسيطر عليها الحكومة المناهضة لحفتر والمتمركزة في طرابلس.
وطالبت البعثة الأممية، في بيان صحافي، "جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب أي عمل عسكري استفزازي يمكن أن يعرض الاستقرار الهش في ليبيا وأمن سكانها للخطر".
"تعرب سفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة عن قلقها، الذي ينعكس في بيان بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (UNSMIL)، بشأن التحركات العسكرية المستمرة في منطقة جنوب غرب ليبيا.
— Italy in Libya (@ItalyinLibya) August 9, 2024
كما دعا سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا نيكولا أورلاندو عبر حسابه على منصة تويتر، "جميع الأطراف إلى الانخراط في الحوار والحفاظ على الاستقرار ووقف إطلاق النار".
🔵 بيان صادر عن بعثة #الاتحاد_الأوروبي والبعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لدى #ليبيا بشأن التحركات والتعبئة العسكرية الأخيرة. ندعو جميع الأطراف إلى الانخراط في الحوار والحفاظ على الاستقرار ووقف إطلاق النار.https://t.co/RQLZWNUOxv 👉🏻 pic.twitter.com/vZ8zeVEXqY
— Nicola Orlando (@nicolaorlando) August 9, 2024
فيما تقول رئاسة أركان القوات البرية التابعة لالقيادة العامة برئاسة المشير حفتر، إن تحرك وحداتها نحو الجنوب الغربي للبلاد "يأتي ضمن خطة شاملة لتأمين الحدود الجنوبية وتعزيز الأمن القومي في هذه المنطقة الاستراتيجية من خلال تكثيف الدوريات الصحراوية والرقابة على الشريط الحدودي مع الدول المجاورة"، مؤكدة أن هذا التحرك "لا يستهدف أحداً".
التعليقات