إيلاف من مراكش: قال قيادي في "فيلق القدس" الذراع الخارجية لـ"الحرس الثوري" الإيراني إن رد إيران على اغتيال رئيس حركة "حماس"، إسماعيل هنية، "سيكون مختلفاً، ولا ينبغي الكشف عن كيفية هذا الرد"، في وقت قال فيه متحدث باسم البنتاغون إن الولايات المتحدة لا تزال تأخذ تهديدات طهران لإسرائيل على محمل الجد.
وقال العميد محسن تشيذري، نائب قائد غرفة العمليات الخارجية في "الحرس الثوري" إن الانتقام لدماء هنية "واجبنا وسنقوم به حتماً"، في إشارة صريحة إلى تلويح المرشد الإيراني علي خامنئي.
وقال تشيذري في موقع "دفاع برس" التابع لهيئة الأركان الإيرانية، إن "نوعية وكيفية رد إيران تعتمد على الظروف والموقع الذي يمكن من خلاله تحقيق أهدافنا فيما يتعلق بجرائم الصهاينة". وأضاف: "حتى تتحقق أهداف إيران في الوقت المناسب وبالعنصر المفاجئ المطلوب، قد يتم التحلي بالصبر وضبط النفس حتى تتوفر الظروف والفرصة المناسبة لتوجيه رد ساحق يتناسب مع الثأر".
وهددت إيران والجماعات المسلحة الموالية لها في المنطقة بمهاجمة إسرائيل رداً على اغتيال قائدين بارزين في طهران وبيروت في أواخر الشهر الماضي، وأعلن "حزب الله" أن ضرباته على إسرائيل، كانت رداً على اغتيال القيادي العسكري في الحزب فؤاد شكر.
وأعلنت إسرائيل في 25 أغسطس (آب) الماضي، أنها أحبطت "جزءاً كبيراً من الهجوم" الذي شنّه "حزب الله" على أراضيها رداً على اغتيال شكر، بينما قال الحزب الموالي لإيران إنه استهدف بمسيرات وصواريخ كاتيوشا بشكل أساسي قاعدة للاستخبارات العسكرية قرب تل أبيب. ونفت إسرائيل رواية "حزب الله" عن إصابة القاعدة في ضواحي تل أبيب، مشيرة إلى أنها دمّرت آلاف منصات الصواريخ التابعة للحزب في جنوب لبنان.
وقدم تشيذري روايته عن الهجوم الواسع الذي شنه "حزب الله" اللبناني على إسرائيل، قائلاً إن "عملية الأربعين جرى تنفيذها رداً على اغتيال فؤاد شكر... عندما تظهر نتائج عملية الأربعين، سيحدد (حزب الله) ما إذا كانت الأهداف التي سعى لتحقيقها قد تحققت أم لا، ولذلك قد تستمر العملية، بالطبع تم الرد على اغتيال فؤاد شكر نظراً لحجم العملية".
وبحسب رواية تشيذري، فإن "بعد أقل من ساعة من العملية، قام الكيان الصهيوني بقصف بعض المواقع والأهداف في بنك معلوماته، في محاولة لإجراء عملية استباقية وخنق العملية في مهدها ومنع صواريخ (حزب الله) من الوصول إلى الأراضي المحتلة. ولكن، (حزب الله) كان ذكياً ونقل كل المعدات والأفراد من المواقع المستهدفة قبل الهجوم، واستهدفت الصواريخ الإسرائيلية مواقع قديمة وفارغة كان (حزب الله) قد أخلاها مسبقاً، مما يدل على أن (حزب الله) نفذ عمليته بنجاح وبعدد أكبر من الصواريخ".
وأشار تشيذري إلى العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية. وقال: "المقاومة قوية وتؤكد النصر في ساحة معركة غزة، وإن الظروف اليوم تميل لصالح محور المقاومة. لم يتمكن الصهاينة من الإضرار بالمقاومة أو تحقيق أهدافهم".
وأكد أن "هيكل المقاومة في غزة لا يزال قائماً، وفي الضفة الغربية في طور النشوء والتطور. اليوم، يسعى الكيان الصهيوني لعرقلة تشكيل وتعزيز المقاومة في الضفة الغربية، لكنه بالتأكيد لن ينجح".
وقال المتحدث باسم البنتاغون الميغور جنرال بات رايدر للصحافيين، مساء الثلاثاء، إن "إيران أشارت إلى أنها تعتزم الانتقام، لذا سنواصل أخذ هذا التهديد بجدية، وسأترك الأمر عند هذا الحد".
وسأل عما إذا لاحظت القوات الأميركية أي تغييرات على الإطلاق خلال الأيام العشرة الماضية، مع استمرار مجموعتين من حاملات الطائرات الأميركية، بمهامها في المنطقة.
وعاد ريدار لتأكيد أن القوات الأميركية "في حاجة إلى الاستمرار في أخذ هذا التهديد على محمل الجد، وأن نكون مستعدين. مرة أخرى، لن أخوض في التفاصيل أو الفرضيات المحتملة بشأن متى أو إذا كانوا سيهاجمون".
والأسبوع الماضي، قال ريدار للصحافيين: "تقييمنا لا يزال يشير إلى وجود تهديد بهجوم، ونبقى في وضع جيد لنكون قادرين على دعم دفاع إسرائيل، وكذلك حماية قواتنا في حالة تعرضها لهجوم"، لافتاً إلى أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن "أمر بوجود مجموعتين من حاملات الطائرات للبقاء في المنطقة"، كجزء من الدعم لإسرائيل.
وكان البنتاغون أعلن قبل أسبوعين أن حاملة الطائرات "يو إس إس أبراهام لينكولن" والمدمرات المرافقة لها وصلت إلى المنطقة. وكان من المفترض أن تحل محل حاملة الطائرات "يو إس إس ثيودور روزفلت"، لكن أمر أوستن يعني أن السفينتين ستكونان معاً في الشرق الأوسط في الوقت الراهن.
التعليقات