إيلاف من واشنطن: ألمح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى احتمالية رؤية المزيد من السيدة الأولى السابقة، ميلانيا ترامب في حملته الانتخابية للعام 2024، خلال الفترة المقبلة.
ترامب، الذي اشتهر بوضع عائلته في قلب عالم السياسة والأعمال، أبدى فخره الكبير بالدور الذي لعبته زوجته وأبناؤه خلال حملته السابقة، لكنه أيضًا عبّر عن قلقه إزاء ما يواجهونه من هجمات سياسية وإعلامية.

وفي مقابلة مع "ديلي مايل"، لم يُخفِ ترامب حماسه عندما سئل عما إذا كانت ميلانيا ستشارك بشكل أكبر في الحملة المقبلة، حيث قال: "أود ذلك، لكن هذا العالم قاسٍ للغاية. إنه ليس مكانًا لطيفًا لي ولعائلتي." وأضاف أن ميلانيا تهتم بعمق بشؤون البلاد، وستكون على استعداد لتقديم الدعم إذا لزم الأمر، ولكنه أعرب عن تردده في تعريضها وأطفاله للمزيد من الهجمات السياسية التي وصفها بأنها "غير عادلة". وأشار إلى أن أطفاله، بمن فيهم ميلانيا، لم يُعاملوا بإنصاف خلال السنوات الماضية، سواء من قبل الإعلام أو الخصوم السياسيين.

عائلة ترامب: محور الحملة
في الوقت الذي يدور فيه الحديث حول التحضير لحملة 2024، كان ترامب يجلس في منتجع "مار-أ-لاغو" في فلوريدا، والذي يعد مركز نشاطه السياسي. المنتجع، الذي يُعتبر "البيت الأبيض الشتوي"، كان في تلك اللحظات في حالة صيانة استعدادًا لموسم جديد، حيث تم تجديد المروج والبنية التحتية. ومع أن النادي كان مغلقًا، إلا أن غرفة المعيشة كانت تعج بالحركة، حيث شوهد العديد من الشخصيات السياسية الرئيسية مثل جاريد كوشنر، صهر ترامب والمستشار البارز، وكوري ليفاندوفسكي، الذي انضم مؤخرًا للحملة.

وخلال المقابلة، تحدث ترامب بفخر كبير عن أفراد عائلته ودورهم في الحملة، مشيرًا بشكل خاص إلى ابنه بارون، الذي يلعب دورًا في استهداف شريحة الناخبين الأصغر سنًا. وذكر ترامب أن بارون، البالغ من العمر 18 عامًا، أصبح خبيرًا في منصات التواصل الاجتماعي التي يستهدفها الشباب، مثل **"كيك"** و**"يوتيوب"**، وساعده في التواصل مع مؤثرين رقميين مثل أدين روس وثيو فون. واعتبر ترامب أن هذا الدور الجديد الذي يلعبه بارون يساعده في تقليص الفجوة بينه وبين الناخبين الأصغر سنًا، مؤكدًا على أهمية استمالة هذا الجيل لدعم حملته.

ميلانيا.. حضور محدود ولكن مؤثر
رغم دورها المحدود حتى الآن في الحملة الانتخابية، اختارت ميلانيا ترامب بعناية لحظاتها للظهور. في تموز (يوليو) الماضي، لفتت الانتباه بحضورها في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في ميلووكي، حيث ظهرت جنبًا إلى جنب مع زوجها. كما أصدرت بيانًا عقب محاولة اغتيال ترامب، دعت فيه إلى التوحد وتجاوز الخلافات السياسية. ومع ذلك، أشار ترامب إلى أن ميلانيا لا ترغب في أن تكون في الخطوط الأمامية، مفضلًا أن تظل محمية من الهجمات السياسية التي قد تطالها بسبب ارتباطها بحملته.
وقال ترامب: "لقد ضحّت عائلتي بالكثير، وعلى الرغم من ذلك تعرضوا للاتهامات الزائفة والخدع الإعلامية." وأوضح أن تعرض أطفاله لهذه الهجمات كان أمرًا صعبًا بالنسبة له كأب، معبرًا عن رغبته في حمايتهم قدر الإمكان من السجالات السياسية التي وصفها بأنها "شرسة وغير عادلة".

جذب الناخبين الشباب
بينما يعمل ترامب وفريقه على استراتيجية جديدة لتعزيز حضوره الانتخابي، فإن استهداف جيل الشباب يبدو جزءًا أساسيًا من هذه الخطة. في محاولة لاستمالة أصوات الجيل Z، يعتمد ترامب بشكل متزايد على منصات التواصل الاجتماعي بفضل جهود ابنه بارون. وأشار ترامب إلى أن البث المباشر الذي شارك فيه مع المؤثر الرقمي أدين روس على منصة "كيك" جذب أكثر من 580,000 مشاهد، ما جعله ثالث أكبر بث مباشر على المنصة لهذا العام.

كما أشار ترامب إلى أهمية تلك الفئة العمرية في السباق الرئاسي، مشيرًا إلى أنه وبرغم تأخره خلف منافسته كامالا هاريس بين الناخبين الأصغر سنًا، إلا أن الجهود المبذولة من قبل بارون وفريقه تساعد في تضييق الفجوة. كما تحدث ترامب عن مشاركته في بودكاست "نهاية الأسبوع الماضي مع ثيو فون"، حيث ناقش مجموعة من المواضيع التي تتعلق بالشباب والمخدرات.

مخاوف سياسية
في خضم الحديث عن حملته الانتخابية، أبدى ترامب تحفظات على بعض القضايا السياسية المثيرة للجدل، بما في ذلك قانون الإجهاض في فلوريدا. وألمح إلى أنه قد يدعم استفتاءً لتوسيع نطاق الإجهاض، مشيرًا إلى أنه ما زال يدرس القضية بعمق. هذه المواقف قد تشكل تحديات لحملته المقبلة، لكنها تشير إلى مدى استعداده للتكيف مع القضايا التي تؤثر على الناخبين في الولايات المختلفة.

* أعدت إيلاف التقرير عن "ديلي مايل". (لتصفح النسخة الأصل)