إيلاف من تل أبيب: بعد أيام من توجيه القيادي في حركة حماس خالد مشعل توجيهاته بالعودة إلى "العمليات الانتحارية" من جديد، رصدت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" تطورات الموقف، وكشفت عنه أنه ولأول مرة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، بدأت حماس باستخدام مصطلح "الهجمات الانتحارية" في إشارة إلى تفجيراتها الأخيرة.

في إعلانها الأخير عن مسؤوليتها عن تفجير سيارتين مفخختين في منطقة غوش عتصيون الجمعة، أشادت حماس بمنفذي العملية، سكان الخليل محمد إحسان مرقه وزهدي أبو عفيفة، وأعلنت عن "أول عمليات استشهادية في محافظة الخليل"، مستخدمة المصطلح المستخدم عادة في اللغة العربية للهجمات الانتحارية، وهو "استشهادية" على حد وصف الصحيفة الإسرائيلية.

وتوعدت الحركة في بيانها بتنفيذ المزيد من "المفاجآت المؤلمة" في أنحاء الضفة الغربية.

ويأتي تفجير السيارتين بعد يومين من دعوة المسؤول البارز في حركة حماس خالد مشعل إلى استئناف "التفجيرات الانتحارية" في الضفة الغربية، في الوقت الذي تتعرض فيه حماس لضغوط عسكرية شديدة في غزة.

في الثامن عشر من آب (أغسطس)، أي قبل أيام قليلة من خطاب مشعل، أعلنت حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني مسؤوليتهما عن تفجير انتحاري في تل أبيب.

ولقي المهاجم حتفه عندما انفجرت حقيبته، وأصيب أحد المارة.

يذكر أن حماس قامت بهذا النوع من الهجمات لسنوات، ونفذتها طوال التسعينيات وحتى نهاية الانتفاضة الثانية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ولكنها أصبحت نادرة في السنوات التي تلت ذلك.

وبحسب مصادر حكومية فإن آخر هجوم انتحاري تبنته حماس داخل إسرائيل كان في مركز للتسوق في مدينة ديمونا الجنوبية في شباط (فبراير) 2008، حيث قُتلت امرأة وأصيب 38 آخرون.

وفي نيسان (إبريل) 2016، نفذ أحد أعضاء الجناح العسكري لحركة حماس هجوما انتحاريا آخر على حافلة في القدس، أسفر عن إصابة 21 شخصا. ولم تعلن الجماعة مسؤوليتها رسميا عن العملية في ذلك الوقت.

ويشير الخبراء إلى إحباط محاولات متعددة لتنفيذ "تفجيرات انتحارية" في السنوات الأخيرة.