إيلاف من واشنطن: في رد فعل سريع على مناظرته الحاسمة ضد الديمقراطية كامالا هاريس، صرّح المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب بأن تلك المناظرة كانت "أفضل مناظرة له على الإطلاق"، مشيراً إلى أنها كانت بمثابة معركة "ثلاثة على واحد". جاءت هذه التصريحات في إطار رد ترامب على الانتقادات التي واجهها من منافسته الديمقراطية، التي شنّت عليه هجومًا لاذعًا في المناظرة التي أُجريت يوم الثلاثاء.

وتوجه ترامب بانتقاداته اللاذعة إلى شبكة ABC، متهماً إياها بأنها انحازت ضده خلال المناظرة التي أدارها صحفيو الشبكة.

وفي منشور سريع على منصاته للتواصل الاجتماعي، قال ترامب: "أعتقد أنها كانت أفضل مناظرة لي على الإطلاق، خاصة وأنه كان ثلاثة ضدي وحدي!"، مما يعكس شعوره بأن هاريس والمديرين كانوا يحاولون توجيه المناظرة ضده.

إيلاف... تغظية خاصة للسباق الرئاسي 2024
تايلور سويفت تشعل الانتخابات الأميركية.. "صوتي لكامالا هاريس"
بالصور: المناظرة الرئاسية الأولى بين ترامب وهاريس
بوليتيكو: "جعلته يفقد توازنه".. هاريس تفوقت على ترامب
استطلاع CNN: كامالا هاريس تفوقت على ترامب في المناظرة

بوليتيكو: "المرأة والجنس".. نقطة ضعف ترامب في مناظرة هاريس!

هاريس تهاجم بشراسة.. وترامب يدافع بقوة
على مدى 90 دقيقة، تصاعدت حدة المناظرة بين الطرفين حول عدة قضايا حساسة أبرزها الإجهاض، الهجرة، ونتائج انتخابات 2020. وكانت هاريس، التي تحاول تجسيد المرشح البديل عن بايدن، تسعى بكل ما أوتيت من قوة لتقويض شعبية ترامب عبر توجيه انتقادات حادة. لكنها لم تستطع أن تقنع الجمهوريين أو الكثير من المتابعين، إذ بدت في كثير من الأحيان وكأنها تحاول جاهدًا لعب دور المرشح الأكثر تقدمًا سياسيًا.

وعلى مدار المناظرة، شنت هاريس هجوماً لاذعاً على ترامب، متهمة إياه بالتطرف وبأنه "صديق للديكتاتوريين"، وهو ما وصفه ترامب بأنه محاولة يائسة من خصومه للتأثير على الرأي العام. ورداً على ذلك، لم يتردد ترامب في وصف هاريس بأنها تمثل التيار "الماركسي"، ما زاد من توتر المشهد السياسي الأميركي المشتعل أصلاً قبل انتخابات الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر). وشدد ترامب على أن سياسة هاريس اليسارية المتطرفة ستأخذ الولايات المتحدة إلى طريق غير معروف مليء بالفوضى.

ولم يحافظ ترامب على هدوئه في كامل المنظارة، لكنه بدا واثقاً، فيما كانت هاريس تحاول بشتى الطرق إشعال الموقف بانتقاداتها القاسية. وقد بدا واضحاً أنها كانت تحاول إثارة أعصاب ترامب، لكنه واجه تلك التحديات برفع صوته واستخدام خطاب حاد يشبه الخطاب الذي يتبناه عادة في تجمعاته الجماهيرية، ما أضاف لمسة من التشويق للمناظرة.

القضايا الساخنة تتصدر المناظرة
حول موضوعات ملتهبة مثل حقوق الإجهاض والعرق، ومستقبل الديمقراطية الأميركية، بدا أن ترامب هو من يمسك بزمام الأمور. في المقابل، قدمت هاريس رؤية مشوشة حول هذه القضايا، ولم تستطع أن تقدم رؤية واضحة ومتماسكة.

الإجهاض: ترامب في الدفاع وهاريس في الهجوم
كانت قضية الإجهاض إحدى أبرز النقاط الساخنة التي شهدت هجومًا مباشرًا من هاريس. اتهمت المرشحة الديمقراطية ترامب بالتسبب في إلغاء حكم "رو ضد واد" بفضل تعيينه ثلاثة قضاة محافظين في المحكمة العليا. على الرغم من الانتقادات اللاذعة، فإن ترامب كان واضحًا في رده عندما قال: "الشعب الأميركي هو من أراد ذلك"، مؤكدًا أن قضيته كانت استجابة لإرادة الجماهير الأميركية.

الهجرة: اتهامات لا أساس لها
حاول ترامب تحويل التركيز نحو قضية الهجرة، مهاجمًا سياسات بايدن وهاريس. وقد أعاد التأكيد على مزاعمه المتعلقة بالمهاجرين غير الشرعيين، حيث روج لقصة مفادها أن مهاجرين من هايتي كانوا يسرقون الحيوانات الأليفة في ولاية أوهايو لأكلها. وعلى الرغم من عدم وجود دليل يدعم هذه الادعاءات، أصر ترامب على صحة كلامه، ما أثار الكثير من الجدل.


نتائج انتخابات 2020: الجدل لا ينتهي
بالرغم من مرور ما يقرب من ثلاث سنوات على الانتخابات الرئاسية لعام 2020، رفض ترامب مجددًا الاعتراف بخسارته، مشيرًا إلى أنه يعتقد أن الانتخابات كانت مسروقة منه. ومع ذلك، ردت هاريس بشراسة قائلة: "لقد طردك 81 مليون أميركي. من الواضح أنك تجد صعوبة في تقبل ذلك".

أوكرانيا وروسيا: لا إجابة واضحة من ترامب
عندما سئل ترامب بشكل مباشر عما إذا كان يرغب في أن تفوز أوكرانيا في الحرب ضد روسيا، تفادى الإجابة الواضحة، مكتفيًا بالقول إنه يريد "إنهاء الحرب" و"إنقاذ الأرواح". هذا الرد أثار الكثير من التساؤلات حول موقفه من الحرب، وهو ما حاولت هاريس استغلاله للهجوم عليه.


العرق: نقطة الخلاف الأكثر حدة
أثار ترامب في وقت سابق من هذا العام جدلًا حول هوية هاريس العرقية، ما دفع الصحفيين لسؤاله عن تصريحاته السابقة. حاول ترامب التهرب من الجدل قائلاً إنه "لا يهمه" ما هو أصل هاريس العرقي. لكن هاريس لم تفوت الفرصة للهجوم، متهمة ترامب بمحاولة تقسيم الأميركيين على أساس العرق طوال حياته المهنية.


وعلى الرغم من محاولتها تصوير نفسها كمرشحة تقدم بداية جديدة، فإن تصريحاتها المتكررة حول "فوضى رئاسة ترامب" بدت وكأنها محاولة بائسة لتغطية عدم تقديمها أجندة سياسية واقعية.

وعند مواجهتها لانتقادات ترامب الحادة، تعاملت هاريس، التي تبلغ من العمر 59 عامًا، بهدوء واضح، حيث لم تتردد في الاستفزاز، واصفة فترة رئاسة ترامب بأنها "فوضى"، متعهدة بأنها تمثل بداية جديدة للولايات المتحدة. وأضافت في تحدٍ لترامب: "لن نعود إلى الوراء".

ترامب يواصل الدفاع عن نفسه
على الرغم من محاولات هاريس المستمرة لتوجيه الاتهامات، إلا أن ترامب ظل يواجه الضغوط بثبات، مؤكداً أن رئاسته كانت ناجحة وأنه لن يسمح لليسار المتطرف بأن يدمر ما تم إنجازه.
ومع رفعه لصوته في بعض اللحظات الساخنة من المناظرة، إلا أن ترامب أظهر قدرته على التعامل مع الهجمات الموجهة ضده بحنكة وذكاء.