في زيارة وصفت بـ"اللحظة الحاسمة"، توجه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي جو بايدن. فما الذي تحمله هذه الزيارة لأوكرانيا في ظل الحرب المشتعلة مع روسيا؟ هل يمكن أن تمهد الطريق لاستخدام الأسلحة الغربية ضد أهداف داخل روسيا؟
إيلاف من لندن: نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية مقالًا تحليليًا للكاتبة ماري ديجيفسكي تناولت فيه زيارة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى واشنطن وعلاقتها بالحرب الروسية الأوكرانية. ديجيفسكي ترى أن هذه الزيارة قد تحمل تغيرات حاسمة، حيث قد تتمخض عن موافقة أميركية على استخدام أوكرانيا للأسلحة الغربية لضرب أهداف داخل روسيا.
في مقالها بعنوان "ماذا تعني زيارة ستارمر إلى واشنطن بالنسبة لأوكرانيا؟"، تقول الكاتبة إن اللقاء بين ستارمر والرئيس الأميركي جو بايدن قد يوفر إجابة على مطالب الرئيس الأوكراني زيلينسكي بالحصول على صواريخ بعيدة المدى من الغرب. وتشير إلى أن هذه الزيارة قد تكون أكثر من مجرد لقاءات دبلوماسية نمطية، بل خطوة قد تفتح المجال لتوجيه ضربات أوكرانية في عمق الأراضي الروسية، باستخدام أسلحة قدمتها كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
لحظة حرجة
ديجيفسكي تصف الزيارة بأنها "لحظة خطيرة" وتشبّهها باللقاء الذي جمع بين توني بلير وجورج دبليو بوش في عام 2002 قبل غزو العراق. حينها، قدم بلير دعمًا دوليًا لبوش، ما ساعد في شن الحرب التي لا تزال آثارها موضع جدل عالمي. وتعتقد الكاتبة أن لقاء ستارمر وبايدن قد يكون له تأثير مماثل، حيث قد يستخدم الغرب هذه الزيارة لتبرير استخدام أوكرانيا للصواريخ الغربية لضرب روسيا.
تأثير زيارة كييف
قبل زيارة ستارمر إلى واشنطن، قامت زيارة مشتركة لوزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن ووزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إلى كييف، وصفها بلينكن بأنها "لحظة حاسمة لأوكرانيا". في ظل الخسائر الميدانية التي تتكبدها القوات الأوكرانية وصعوبة تحقيق تقدم في المناطق الشرقية، تزداد الضغوط على الحلفاء الغربيين لاتخاذ قرارات جديدة قد تشمل السماح لأوكرانيا بضرب أهداف داخل روسيا.
ديجيفسكي تشير أيضًا إلى أن الوضع قد تصاعد مع موافقة إيران على توريد طائرات بدون طيار لروسيا، ما أدى إلى فرض عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران. هذا التطور قد يعزز من احتمالية اتخاذ قرارات غربية أكثر حسمًا لصالح أوكرانيا، بما في ذلك توسيع نطاق عملياتها العسكرية.
تصاعد التوترات
تلفت الكاتبة النظر إلى تصاعد النشاط العدائي الروسي، خاصة مع زيادة سقوط الصواريخ والطائرات بدون طيار الروسية على دول حلف شمال الأطلسي مثل رومانيا. هذه التطورات تزيد من تعقيد الأوضاع وتفرض تحديات جديدة على حلفاء أوكرانيا في أوروبا وأميركا.
هل يعيد التاريخ نفسه؟
في نهاية المقال، تشبه ديجيفسكي لقاء ستارمر وبايدن باللقاء المصيري بين توني بلير وجورج بوش الذي مهد لغزو العراق. وترى أن زيارة ستارمر قد تفتح المجال أمام الغرب لدعم أوكرانيا بأسلحة جديدة تضرب عمق روسيا، وهو ما قد يزيد من التوترات الدولية ويضعف فرص إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية بطرق دبلوماسية.
التعليقات