إيلاف من الرباط: وجه عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي المعارض (مرجعية إسلامية)، السبت، ببوزنيقة (جنوب الرباط) انتقادات لاذعة لعزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار ورئيس الحكومة المغربية الحالية، وقال عنه إنه "رجل يملك المال، لكنه مسكين في السياسة".

وأضاف ابن كيران، الذي كان يتحدث في لقاء تواصلي مع شبيبة حزبه في إطار ملتقاها الوطني الثامن عشر، في سياق انتقاده لأخنوش: "إنهم يوظفونه لقضاء أغراضهم، وقد مدوا له يد العون حتى كون ثروته، وحين أرادوه لقيادة الأحرار (حزب التجمع الوطني للأحرار) جاؤوا به على عجل". وشدد على أنه (أخنوش) "ليس رجل سياسة"، و"لا يعرف كيف يتكلم".

من أنت؟
بعد أن استعرض تجربته ومساره الشخصي، وكيف دخل معترك السياسة منذ صغره، عاد ابن كيران ليوجه لأخنوش سؤال "من أنت؟"، قبل أن يقول: "أنت رجل مسكين في السياسة. أنت لست شيئا في عالم السياسة. أنت مجرد بيدق، موضوع في مكان، وعندما تتغير الظروف وتنتهي مهمتك ولن تبقى صالحا لهذه المهمة سيُتخلص منك، وستُرمى كأي "كلينيكس" (منديل ورقي ناعم)".

غناء ورقص
في سياق هجومه على أخنوش، انتقد ابن كيران ما وصفه بمشاهد الغناء والرقص التي شهدتها فعاليات جامعة الشباب الأحرار بمدينة أغادير، المنظمة من طرف الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية. وتساءل: "هل هذا وقت رقص؟"، مشيرا، في هذا السياق، إلى ما يعيشه الفلسطينيون، وإلى الفيضانات التي ضربت عددا من أقاليم المغرب الشرقي، في الأيام القليلة الماضية.

سرد النكت
مدح ابن كيران أعضاء حزبه، وقال إنهم مهتمون بشؤون وطنهم وأمتهم. كما عاد للحديث عن تجربته، وكيف تغيرت حياته، في 1975، عقب لقاء بشيخ أعاده إلى أجواء المسجد وقراءة القرآن، مشيرا إلى أنه كان من الممكن أن يصير أستاذا أو تاجرا او رجل أعمال، أو حتى فكاهيا. وأضاف: "كنت موهوبا في سرد النكت".

درس في السياسة
جاء معظم كلمة ابن كيران، خلال لقائه مع شبيبة حزبه، عبارة عن "درس في السياسة"، للتدبر في أمور الدين في علاقة بالممارسة السياسية، انطلق فيه من سيرة الرسول الكريم، والطريقة التي انتشر بها الإسلام في عدد من مناطق العالم.

الإخوان
تطرق ابن كيران إلى تجربة "الإخوان المسلمين" وعلاقته شخصيا وحزب العدالة والتنمية بهذه الحركة. وقال: "نحن لسنا من الإخوان المسلمين. ولكن، نحن من مدرسة الإخوان المسلمين. أقولها بافتخار واعتزاز. عن كتبهم درسنا. لسنا من الإخوان المسلمين تنظيميا، ولكنها مدرستنا. أفكارنا وآراؤنا نختلف فيها على مستوى كثير من الأشياء كما نتفق في كثير من الأشياء. الانتساب إليهم ليس مذمة. هذه الحركة التي تعاب عليها أشياء هي حركة صادقة، مخلصة خدمت الدين والأمة والدعوة على مدى قرن من الزمن تقريبا، كما أنه لم توجد في تاريخ الأمة الحديث حركة وقفت في صالح الأمة ودينها وأدت على ذلك الثمن الباهظ ، وقدمت الشهداء تلو الشهداء كما فعلت".

واستحضر ابن كيران، في هذا الصدد، حركة "حماس"، التي قال عنها إنها "تأسست على مبدأ ومذهب وصلة بالإخوان المسلمين، فاستطاعت أن تقلب موضوع القضية (الفلسطينية) التي كانت مهددة بالموت النهائي، وأدت ثمن ذلك، فمات من زعمائها كثيرون".

وتحدث ابن كيران عن تجربته، في علاقة بالإخوان المسلمين، فقال إن أول سؤال وجه إليه خلال استنطاق خضع له حين اعتقاله في 1979 كان "هل أنت من الإخوان المسلمين؟"، وأنه رد بالنفي. وأَضاف: "لست مقتنعا اليوم أن أكون منهم (الإخوان المسلمون). المغرب له خصوصيته، ودعوتها في المغرب لم تنجح لهذا السبب. قد نتعاون وننسق أما أن يعطي شخص يعيش في مصر توجيهاته لواحد يعيش في المغرب فلا".

الوفاء للملك
تحدث ابن كيران عن الملك محمد السادس والملكية في المغرب، فقال: "ما زلت معه (الملك محمد السادس) على العهد والوفاء. علاقتي به تقوم على الود والمحبة". واستدرك: "لست مضطرا أن أكون متفقا مع الملك في كل شيء، وليسمح لي سِيدْنا. أتفق مع الملك في معظم الأشياء، وهناك أشياء لي فيه رأي خاص. ولكن، لا ننزع يدا من طاعة. نحن ملكيون، ولكن ليس مخازنية، ومن واحبنا أن نحافظ على الملكية".

الفساد وذهاب الأخلاق
قال ابن كيران، في سياق ربطه بين مضمون درسه التوجيهي أمام شبيبة حزبه وآفاق الممارسة السياسية: "هناك أخطار تهددنا كدولة"، مركزا في كلامه، بخصوص هذه الأخطار، على "الفساد وذهاب الأخلاق".

وتحدث عن حزبه، مستحضرا تجربته في قيادة حكومة البلدوكيف جاء إليها، قبل أن يتحدث عن المستقبل، حيث قال: "قد نفوز مستقبلا، وقد نحتل المرتبة الثانية أو الثالثة، وقد نتذيل الترتيب. لكن، أهم شيء يبقى أن نكون في الجهة الصحيحة والجيدة من التاريخ. والجهة الجيدة من التاريخ ليست من يربح الانتخابات، وقد ربحها بعض السفهاء. الحزب الفائز هو الذي يكون قائما بالقسط، صالحا ومصلحا، يضحي في سبيل الوطن واستقراره. وهذا ما قمنا به، ويمكن أن نقوم به مستقبلا، وأحسن".