إيلاف من الرباط: تعيش مدينة الفنيدق (شمال المغرب)، منذ أيام، على وقع حذر وترقب شديدين، على خلفية دعوات تم الترويج لها على شبكات التوصل الاجتماعي، حددت اليوم الأحد موعدا لتنفيذ محاولات للهجرة الجماعية نحو مدينة سبتة المحتلة.

وانتشرت دعوات الهجرة الجماعية على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي، مضمونها "تنظيم مسيرات جماعية باتجاه معبر باب سبتة في محاولة للعبور نحو الأراضي الأوروبية".

الطريق إلى سبتة
ووفق تقارير، فقد جاءت هذه الدعوات بعد انتشار إشاعات عن "احتمال إعادة فتح المعبر بعد فترة إغلاق طويلة، ما دفع البعض إلى استغلال الفرصة لتحقيق حلم الهجرة".

وتحدثت تقارير، كما أظهرت أشرطة مصورة متداولة على الانترنت على مدى الأيام القليلة الماضية، عن دفع السلطات المغربية بتشكيلات أمنية متنوعة للتعامل مع مئات الراغبين في الهجرة السرية، ممن توافدوا على المنطقة المحاذية لسبتة المحتلة.

وأظهرت تقارير مصورة استنفاراً أمنياً غير مسبوق، على مستوى المدينة ونواحيها، الأمر الذي يؤكد أن السلطات المغربية تتعامل مع هذا الحدث بجدية كبيرة.

وذكرت التقارير ذاتها أن السلطات المغربية "أخذت على محمل الجد الدعوات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تحرض الشباب والمراهقين الراغبين في الهجرة إلى سبتة سباحة أو عبر تسلق السياج الحدودي إلى التجمع بالفنيدق اليوم الأحد لأجل هذا الغرض".

وقالت هذه التقارير إن التحركات الأمنية أسفرت عن "توقيف عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، متزعمي هذه الحملة"، فيما أسفرت الحملات التمشيطية عن "توقيف وترحيل العشرات من الشبان والقاصرين، سواء من بين المغاربة غير المقيمين بالمدينة أو الأجانب، الذين بينهم جزائريون وتونسيون وسوريون ويمنيون".

وأقامت السلطات المغربية حواجز لمراقبة وضبط وسائل النقل العمومي للتأكد من هويات الركاب وتوقيف الأشخاص المشكوك فيهم، في وقت تعمل فيه دوريات أمنية على تمشيط الشوارع والأزقة بحثاً عن مرشحين محتملين للهجرة السرية.

وتحدث بعض الراغبين في الهجرة الجماعية عن "تجريب الحظ" للهجرة بعد أن شاهدوا الإعلانات التي تحرضهم على ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي.

وبقدر ما حذرت السلطات المغربية المواطنين من "الانسياق وراء الإشاعات والمعلومات المضللة المنتشرة عبر الإنترنت"، دعت فعاليات المجتمع المدني إلى "تكثيف الجهود لنشر الوعي بخطورة هذه الخطوات غير المحسوبة".