إيلاف من بيروت: مع التصعيد العسكري الإسرائيلي في لبنان ومع اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، الجمعة الماضي، تتجه الأنظار إلى سوريا لمعرفة مستقبل مقاتلي الحزب الذين تدخّلوا في الحرب السورية إلى جانب الجيش السوري.
إسرائيل لن تقف عند لبنان
وعلى الرغم من سطوة حزب الله بين الفصائل المسلّحة المدعّومة من طهران التي تنتشر في مناطق مختلفة من سوريا، إلا أن وجوده هناك بات مهدداً لاسيما بعد اغتيال الأمين العام الذي كان على علاقةٍ وطيدة مع قائد الفرقة الرابعة في الجيش ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري.
تعليقاً على ذلك، قال باحث أميركي مختص بالشؤون الإيرانية، إن الأراضي السورية مهمة للغاية بالنسبة لإسرائيل، ولن تقف تل أبيب في جنوب لبنان فقط، إذ يمكنها دخول الأراضي السورية إذا ما شعرت بوجود تهديدٍ مباشرٍ من هناك.
وأضاف نيكولاس هيراس كبير الباحثين الأمنيين في معهد نيولاينز الأميركي أن حزب الله وإيران متمركزان في سوريا، في جميع أنحاء البلاد، حيث ينتشر الجيش السوري، ولذلك فإن لاغتيال نصرالله تداعيات كبيرة على سوريا حتى لو لم تظهر في الوقت الحالي.
كما لفت إلى أن الأراضي السورية مهمة للغاية لاستراتيجية إيران بالضغط على إسرائيل. مشددا على أن الإسرائيليين لن يستمروا في الحرب في جنوب لبنان فقط إذا اعتقد الجيش الإسرائيلي أنه يحتاج إلى تدمير أصول الأسد لإضعاف إيران وهزيمة حزب الله، في إشارة منه إلى تدخّلٍ عسكريّ إسرائيلي في الأراضي السورية أيضا.
الجدير ذكره أن حزب الله قام بالفعل بإخلاء بعض مقرّاته في وسط سوريا، مثل تدمر التي قام فيها بتسليم مقرّه الرئيسي إلى جماعاتٍ أخرى مؤيدة لإيران بعد سحب عناصره إلى لبنان لتمكين جبهته في جنوب البلاد.
ونفت المصادر أن يكون السبب خلف إرسال مقاتلين مدعومين من إيران إلى سوريا هو دعم حزب الله، مؤكدة أن السبب هو عدم ترك أي فراغ بعد انسحابهم إلى لبنان.
وأضافت أن الحزب سحب عدداً من مستشاريه وكبار قادته إلى لبنان عقب اغتيال زعيمه واستهداف مقرّاتٍ لهم داخل الأراضي السورية منها فيلا تعود ملكيتها لماهر الأسد.
كما نفت أن يكون قد تمّ استهداف شقيق الرئيس السوري في غارةٍ إسرائيلية أول أمس.
لا تداعيات فورية
في سياق متصل، أكد الباحث والخبير الاستراتيجي، آرون ستين، رئيس معهد أبحاث السياسة الخارجية الأميركي ألا تداعيات فورية على سوريا بعد اغتيال نصر الله.
وأعتقد أن التزام حزب الله سيبقى خاصة، أن الجيش السوري يسيطر على مناطقه بالقوة، ولم يعد هناك ما يمكن أن يفعله الحزب على الجبهات.
يذكر أنه ومع سحب حزب الله لعددٍ من مقاتليه، لجأت السلطات السورية لاتخاذ إجراءات تحدّ من تحركات الجماعات المسلّحة المدعومة من إيران في البلاد.
إذ أصدرت شعبة المخابرات العامة في دمشق، قراراً يقضي بإغلاق أربعة "مكاتب استقطاب" إيرانية في حلب وريفها، يوم السبت الماضي.
وكانت إسرائيل اغتالت الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، الجمعة الماضي، بغارات عنيفة على مقر للحزب في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، ما أدى إلى تصعيد الموقف جداً في لبنان وأنذر باندلاع حرب شاملة.
التعليقات