خيّم مرور عام على حرب غزة على عرض الصحف اليوم، حيث نستعرض أبرز ما دار في هذا العام بين إسرائيل وحماس وحزب الله، والمخاطر التي تقف وراء الرفض الإسرائيلي لوقف إطلاق النار بالإضافة لتعامل المجتمع الأمريكي مع "الكراهية ضد اليهود".

ونبدأ بما كتبه ديفيد إغناتيوس في صحيفة واشنطن بوست تحت عنوان: "ما لم يتغير في السابع من أكتوبر".

ويستهل الكاتب مقالته باستعراض بداية يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 عندما "هاجم مقاتلو حماس سياج غزة في الساعة 7:43 صباحا، إذ قلبوا الشرق الأوسط رأسا على عقب، وكان الجيش الإسرائيلي غير مستعد وعرضة للخطر، بدا الأمر وكأن سوبرمان إسرائيل قد فقد عباءته".

وفي سياق مقالته حول ما لم يتغير في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، يرى الكاتب أن "بعض الدول العربية التي تربطها علاقات دبلوماسية بإيران، استمرت خلال هذا العام من الحرب في تشغيل نظام دفاع جوي مشترك مع إسرائيل، فيما يأمل بعضهم مواصلة التطبيع مع إسرائيل بعد الحرب".

وبالوصول إلى محاولات وقف إطلاق النار، أوضح أنه "رغم حرص إدارة بايدن هذا العام على صنع السلام إلا أنها فشلت بشكل كبير رغم العديد من الجهود من عدة دول أخرى".

إسرائيليون يختبؤن خلال سقوط صواريخ إيرانية على تل أبيب.
Reuters

ويلفت إغناتيوس إلى أنه "بعد مرور عام، تغير شكل الشرق الأوسط بالفعل، ولكن ليس بالطريقة التي توقعها معظم المراقبين، فقد أصبحت القوة العسكرية لحماس مقيدة، ويقبع مقاتلوها المتبقون في مخبأ تحت الأرض، أما حزب الله، فهو يترنح بعد قطع رأس قيادته، وقد حاولت إيران الرد، لكن الدفاعات الإسرائيلية تصدت لمعظم صواريخها وطائراتها".

وتطرق الكاتب إلى "تجاهل نتنياهو التخطيط لما قد يحدث "في اليوم التالي" في غزة، وهو يرتكب نفس الخطأ الآن بينما يدمر الجيش الإسرائيلي لبنان وما قد يأتي بعد ذلك، بالرغم من قدرات الجيش وأجهزة الاستخبارات العالية".

ويختتم مقالته قائلا: "لعل الإرث الأكثر حزنا الذي ستخلفه هذه الحرب هو إمكانية تكرارها بسهولة، ونحن جميعا نعرف المثل القائل بأن الذين لا يتعلمون من التاريخ محكومون بتكراره. فعندما نرى وجوه الإسرائيليين والفلسطينيين واللبنانيين، فإننا ندرك أن العديد منهم يفكرون في الصراع القادم، حتى وهم يخوضون هذا الصراع".

وأكّد إغناتيوس أنه "من غير المرجح أن ينسى النازحون من غزة، ومقاتلو حزب الله المصدومون، ما حدث، وفي الشرق الأوسط، تُعد الذاكرة بمثابة مخدر يُسبب الإدمان، وسُمّاً قاتلا".

"3 مخاطر للرفض الإسرائيلي لوقف القتال"

دمار في غزة بعد قصف إسرائيلي متواصل.
Reuters

ونتحول الآن إلى صحيفة الشرق الأوسط حيث كتب ناصيف حتي مقالة تحت عنوان: "حرب غزة وحرب لبنان والإقليم".

ويقول الكاتب إنه ومع مرور عام على حرب غزة "أُدرجت هذه الحرب في استراتيجية استنزاف إسرائيلية مفتوحة في الزمان والمكان، لتحقيق الأهداف المرتفعة السقف، وإنهاء حماس كليّاً".

ويشير حتي إلى أنه "إذا كانت السنة الأولى للحرب الإسرائيلية عنوانها غزة، فيبدو أن السنة الثانية، قبل أن تبدأ في الزمان صار عنوانها لبنان".

وأوضح الكاتب أن "عنصر الوقت يساهم في التصعيد وفي تعقيد إمكانية التوصل إلى حلول واقعية، وبالطبع يزيد من مخاطر الانزلاق نحو حرب واسعة، وما يزيد من مخاطر الرفض الإسرائيلي لوقف القتال ولو بشكل مرحلي عناصر ثلاثة، أولا: رهان إسرائيل على أن عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض يعطي قوة دفع كبيرة لإسرائيل لتحقيق أهدافها، لكون ترمب الحليف الاستراتيجي الكبير لإسرائيل، الذي يمنحها الضوء الأخضر في أي سياسة تريدها في هذا المجال".

ويضيف: "ثانيا: أن نتنياهو يود أن يغتنم الفرصة التي توفرها هذه الحرب المفتوحة لإقامة نظام إقليمي جديد، يستند إلى نتائج الحرب كما يريدها نتنياهو، وتخدم رؤيته فيما يتعلق بموازين القوى في الإقليم والأولويات الإقليمية من منظور إسرائيل كما يكرر دائمم، ثالثا: يستند نتنياهو في موقفه إلى هيمنة اليمين المتشدد الديني والاستراتيجي الذي ينتمي إليه في السلطة وفي المجتمع الإسرائيلي، لتحقيق أهداف حكومته باستكمال إقامة إسرائيل الكبرى، مع التذكير دائما وتكرارا بأن "حل الدولتين وهم" حسب هذه الرؤية".

ويرى حتي أن "وقف إطلاق النار شرط أكثر من ضروري لإحياء مسار السلام الفعلي والشامل، ولكن من منظور واقعي أيضا لإنقاذ الشرق الأوسط من حريق كبير قد يحصل في أي وقت مع ازدياد نقاط السخونة عدداً ومدة. الحديث عن أي سيناريو في الغد يبدأ بالعمل اليوم، عبر مبادرة عربية إقليمية دولية وعبر مجلس الأمن".

"المجتمع الأمريكي متسامح للغاية مع الكراهية اليهودية"

مظاهرة داعمة لغزة في الولايات المتحدة.
EPA

ونختتم جولتنا من صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية التي نشرت مقالة للكاتب مايكل ماسترز تحت عنوان: "وصل السابع من أكتوبر إلى الأراضي الأمريكية، حيث تتصاعد أعمال العنف ضد اليهود الأمريكيين".

ويشير الكاتب إلى "اليهود لا يشكلون سوى 2 في المئة من سكان الولايات المتحدة، لكنهم يشكلون 67 في المئة من إجمالي جرائم الكراهية ذات الدوافع الدينية، وفق مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي يوضح أن المجتمع اليهودي هو المجموعة الدينية الأكثر استهدافا في الولايات المتحدة بجرائم الكراهية".

ويتهم ماسترز أن "المجتمع الأمريكي متسامح للغاية مع الكراهية اليهودية، وقد حان الوقت لأن يستيقظ الأمريكيون ويواجهوا هذه التهديدات قبل وقوع هجوم جماعي".

ويرى الكاتب أنه "وبدلاً من الغضب العالمي، رأينا في كثير من الأحيان التسامح، وقد وقفت العديد من المؤسسات مكتوفة الأيدي في مواجهة هذا الارتفاع العنيف في الكراهية والعنف تجاه اليهود".

"وعندما سئلوا عما إذا كانت الدعوة إلى إبادة اليهود تنتهك قواعد السلوك في جامعاتهم، أبدى رؤساء جامعات هارفارد، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة بنسلفانيا عدم وضوح إجاباتهم"، وفق ماسترز.

وأضاف: "هذا التسامح المؤسسي له تأثير مباشر على سلامة وأمن اليهود، ولو حدث هذا لأي مجتمع آخر، فلن يكون مقبولاً على الإطلاق".

وفي سياق متصل، يتهم ماسترز مؤثرات خارجية تؤثر على الولايات المتحدة في بعض الحالات، قائلا: إن "إيران تعمل على تأجيج بعض هذه الجماعات العنيفة، كما شاركت بنشاط في تمويل الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل، وبهذا، تمكنت إيران وحماس من التسلل إلى مدننا وبلداتنا واختراق مؤسساتنا بشكل منهجي، كما تعملان بنشاط على التأثير على الحياة الأمريكية والعمل على تقويضها".

وتطرق الكاتب إلى ما حدث في كلية إيمرسون في بوسطن، حيث "اعتقلت الشرطة 118 متظاهراً بعد أن أخلت الشرطة مخيماً مناهضاً لإسرائيل، ثم دفعت المدرسة كفالة مالية لجميع الطلاب، في إشارة إلى الدعم المؤسسي للطلاب الذين يخالفون القانون وقواعد السلوك الخاصة بالكلية".