إيلاف من واشنطن: قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA ويليام بيرنز الاثنين، إن "سوء التقدير"، قد يعيق الجهود المبذولة للحد من التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل في الأسابيع المقبلة، وسط ترقب لرد إسرائيلي على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل مطلع أكتوبر.

وقال بيرنز في كلمة بمؤتمر Cipher Brief Threat في ولاية جورجيا: "نواجه خطراً حقيقياً لتصعيد النزاع الإقليمي بشكل أكبر"، وأضاف أنه لا يعتقد أن قادة إسرائيل أو إيران يسعون إلى صراع شامل، لكن المخاطر "ما زالت قائمة"، وفق ما نقلت "بلومبرغ".

وجاءت تصريحات بيرنز تزامناً مع الذكرى الأولى لأحداث 7 أكتوبر، وسط ترقب لرد إسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير، وبعد التصعيد الإسرائيلي في جنوب لبنان، والذي بدأت التوغل فيه برياً الأسبوع الماضي، وسط حملة قصف عنيفة، بينما تستمر الحرب في قطاع غزة.

وقال بيرنز: "يمكنكم رؤية إمكانية حدوث اصطدامات غير متعمدة، وسوء الفهم، وتصرفات قد تتطور إلى شيء أكبر".

وأضاف أنه يرى أن التحدي أمام الرئيس جو بايدن، وصانعي السياسة على الجانب الأميركي، هو "المساعدة في توجيه الأمور وإيجاد حلول للتعامل مع الوضع في الأسابيع المقبلة".

"العواقب المحتملة"
وأشار بيرنز إلى أن كيفية دفاع إسرائيل عن نفسها والرد على الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير "أمر مهم للغاية".

وقال: "أعتقد أن القيادة الإسرائيلية تفكر بعناية شديدة في كيفية الرد".

وأضاف أنه يعتقد أن القيادة الإسرائيلية "تأخذ في اعتبارها" المخاوف التي عبر عنها الرئيس جو بايدن وصناع السياسة الأميركية.

وأضاف: "ندرك تماماً العواقب المحتملة لأشكال مختلفة من الضربات، والعواقب على سوق الطاقة العالمية والاقتصاد العالمي أيضاً".

وقال إن الاستجابة الإسرائيلية للهجوم الصاروخي، بدعم من الولايات المتحدة، كشف في بعض النواحي عن "بعض حدود" القدرات العسكرية الإيرانية.

وأردف: "لكن هذا لا يعني أن هذه القدرات غير فعالة".

إيران يمكنها إنتاج قنبلة نووية
وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز إنه لا يوجد دليل على أن إيران قررت بناء سلاح نووي، وإذا فعلت ذلك، فمن المرجح أن تتمكن الولايات المتحدة وحلفاؤها من اكتشاف مثل هذه الخطوة بعد وقت قصير من اتخاذها.

وفي حديثه في مؤتمر سيفر بريف الأمني في سي آيلاند بولاية جورجيا، قال بيرنز إن إيران تقدمت ببرنامجها النووي من خلال تخزين اليورانيوم المخصب إلى مستويات قريبة من مستويات الأسلحة. ونتيجة لهذا، يمكن لإيران تأمين ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة ذرية إذا اختارت ذلك، وسيكون هناك وقت أقل للعالم الخارجي للرد، كما قال.

وقال إن إيران طورت وسائل توصيل وإطلاق لسلاح نووي محتمل من خلال بناء ترسانتها الصاروخية، مضيفا أنه منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى الكبرى في عام 2018، أصبحت طهران "في وضع أقرب بكثير لإنتاج قنبلة من المواد المخصبة لسلاح واحد".

وقال بيرنز: "الآن ربما يستغرق الأمر أسبوعًا أو أكثر قليلاً لإنتاج قنبلة واحدة من المواد الصالحة للأسلحة. لذا فقد زادت المخاطر".

تختلف التقديرات بشأن المدة التي قد تستغرقها إيران لبناء سلاح نووي قابل للتطبيق بمجرد حصولها على ما يكفي من المواد الانشطارية. ويقول بعض الخبراء إن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى عام لإنتاج رأس حربي.
وقال بيرنز إن الولايات المتحدة راقبت عن كثب النشاط النووي الإيراني بحثًا عن أي علامة على أن النظام يسارع نحو صنع قنبلة، مضيفا "لا نرى اليوم أدلة على اتخاذ مثل هذا القرار.. نحن نراقب ذلك بعناية شديدة".

هجوم إيراني ووعيد إسرائيلي
وتجنبت إيران وإسرائيل حتى الآن، الدخول في مواجهة مباشرة منذ اندلاع حرب غزة، قبل عام، ولكن البلدين يقتربان الآن من "صراع مفتوح"، في أعقاب التوغل الإسرائيلي في جنوب لبنان مطلع أكتوبر، وهجوم طهران الصاروخي على إسرائيل في 1 أكتوبر، وهو الثاني في أقل من ستة أشهر، بعد هجوم أبريل الماضي.

وتسبب الهجوم الإيراني بأضرار في إسرائيل وفق الصحيفة، بما في ذلك قواعد جوية، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي قال إنه لم يتم إصابة أي طائرة أو بنية تحتية حيوية، وأن القوات الجوية الإسرائيلية تعمل بكامل طاقتها.

وتبدو إسرائيل الآن، مستعدة للهجوم على إيران بشكل مباشر، على نحو "أكثر قوة وبشكل علني" عما حدث من قبل، وفق صحيفة "نيويورك تايمز"، التي لفتت إلى أن إيران لديها عدد من الأهداف الحساسة، بما في ذلك مواقع إنتاج نفط، وقواعد عسكرية، ومواقع نووية.

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجدداً السبت، بالرد على الهجوم الإيراني، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن الرد سيكون قوياً.

وقال نتنياهو في كلمة من مكتبه في تل أبيب: "لقد قامت إيران مرتين بإطلاق مئات الصواريخ نحو أرضنا ومدننا بهجوم صاروخي بالستي من الأكبر بالتاريخ".

وقال الجيش الإسرائيلي، السبت، إن الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني سيكون "جاداً وبارزاً"، وإنه يخصص الكثير من الوقت للتخطيط له.

والأربعاء، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن إسرائيل سترد على الهجوم الصاروخي، متعهداً بأن الجيش قادر على "الوصول إلى أي نقطة في الشرق الأوسط وضربها".