إيلاف من واشنطن: قال رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون إن الولايات المتحدة تحقق في تسريب وثيقتين للمخابرات في غاية السرية فيهما وصف لاستعدادات إسرائيل للرد على هجوم صاروخي إيراني عليها في وقت سابق من هذا الشهر.

ويبدو أن الوثيقتين من إعداد الوكالة الوطنية للمخابرات الجغرافية المكانية، وتضمنتا تفسيرات أمريكية لتخطيط القوات الجوية والبحرية الإسرائيلية استنادا إلى صور جرى التقاطها بالأقمار الصناعية يومي 15 و16 أكتوبر/ تشرين الأول. وبدأ تداول الوثيقتين المسربتين على تيليغرام الأسبوع الماضي.

وتخطط إسرائيل للرد على وابل الصواريخ الباليستية الذي أطلقته إيران عليها في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وهو ثاني هجوم مباشر لها على إسرائيل خلال ستة شهور.

وصعّدت إسرائيل هجماتها على غزة ولبنان، بعد أيام من مقتل يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروي والولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.

ولدى سؤاله عن تسريب الوثيقتين، قال السياسي الجمهوري المقرب من الرئيس السابق دونالد ترامب لشبكة (سي.إن.إن) الإخبارية الأمريكية "التحقيق جار، وسأتلقى إفادة في غضون ساعات... نتابع ذلك عن كثب".

ولم ترد الوكالة الوطنية للمخابرات الجغرافية المكانية ومكتب مدير المخابرات الوطنية حتى الآن على طلبات للتعليق. لكن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قالت إنها تبحث التقارير المتعلقة بالتسريب.

بدورها ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن مسؤولين أقروا سرا بصحة الوثيقتين لكنهما على الأرجح لا تمثلان سوى جزء من المعلومات لدى واشنطن حول خطط حليفتها إسرائيل.

وتحمل الوثيقة الأولى عنوان: "إسرائيل: القوات الجوية تواصل الاستعدادات لضرب إيران وتجري تدريبا ثانيا لقوات كبيرة"، وتصف أنشطة منها التعامل مع الصواريخ الباليستية والصواريخ جو-سطح.

والوثيقة الثانية بعنوان "إسرائيل: قوات الدفاع تواصل الاستعدادات الرئيسية للذخائر والنشاط السري للطائرات المسيرة التي ستستخدم بشكل شبه مؤكد لضرب إيران".

نقل أصول عسكرية
وتعزى الوثائق إلى الوكالة الوطنية الأمريكية للمخابرات الجغرافية المكانية ووكالة الأمن القومي، وتشير إلى أن إسرائيل مستمرة في نقل أصول عسكرية من أجل شن هجوم عسكري ردا على الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني.

وكانت الوثائق متاحة للمشاركة في إطار تحالف "خمس أعين" الاستخباراتي، الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا ونيوزيلندا وأستراليا.

وكانت شبكة "سي إن إن" وموقع "أكسيوس" الإخباري سباقَين في التطرق إلى واقعة التسريب. وتحدث المسؤولون شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأنه غير مصرح لهم بمناقشة الأمر علنا.

وينظر التحقيق أيضا في كيفية الحصول على الوثائق - بما في ذلك إذا ما كان تسريبا متعمدا من عضو داخل مجتمع الاستخبارات الأمريكية أو تم الحصول عليها بطريقة أخرى مثل حدوث اختراق - وما إذا كان قد تم تسريب أي معلومات استخباراتية أخرى، وفقا للمسؤول.

وفي إطار هذا التحقيق، يعمل المسؤولون على تحديد كل من كان لديه إمكانية للوصول إلى الوثائق قبل نشرها.

وظهرت الوثائق في الوقت الذي تحث فيه الولايات المتحدة إسرائيل على الاستفادة من "القضاء" على زعيم حركة حماس يحيى السنوار والدعوة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، كما حذرتها بشدة من توسيع عملياتها العسكرية باتجاه الشمال في لبنان مما قد يعرض المنطقة لحرب أوسع. ومع ذلك، أكد القادة في إسرائيل مرارا أنهم لن يسمحوا بأن يمر الهجوم الصاروخي الإيراني دون رد.

ورد الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي على أسئلة صحفيين قائلا إنه يفهم جيدا متى وكيف ستهاجم إسرائيل إيران. لكنه أضاف أنه يرى فرصة لإنهاء تبادل الضربات بين البلدين.