وصل المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى تجمع انتخابي في ولاية ويسكونسن يوم الأربعاء، على متن شاحنة قمامة، في خطوة تهكمية بعد تصريحات جو بايدن التي وصفت بعض أنصار ترامب بـ"القمامة".


إيلاف من دبي: في مشهد انتخابي غير معتاد، ظهر دونالد ترامب، المرشح الجمهوري للرئاسة، في تجمع حاشد بولاية ويسكونسن يوم الأربعاء مرتدياً زي عامل نظافة في مقصورة شاحنة قمامة، مستغلاً هفوة لفظية حديثة لجو بايدن. قال ترامب، متوجهاً لجمهوره: "250 مليون أميركي ليسوا قمامة"، في إشارة لانتقاد بايدن لما قال إنها كلمات تسيء إلى اللاتينيين، ما فتح الباب أمام هجوم واسع من حملة ترامب.


حملة ساخرة وتصريحات
ترامب، الذي ارتدى سترة برتقالية عاكسة بدلاً من زيه الرسمي، ادعى أن تصريحات بايدن تعكس ازدراء الديمقراطيين للمواطنين الذين يرفضون سياساتهم.
قبيل بدء التجمع الانتخابي، سأل ترامب الصحفيين مازحاً: "ما رأيكم في شاحنة القمامة الخاصة بي؟" وقال إن الشاحنة تحمل اسم كامالا هاريس وجو بايدن، في إشارة ساخرة.

جاءت هذه الخطوة بعد تعليق الممثل الكوميدي توني هينشكليف، خلال افتتاح حدث انتخابي لترامب في نيويورك، حيث وصف بورتوريكو بأنها "جزيرة قمامة عائمة". تبرأت حملة ترامب من هذا التصريح، بينما انتقد بايدن تلك الكلمات وأشار إلى أن "القمامة العائمة الوحيدة" في الولايات المتحدة هم بعض أنصار ترامب. وسعى بايدن إلى التوضيح بأن تعليقاته كانت موجهة ضد "خطاب الكراهية" وليس الناخبين.

استراتيجية هجومية
في خطاب بولاية ويسكونسن، تابع ترامب توجيه انتقاداته لحملة بايدن وهاريس، متسائلاً عن قدرتهم على تحقيق وحدة سياسية. كما اتهمهم بتكرار نهج زعيمة الديمقراطيين السابقة هيلاري كلينتون، في تكرار لتعبيرها عن أنصار ترامب عام 2016 بأنهم "سلة من البؤساء".

وشارك أيضاً عدد من الشخصيات المؤثرة في التجمع، من بينهم بريت فافر، نجم كرة القدم السابق، الذي قال: "أرى الأميركيين العاديين الذين يجعلون هذا البلد عظيماً"، فيما أشار السناتور الجمهوري رون جونسون إلى أن الديمقراطيين اعتادوا النظر بازدراء إلى الأميركيين الذين لا يتفقون معهم سياسياً، معتبراً تصريحات بايدن دليلاً جديداً على هذا التوجه.

مواقف حاسمة
ظهر ترامب لاحقاً أمام الحشد في مقصورة الشاحنة، مستعرضاً لحظة وصوله بطريقة مسرحية، وعلق على ما وصفه بالصعوبة التي واجهها في تسلق درجات الشاحنة، مستغلاً الموقف لإطلاق نكات حول وسائل الإعلام قائلاً: "لو سقطت، لالتقطتني الأخبار الكاذبة في الحال".
ورغم التوترات، رفض ترامب تقديم أي اعتذار عن تصريحات هينشكليف حول بورتوريكو، مؤكداً أنه لا يعرف الممثل الكوميدي أو سبب وجوده في تجمعه، مشيراً بوضوح إلى أنه لا يتحمل مسؤولية تصريحاته.

أنا لست هتلر
وأشار ترمب إلى تصريحات كبير موظفيه السابق في البيت الأبيض، جون كيلي، والتي قال فيها إن ترمب أثنى على هتلر، والانتقادات التي وجهت لتجمعه الانتخابي الأحد الماضي، في ماديسون سكوير غاردن، والذي قارنه معلقون بتجمع نازي في نفس القاعة عام 1939، وقال ترمب إن والده علمه ألا يستعمل الكلمة "نازي"، وألا يستعمل كلمة "هتلر". وأضاف خلال تجمع انتخابي في نورث كارولاينا: "الآن يصفوننا بالنازية، ويقولون إنني هتلر. أنا لست هتلر".

إيلون رجل رائع
وفي سياق مختلف، قال ترمب إنه ليس على علم باتصالات الملياردير إيلون ماسك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال ترمب خلال جلوسه داخل شاحنة ضخمة في ويسكونسن، رداً على سؤال بشأن اتصالات ماسك مع بوتين: "لا. إيلون رجل رائع، إنه أحد عباقرتنا، ويحب أن نحميه، يجب أن نحمي عباقرتنا، لا يوجد الكثير منهم".

وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن اتصالات سرية منتظمة منذ أواخر عام 2022 بين بوتين وماسك، ما أثار مخاوف أمنية في الولايات المتحدة. وقالت الصحيفة إن الاتصالات بين أغنى رجل في العالم و"خصم أميركا الرئيسي"؛ تشمل موضوعات الجغرافيا السياسية والأعمال والأمور الشخصية.
كما تتناول المناقشات، التي أكدها العديد من المسؤولين الحاليين والسابقين في الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا، مواضيع شخصية وتوترات تجارية وجيوسياسية.