إيلاف من دمشق: تمكّنت "هيئة تحرير الشام "والفصائل المسلحة المتحالفة معها من تطويق مدينة حماة، رابع كبرى مدن سوريا، من ثلاث جهات، عقب السيطرة على إدلب وحلب تقريبا بهجوم مباغت مفاجئ.

تواصل بين الأسد وأنقرة؟
وتزامن هذا التقدم مع محاولات دبلوماسية لخفض التصعيد، إذ أفاد تقرير روسي بأن إيران حاولت التفاوض مع تركيا لردع الفصائل الموالية لها شمال سوريا عبر زيارة وزير خارجيتها الأسبوع الماضي، وفقا لصحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا".

وأوضح التقرير أن طهران دعت أنقرة لتجميد هجوم المسلحين الموالين لها في سوريا أثناء زيارة وزير خارجيتها لأنقرة في 2 ديسمبر.

كما تابع أنه وفي أعقاب المفاوضات، أقر عميد الدبلوماسية الإيرانية بوجود تناقضات بين البلدين، لكنه أعلن أيضا عن وجهات نظر مشتركة.

عودة للحرب الساخنة؟
ثم نقل التقرير عن تقارير إعلامية، أن الرئيس السوري بشار الأسد حاول إقامة اتصالات مع تركيا هذه الأيام، لافتا إلى أن قدرة دمشق على التفاوض، مع "راعي الفصائل المسلحة وهيئة تحرير الشام في الشمال" كما وصفتها الصحيفة، ستحدد ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الحرب الساخنة أم تتجنبها.

وأشار التقرير إلى أن إيران قد تدعم الحكومة السورية بأسلحة إضافية وتعزيزات عسكرية مباشرة، لكن لب المشكلة يكمن في خطورة تصعيد الصراع مع إسرائيل والولايات المتحدة، بسبب الحرب في قطاع غزة، خصوصا وأن سلاح الجو الإسرائيلي زاد خلال الأشهر الفائتة وبشكل كبير من وتيرة وشدّة ضرباته ضد أهداف مختلفة مرتبطة بالتشكيلات التي تسيطر عليها إيران في سوريا.

كما أن العلاقات مع القوات الأميركية في المنطقة متوترة للغاية، في ظل تبادل الضربات المتكرر بين الأميركيين والقوات الموالية لإيران، ما قد يعقّد كثيرا نقل تعزيزات وأسلحة إلى سوريا.

في حين من الممكن أن تستفيد سوريا بشكل كبير من نشر طائرات مسيرة استطلاعية وهجومية، لكنها يمكن أن تتعرض في القواعد الجوية السورية لهجمات إسرائيل.

هجوم مباغت
يشار إلى أن الفصائل المسلحة كانت شنت هجوما مباغتا الأسبوع الماضي، ووصلت بعد سيطرتها على عشرات البلدات ومعظم مدينة حلب، ثاني كبرى المدن السورية، إلى "أبواب" مدينة حماة التي تعتبر استراتيجية للجيش لأن حمايتها ضرورية لتأمين العاصمة دمشق الواقعة على مسافة حوالي 220 كيلومترا إلى الجنوب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
أبرزها محور "جبل زين العابدين".. 3 محاور تحاول من خلالها الفصائل السيطرة على حماة

كما ذكر المرصد أنّ الفصائل طوّقت مدينة حماة من ثلاث جهات، حيث باتت تتواجد على مسافة تتراوح بين ثلاثة وأربعة كيلومترات منها، إثر اشتباكات عنيفة تخوضها مع قوات الجيش السوري التي لم يبق لها إلا منفذ واحد باتجاه حمص جنوبا.

فيما خلفت المعارك، وهي الأولى بهذا الحجم منذ العام 2020 في سوريا، 704 قتلى خلال أسبوع واحد، بينهم 110 مدنيين، وفق المرصد.

كما أدت إلى نزوح أكثر من 110 آلاف شخص، في أنحاء إدلب وشمال حلب، حسب ما أكد نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية ديفيد كاردن لوكالة "فرانس برس".

بينما أطلقت "السلطات الكردية" التي تسيطر على مناطق شمال شرق البلاد أمس الأربعاء نداء "عاجلا" لتقديم مساعدات إنسانية في مواجهة وصول "أعداد كبيرة" من النازحين.