أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الثلاثاء، أن بروكسل سوف "تكثف"، من الاتصالات المباشرة مع "الحكام الإسلاميين الجدد" في سوريا، خلال الفترة المقبلة، وتعهدت بتقديم مليار دولار إضافية لتركيا.
وقالت أورسولا، في مؤتمر صحفي بعد لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في العاصمة أنقرة، الثلاثاء، "لا ينبغي السماح بعودة متطرفي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، لذلك يجب تعزيز المشاركة مع هيئة تحرير الشام والفصائل الإسلامية الأخرى التي تسيطر على البلاد حاليا".
وشددت رئيسة المفوضية الأورروبية على أن "خطر عودة داعش… حقيقي، لا يمكننا أن نسمح بحدوث ذلك".
وزارت وفود من دول أوروبية دمشق خلال الأيام الماضية، والتقت الوفود أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، زعيم هيئة تحرير الشام، التي أطاحت ببشار الأسد.
ووصل وفد فرنسي إلى دمشق الثلاثاء، وأعلنت ألمانيا أن دبلوماسيين ألمانيين سيعقدون اجتماعا مع السلطات الجديدة في سوريا، كما أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، استعداد بلادها للحديث مع السلطات الجديدة.
وبذلك تكون فرنسا وألمانيا وبريطانيا إلى جانب الولايات المتحدة، قد أجرت اتصالات مع هيئة تحرير الشام، منذ الإطاحة بالأسد في 8 ديسمبر الجاري.
وأعلن الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، عن إعادة فتح مكتبه في دمشق، بعد إجراء اتصالات مباشرة مع القيادة السورية الجديدة، الإثنين.
"أكبر مقابر سوريا الجماعية" لم تُفتح بعد، بانتظار المحققين الدوليين
ترامب: سوريا "ليست معركتنا"، لكن النأي عنها قد لا يكون سهلاً
ما الذي تخشاه تركيا من سوريا ما بعد الأسد؟
"العودة الطوعية"
كما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية عن تخصيص مليار يورو إضافية إلى تركيا في عام 2024.
وأوضحت أورسولا أن هذه المساعدات الإضافية سيتم استخدامها لدعم الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية للاجئين السوريين بجانب المساهمة في إدارة الهجرة وأمن الحدود وعمليات العودة الطوعية للاجئين السوريين.
وأضافت أورسولا أن العلاقات الاقتصادية بين تركيا والاتحاد الأوروبي تزداد قوة بمرور الوقت، "والتمويل الجديد لتركيا، يضاف إلى حوالي 10 مليارات يورو تلقتها منذ عام 2011 لدعم المهجرين من سوريا".
وتقول تركيا إنها تستضيف حاليا ثلاثة ملايين لاجئ سوري، وتطالبهم بالعودة إلى بلادهم بعد سقوط نظام الأسد.
لكن أورسولا شددت على أنه يجب أن تكون جميع عمليات العودة "طوعية، آمنة وكريمة"، مشيرة إلى تعزيز الأعمال الإغاثية للاجئين بالتزامن مع تطور الوضع في سوريا.
قسد تحذر العالم
ميدانيا تتصاعد حدة الاشتباكات بين ما يعرف بالجيش الوطني السوري، المدعوم من تركيا، وبين قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تسيطر على مناطق في شمال وشرق سوريا، يوم الثلاثاء، وأشارت تقارير إلى حشود تركية على حدود سوريا لتنفيذ عملية عسكرية تستهدف مناطق سيطرة قسد.
ودارت اشتباكات متقطعة بين "قسد" وفصائل "الجيش الوطني"، غربي مدينة تل أبيض، وتحلق المسيرات التركية في المنطقة، فيما يقال إنه تمهيد للعملية التركية التي قد تستهدف مدينة كوباني (عين العرب) على الحدود السورية التركية.
وحذرت إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، في رسالة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، الإثنين، من أن العملية العسكرية التركية على شمالي سوريا "تبدو وشيكة"، وحثته على الضغط على الرئيس التركي أردوغان حتى "لا يرسل" قوات عبر الحدود.
وأصدرت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، بيانا يوم الثلاثاء، حول ما قالت إنها "هجمات دولة الاحتلال على كوباني".
وأضاف البيان أن قسد تصدت لقوات تركية حاولت خلال الأيام الماضية "احتلال" سد تشرين وجسر قريقوزاق، والتوجه إلى كوباني، وبعد خمسة أيام ونتيجة "المقاومة الكبيرة"، تم "هزيمة" هذه الهجمات بشكل كامل.
وشدد البيان على أن قوات قسد هي من "هزمت" تنظيم الدولة الإسلامية في كوباني أولا ثم في سوريا، مضيفا أن العالم "احتفل بانتصارنا على داعش"، ولكن اليوم "تهاجم" الدولة التركية تلك المناطق "انتقاما لداعش".
ودعا البيان جميع شعوب منطقة الشرق الأوسط والعالم "والحلفاء والثوار والديمقراطيين والمحبين للحرية" إلى "الوقوف مع شعب كوباني وقوات سوريا الديمقراطية، لحماية العالم من خطر داعش وداعميه وبناء سوريا ديمقراطية وحرة".
التعليقات