إيلاف من سيئول (كوريا الجنوبية): يحتفظ الملايين حول العالم لدول شرق آسيا وخاصة اليابان وكوريا الجنوبية، بصورة ذهنية أقرب إلى " صورة العبقرية والكفاءة المهنية والتقنية التي لا مثيل لها"، إلا أن حقيقة الأمر واقعياً قد لا تعبر عن هذه الصورة، فقد ارتكب الكوريون الخطأ الأكثر كارثية الذي أدى إلى كارثة الطائرة الكورية الجنوبية، ومقتل جميع ركابها (179 راكباً) ولم يتبقى منهم على قيد الحياة، سوى مضيف ومضيفة.
فقد أكد خبراء طيران إن السلطات في كوريا الجنوبية يجب أن تواجه أسئلة جدية بشأن الجدار الخرساني الذي اصطدمت به الطائرة أثناء هبوطها بسرعة عالية، مما أسفر عن مقتل 179 شخصا.
وأوضح خبير سلامة الطيران ديفيد ليرمونت لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية أن الاصطدام بالجدار الذي يدعم نظام التوجيه في نهاية المدرج كان "اللحظة الحاسمة" في الكارثة.
وأضاف قائلا: "ليس فقط أنه لا يوجد مبرر لوجوده -الجدار-، أعتقد أنه يقترب من أن يكون جريمة أن يوضع هناك"، وبحسب ليرمونت، كان الركاب على متن الطائرة يملكون فرصة كبيرة للبقاء على قيد الحياة إذا لم يكن الجدار موجودا في تلك النقطة.
وقال: "لو لم يصطدموا بالجدار، لكانت الطائرة قد توقفت في حقل مجاور، وكان الجميع سيتفادون الموت".
وأضاف قائلا: "لقد هبط بها بشكل رائع بالنظر إلى الظروف، فهم يسيرون بسرعة كبيرة لكن الطائرة لا تزال سليمة وهي تنزلق على الأرض".
وقبل الحادث، أفاد شهود عيان برؤية أعداد كبيرة من الطيور بالقرب من المدرج، وأصدر برج المراقبة تحذيرا للطيار بشأن احتمال اصطدام الطائرة بالطيور.
وبعدها أرسل الطيار إشارة استغاثة، ورغم أن الطائرة كانت تسير بسرعة كبيرة، نجح الطيار في الهبوط بها بنجاح في محاولته الثانية، لكن معدات الهبوط لم تُفتح.
ووفقاً لموقع "سكاي نيوز عربية" نقلاً عن "سكاي نيوز" البريطاني، تظهر خرائط الأقمار الصناعية أن الجدار الخرساني كان موجودا في الطرف الجنوبي من المدرج، وهو يساعد الطيارين على الهبوط ليلاً أو عندما تكون الرؤية ضعيفة.
وفي معظم المطارات، يتم وضع هذه الأنظمة على هياكل قابلة للانهيار.
من جانبه، قالت سالي جيثين، خبيرة طيران أخرى، إن الموقع الفعلي للجدار يثير القلق، لكنها أضافت أنه حتى إذا كان هناك مزيد من المساحة في نهاية المدرج، فإن الحادث ربما كان سيظل كارثيا.
التعليقات