إيلاف من دمشق: في لحظة اقتحام قصر جبل قاسيون "قصر الشعب"، بعد سقوط نظام بشار الأسد، تم التقاط العديد من الصور التي تبرز تفاصيل وجماليات التصميم الداخلي للقصر الذي تم تصميمه بين عامي 1975 و 1978، واكتمل بناؤه سنة 1990.

فنان سوري يهودي، قام بتصميم الأبواب الخارجية لقصر الشعب، ويدعى موريس نصيري، وكان من أبرز صناع التحف النحاسية الدمشقية، والذي غادر سوريا، مع ما تبقى من يهود، في العام 1992، عندما سمح حافظ الأسد لليهود بمغادرة البلاد، فلم يتبق منهم إلا ما يعد على أصابع اليد.

باب مكتب حافظ الأسد والجاسوس إيلي كوهين
موريس نصيري قام بتصميم وصناعة باب مكتب حافظ الأسد الخاص، وتبين المعلومات التي كانت سرية، ومحجوبة بالطبع عن غالبية السوريين، أن العائلة التي صنعت باب مكتب الأسد الخاص، قد تم اعتقالها في وقت سابق، بتهمة تتعلق بالجاسوس الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين، والذي أعدمته السلطات السورية في ستينيات القرن الماضي.

وذكرت المؤلفة الأميركية اليهودية، سارة سبيلمان، في مقال لها بعنوان "الفنان السوري اليهودي موريس نصيري" بمجلة "هداسا" أن موريس نصيري، لم يقم فقط بتصميم الأبواب الخارجية الرئيسية لقصر قاسيون، بل قام بتصميم وصناعة وتركيب باب مكتب حافظ الأسد الخاص، والذي شغله أيضا، بشار الأسد، بعد وفاة أبيه عام 2000.

ويشار إلى أن عائلة الفنان المذكور، بمن فيها، الأب والشقيق قد تم اعتقالهم لأن الاستخبارات السورية، في ذلك الوقت، كانت قد كشفت أن الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، كان يتردد على ورشة موريس نصيري والتي بدأ العمل فيها خلفاً لأبيه، منذ عام 1965، وهو العام الذي اعتقل وأعدم فيه إيلي كوهين في سوريا.

وتعود قصة اعتقال عائلة نصيري، (وحسب بعض المصادر تسمى عائلة النسيري) إلى اللحظات التي تلت اعتقال الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، أخطر جاسوس إسرائيلي في سوريا على الإطلاق، بحسب تقدير المصادر السورية والإسرائيلية.

إيصال واعتقال
وفي تفاصيل القبض على عائلة نصيري، فإن الاستخبارات السورية في ذلك الوقت، عثرت على إيصال لدى الجاسوس الإسرائيلي، صادر من ورشة "البازار" المملوكة للعائلة، فقام الأمن باعتقالهم، جميعا، وتقول المؤلفة سبيلمان، إن الفنان موريس نصيري وأباه وشقيقه وموظفي الورشة، لم يكونوا يعلمون بهوية الزائر الذي هو إيلي كوهين.

وتنقل المؤلفة عن موريس نفسه، أنه بدأ في إعداد تصميم البوابات والأبواب في ورشته بما في ذلك باب مكتب الأسد الشخصي، في عام 1988.
ويشار إلى أن "البازار" المملوك لنصيري، كان يعد أحد أشهر محال تصميم وصناعة وبيع النحاسيات في دمشق القديمة. وقد صدّر منها إلى مختلف بلاد العالم، ويعتبر من أشهر الصناع المهرة في هذا المجال.

حنين إلى دمشق
ويحتفظ موريس نصيري، بحنين وشغف وتعلق بدمشق التي قال إن فراقها يشبه فراق الروح، بحسب ما أسر به للمؤرخ السوري سامي مبيض، في عام 2009، وبحسب ما ذكرته سارة سبيلمان، فإن موريس نصيري، معجب بشخصية حافظ الأسد، وقال عنه إنه يفي بوعوده، ويراه بأنه أكثر انفتاحاً على العالم الخارجي.

وبحسب الشائعات التي كانت تحيط بالاستخبارات السورية، خاصة في عهد حافظ الأسد، فإن إدخال متهمين بعلاقة مع أكبر الجواسيس إلى مكتبه الخاص، بمثابة "محرمات" خاصة وأن الفنان موريس، التقى حافظ الأسد شخصيا، بالمصادفة، في إحدى المرات في قصر قاسيون.