إيلاف من بيروت: فيما تتواصل استشارات الرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون مع الكتل النيابية تمهيداً لتسمية شخصية سيعهد إليها مهمة تشكيل حكومة جديدة تنتظرها تحديات كبيرة، كشفت مصادر سياسية أن كتلة حزب الله طلبت إرجاء اجتماعها مع عون اليوم الاثنين والذي كان من المقرر أن تحدد خلاله مرشحها المفضل لمنصب رئيس الوزراء، وهو ما يشير إلى توتر يشوب العملية.
غير أن رئاسة الجمهورية رفضت تأجيل الموعد إلى يوم غد الثلاثاء.
ما دفع كتلة حزب الله للتراجع معلنة أنها ستلتقي اليوم مع عون. وكان من المنتظر أن يبلغ حزب الله وحليفته حركة أمل الرئيس بأنهما يريدان بقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في المنصب.
يذكر أنه بعد إعلان مرشحين عدة استعدادهم لتولي المنصب الذي يعود إلى الطائفة السنية في لبنان، انحصرت المنافسة بشكل رئيسي بين مرشحين، هما نجيب ميقاتي والدبلوماسي المخضرم نواف سلام الذي يرأس حالياً محكمة العدل الدولية في لاهاي.
وحتى الآن أعلن 70 نائباً تسميتهم لسلام، و9 لميقاتي، بينما لم يؤيد نائبان آخران أياً من المرشحين.
يشار إلى أنه بحسب الدستور اللبناني، يسمي رئيس الجمهورية رئيس الحكومة، استنادا الى نتائج الاستشارات النيابية، ويُكلف المرشح الذي ينال العدد الأكبر من الأصوات.
ولا يعني تكليف رئيس جديد تشكيل حكومة أن ولادتها باتت قريبة. وغالباً ما استغرقت هذه المهمة أسابيع أو حتى أشهراً، بسبب الانقسامات السياسية والشروط والشروط المضادة في بلد يقوم نظامه على مبدأ المحاصصة.
كما تنتظر الحكومة المقبلة تحديات كبرى، أبرزها الإعمار بعد الحرب الأخيرة بين حزب الله واسرائيل التي دمّرت أجزاء في جنوب البلاد وشرقها وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينص على انسحاب إسرائيل من المناطق التي دخلتها في الجنوب ويشمل الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر عام 2006 والذي من بنوده ابتعاد حزب الله عن الحدود، ونزع سلاح كل المجموعات المسلحة في لبنان وحصره بالقوى الشرعية دون سواها.
ومن التحديات أيضاً تنفيذ إصلاحات ملحة للدفع بعجلة الاقتصاد بعد أكثر من 5 سنوات من انهيار غير مسبوق.
التعليقات