ايلاف من الرباط: بارتدائها الملحفة الصحراوية في قلب مدينة طرفاية (جنوب المغرب)، جسّدت رشيدة داتي، وزيرة الثقافة الفرنسية، موقف باريس الداعم لمغربية الصحراء، وذلك في خطوة رمزية تختزل أبعاد زيارتها التاريخية للأقاليم الجنوبية الصحراوية المغربية، والتي شملت مدن: طرفاية، العيون، والداخلة، وشكّلت رؤية جديدة للانفتاح الفرنسي على الصحراء المغربية، بعيداً عن الخطاب التقليدي، ومن خلال تفعيل مشاريع تنموية ملموسة.

تكرس هذه الزيارة، الأولى من نوعها لوزيرة فرنسية، موقف باريس بشأن مغربية الصحراء الذي أعلنته في نهاية يوليو الماضي، وتعزز التعاون الثنائي في مجالات الثقافة والتنمية.


رشيدة داتي وزيرة الثقافة الفرنسيةمرتديةالملحفة الصحراوية

ولم تقتصر رمزية الزيارة على المظهر، بل امتدت إلى محطات ثقافية وتاريخية بارزة، حيث قامت الوزيرة الفرنسية ونظيرها المغربي، محمد المهدي بنسعيد، بجولة شملت مواقع تاريخية تعكس عمق الروابط بين المغرب وفرنسا.

الملحفة الصحراوية ورسالة الاعتراف
مع بداية زيارتها لمدينة طرفاية، اختارت الوزيرة داتي ارتداء الملحفة الصحراوية، التي تتميز بخطوط بيضاء وزرقاء واشكال هندسية مخضبة بلون "الحناء" المغربية، في خطوة تعكس تقديرها للثقافة الحسانية والهوية المغربية للصحراء.

هذا المشهد، الذي التُقط من قلب المدينة، بعث رسالة واضحة حول احترام باريس للتراث الصحراوي، مما يعزز الروابط بين البلدين ويدعم موقف المغرب بشأن قضيته الوطنية.

زيارة مواقع تاريخية وثقافية
رافقت الوزيرة الفرنسية نظيرها المغربي في زيارة لعدد من المعالم التاريخية، أبرزها "دار البحر كاسمار"، التي أسسها التاجر والرحالة الأسكتلندي دونالد ماكنزي سنة 1879، بالإضافة إلى "متحف سانت إكزوبيري"، المخصص للكاتب والطيار الشهير أنطوان دو سانت إكزوبيري، الذي عاش في طرفاية بين عامي 1927 و1929.

وفي العيون، أُعطيت إشارة انطلاق المركز الثقافي الفرنسي الجديد بمكتبة محمد السادس، وهو مشروع يعكس التعاون الثقافي العميق بين الرباط وباريس. كما شملت الزيارة مدينة الداخلة، حيث تم تدشين ملحقة المعهد العالي لمهن السينما، في إطار تعزيز البنية الثقافية والفنية بالأقاليم الجنوبية.

وتأتي زيارة الوزيرة داتي بعد عودة الدفء للعلاقات المغربية - الفرنسية وانخراطهما في مسار الدعم المشترك والرؤية المستقبلية الموحدة نحو دعم مغربية الصحراء، حيث أن الوزيرة الفرنسية معروفة بحبها للمغرب، وسبق أن صرحت بأن "مقترح الحكم الذاتي، الذي يقدمه المغرب، يمثل الحل الوحيد القابل للتطبيق لضمان الاستقرار في المنطقة"، داعية الاتحاد الأوروبي إلى تبني هذا الخيار. وبهذه الخطوات، تضع باريس أسس مرحلة جديدة من التعاون الثقافي والدبلوماسي مع الرباط، في إطار رؤية شاملة لدعم مغربية الصحراء وتطوير المشاريع المشتركة بين البلدين.