إيلاف من لندن: بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة كراهية الإسلام (إسلاموفوبيا) دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى التمسك بقيم المساواة وحقوق الإنسان والكرامة، "وبناء مجتمعات شاملة، حيث يمكن لكافة الناس العيش في سلام ووئام بصرف النظر عن الديانة التي يعتنقونها".
وكانت الجمعية العامة كانت قد حددت يوم 15 آذار/مارس للاحتفال باليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام في عام 2022، وبهذه المناسبة تبنت قرارا العام الماضي بعنوان: "تدابير مكافحة كراهية الإسلام".
ويدعو القرار، من بين أمور أخرى، إلى تعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة معني بمكافحة الإسلاموفوبيا. كما يدين أي دعوة إلى الكراهية الدينية والتحريض على التمييز أو العداوة أو العنف ضد المسلمين "كما يبدو من تزايد حوادث تدنيس كتابهم المقدس والهجمات التي تستهدف المساجد والمواقع والأضرحة".
جاءت الرسالة في اجتماع غير رسمي عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الجمعة، بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة الإسلاموفوبيا، وحذر الأمين العام للأمم المتحدة، في الرسالة التي قرأها كورتيناي راتراي، من ارتفاع مقلق في معدلات التمييز ضد المسلمين حول العالم.
انتهاك حقوق الإنسان
وقال غوتيريش إنه: "نحن نشهد زيادة مقلقة في التمييز ضد المسلمين، بدءًا من التفريق العنصري والسياسات التمييزية التي تنتهك حقوق الإنسان والكرامة، وصولًا إلى العنف المباشر ضد الأفراد وأماكن العبادة."
وأضاف: "عندما تُهاجم إحدى الجماعات، فإن حقوق وحريات الجميع تصبح في خطر. كجماعة عالمية، يجب علينا أن نرفض ونقضي على هذه الظواهر السلبية. على الحكومات أن تعزز التماسك الاجتماعي وتحمي حرية الدين. كما يجب على منصات الإنترنت أن تتخذ خطوات جادة لمكافحة خطاب الكراهية والتحرش."
من جهته، قال ميغيل أنخيل موراتينوس، الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات: إن "الكثير من هذه الأفعال من التعصب قد لا تُسجل في الإحصائيات الرسمية، لكنها تضر بكرامة الإنسان والإنسانية جمعاء. التمييز ضد المسلمين ليس نمطًا معزولًا، بل هو جزء من عودة ظهور القومية العرقية وأيديولوجيات التفوق العنصري، وكذلك العنف الذي يستهدف الفئات الضعيفة مثل المسلمين واليهود وبعض المجتمعات المسيحية الأقلية."
وباسم المجموعة العربية، قال السفير الأردني محمود ضيف الله الحمود إن اجتماع اليوم يمثل محطة جوهرية في تعزيز الجهود الدولية لمواجهة تصاعد موجات الكراهية والتمييز ضد المسلمين، وترسيخ مبادئ احترام الأديان، والتسامح والتعايش السلمي.
وأكد أن هناك تزايدا مقلقا في خطاب الكراهية والتحريض على العنف والتمييز ضد المسلمين، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشددا على أن حرية التعبير "لا ينبغي أن تستخدم أداة لنشر التعصب وتأجيج الفتن".
المجموعة العربية
وقال إن المجموعة العربية تؤكد على أهمية رصد وتحليل محتوى الإعلام والمنصات الرقمية "لمكافحة الصور النمطية السلبية بالتعاون مع شركات التواصل الاجتماعي، ووضع مدونة سلوك تحظر التحريض على الكراهية".
ودعا إلى إيجاد إطار قانوني دولي لمحاربة الإسلاموفوبيا، وإنشاء آليات مساءلة لمحاسبة مرتكبي جرائم الكراهية وضمان دعم الضحايا. وقال إن المجموعة العربية تتطلع إلى تعيين السيد ميغيل مارتينز مبعوثا خاصا للأمم المتحدة معنيا بمكافحة الإسلاموفوبيا، بما يسهم في تنسيق الجهود الدولية للتصدي لهذه الظاهرة المتفاقمة.
قال الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، إن "رهاب الإسلام" ينشأ في غالب أحواله عن قلة أو انعدام المعرفة بالإسلام، وعن التأثر بالخطاب السياسي والشعبي المتطرف، أو نتيجة الحكم على الإسلام من خلال تصرفات فئات معزولة "لا تمثل المسلمين ولا صلة لها بحقيقة الإسلام – وهي توجه تطرفها العنيف والإرهابي للداخل الإسلامي مثل غيرها، والواقع شاهد على ذلك".
وأكد أن رهاب الإسلام ليس في تحليله المنطقي خوفا من الإسلام، "بل هو في الواقع خوف من المعرفة، وخوف من الحقيقة، وخوف من الاعتراف بأننا جميعا بشر متساوون في الكرامة الإنسانية والحقوق".
التعليقات