إيلاف من واشنطن: قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يوم الاثنين إن الشركات في الولايات المتحدة مدعوة للمشاركة في فرص استثمارية وتجارية مربحة تتعلق بخطة إيران لبناء أكثر من 19 مفاعلا نوويا إضافيا.
وقال عراقجي إن "الخطة الإيرانية طويلة الأمد هي بناء ما لا يقل عن 19 مفاعلاً نووياً جديداً؛ وهذا يعني أن عشرات المليارات من الدولارات من العقود المحتملة متاحة" للشركات الأميركية.
وأضاف أن "الشركات الأميركية يمكن أن تستكشف الفرصة البالغة قيمتها تريليون دولار التي يقدمها الاقتصاد الإيراني" بصفة عامة، بما في ذلك الشركات التي يمكن أن "تساعد في توليد الكهرباء النظيفة من مصادر غير الهيدروكربون".
وأضاف عراقجي أن "السوق الإيرانية وحدها كانت كبيرة بما يكفي لإحياء الصناعة النووية المتعثرة في أميركا".
وكان من المفترض أن يلقي وزير الخارجية الإيراني هذه التصريحات في إطار مؤتمر السياسة النووية لعام 2025 الذي تنظمه مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي. ومع ذلك، ووفقاً للمنظمين، فإن الطلب الذي قدمه فريق عراقجي في اللحظة الأخيرة لتغيير شكل الجلسة بطريقة من شأنها أن "تحد بشدة" من قدرة كل من الجمهور والمُحاور على التشكيك في تصريحات المسؤول الإيراني أدى في النهاية إلى إلغاء خطابه.
وألقت البعثة الإيرانية الرسمية لدى الأمم المتحدة باللوم على المنظمين، حيث غردت على حسابها في تويتر أن "إلغاء المؤتمر جاء بعد قرار المنظم بتغيير صيغة المتحدث الرئيسي إلى مناقشة".
ثم غرّد عراقجي على حسابه الخاص على موقع X: "أنا معتاد على الأسئلة الصعبة من الصحفيين والمواطنين المعنيين على حد سواء. لكن تحويل خطابي الرئيسي إلى جلسة أسئلة وأجوبة مفتوحة كان سيحوّل الحدث إما إلى مفاوضات عامة، وهو ما لا أرغب في قبوله، أو سيكون غير مُرضٍ لجمهور ربما يبحث عن تفاصيل حول مسار المحادثات".
وألقى باللوم على المضيف المقصود لأنه "ليس على دراية بهذه الديناميكيات الحساسة ولا يراعيها". ورغم ذلك قرر وزير الخارجية الإيراني أن يجعل خطابه المقرر مكتوبا، ونشره على وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال وكالات الأنباء الحكومية.
عراقجي ينتقد المجتمع الدولي
وبالإضافة إلى محاولات إغراء الإدارة الأميركية والرأي العام بـ"تريليونات" من خلال الاستثمار في قطاع الطاقة والبرنامج النووي الإيراني، انتقد عراقجي المجتمع الدولي "لتجاهله الترسانة النووية الإسرائيلية ورفضه الانضمام إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية أو قبول مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
كما أشار إلى ما أسماه التاريخ الإيراني الأمريكي المشترك، قائلاً إن إيران انضمت إلى برنامج الذرة من أجل السلام الذي أطلقه الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور في الخمسينيات.
ودعا عراقجي إلى وقف أي لغة تهديدية من شأنها المساس بشرف إيران، وقال إن طهران هي الدولة الوحيدة التي "تعارض رسميا الأسلحة النووية على أسس دينية".
وكان عراقجي قد خطط أيضًا لمعالجة ما اعتبره سوء فهم للبرنامج النووي الإيراني، والذي قال إنه تم فهمه بشكل خاطئ بسبب "روايات ذات دوافع سياسية".
وأعرب روحاني في الخطاب الذي لم يُلقاه عن تفاؤل حذر بشأن تغيير "الديناميكية السامة" المحيطة بالقضية، وأكد على استعداد إيران للتعامل مع واشنطن على أساس "الاحترام المتبادل والمساواة في المكانة".
ويأتي إلغاء الخطاب في وقت حساس، إذ اكتسبت المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران زخما مؤخرا بعد اجتماعات صارمة في روما، والتي، وفقا للرئيس الأميركي دونالد ترامب، كانت تسير على نحو جيد.
وقد أجريت هذه المحادثات على الرغم من استياء المعارضين للنظام.
وفي الأيام الأخيرة، انطلقت حملة شعبية على الإنترنت باستخدام هاشتاج #NoDealWithKhamenei، وفي إيران نفسها، تم رش العديد من الجداريات بكتابات جرافيتي تقول: "الرئيس ترامب، لا تبيعنا".
ووصفت المفاوضات التي توسطت فيها سلطنة عمان بين عراقجي وستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، بأنها مثمرة، حيث قال وزير الخارجية العماني السيد بدر بن حمد البوسعيدي مؤخرا إن "حتى ما هو غير محتمل ممكن" مع تقدم المناقشات.
التعليقات