الإثنين 01 يناير2007
د. عبدالله خليفة الشايجي
اعتمدت قمة الدول الصناعية الكبرى في اجتماع quot;سي إيلاندquot; في ولاية جورجيا الأميركية مشروعاً حول الشرق الأوسط الكبير أو الواسع، ثم في قمة حلف quot;الناتوquot; في إسطنبول في نهاية يونيو 2004 أجمعت دول أهم وأقوى بكثير هي دول حلف quot;الناتوquot; الـ26 على إطلاق مبادرة إسطنبول فيما عرف بـICI وهي المبادرة التي أتت لمساعدة دول مجلس التعاون الخليجي كلاً على حدة على تأهيل وتدريب وتحصين قدراتها وقواتها وإمكانياتها الدفاعية والعسكرية والأمنية والاستخباراتية لدرء المخاطر، والتعامل مع التهديدات والتحديات المرتبطة بالأمنيين الناعم والصلب. وخاصة أننا نعيش في إقليم مضطرب تلامسه وتحيط به الأزمات وتهديدات الحروب الأهلية والصراعات المختلفة بأكثر من دولة.
لاشك أن اهتمام دول حلف الأطلسي بمنطقة الخليج يأتي أساساً لاعتمادها على الطاقة المستوردة من منطقتنا، وحرصها على تأمين منابع النفط وإمداداته وشبكات نقله في حقبة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 والحرب على الإرهاب والحرب في العراق. وما يشكله العراق اليوم من منطقة استقطاب وخطر وانعكاسات الوضع المتفجر فيه على دول الإقليم. وكذلك خطر تهديدات quot;القاعدةquot; والمنظمات الموالية والمتأثرة بها. وكل ذلك ساهم في إقناع الدول الفاعلة في النظام العالمي سواء كانت الصناعية الثماني الكبرى، أم حلف quot;الناتوquot;، برص الصفوف والتقدم بهذه المبادرة المهمة، والتي يسأل البعض وهم محقون: ما هي مصلحة quot;الناتوquot; من وائها؟ وما هي مصلحتنا نحن كدول خليجية؟ ثم ما هي هذه المبادرة وما هي أبرز مكوناتها؟
خلال فترة عام ونصف انخرطت في علاقة تعارف مباشرة مع الأمانة العامة، وخاصة مع قسم العلاقات العامة في حلف quot;الناتوquot; والمسؤولين عن مبادرة حوار المتوسط ومبادرة إسطنبول. ودعيتُ لحضور 5 مؤتمرات خلال تلك لفترة لمناقشة وشرح والتعليق على مبادرة quot;الناتوquot; تجاه دولنا. ولسوء الحظ اكتشفت محدودية فهم المبادرة لدى أعضاء البرلمان والأكاديميين والإعلاميين، مما يعني أن الحلف نفسه، والدول الخليجية لم ا بعمل ما هو مطلوب منهم لترويج وتسويق وشرح ومناقشة هذه المبادرة وأهدافها وأهميتها وما تعني وما لا تعني للرأي العام، وحتى لمن يسميهم حلف quot;الناتوquot; Opinion Leaders أي quot;قادة الرأيquot; في تلك الدول من أكاديميين وكتاب وإعلاميين ومن مختلف أطياف المجتمع المدني.
ومن المهم هنا الحديث عما تعنيه وما لا تعنيه المبادرة. وكما يظن البعض من المؤمنين بنظرية المؤامرة أن هذه المبادرة هي الغطاء الغربي لعودة العهد الكولونيالي وإعادة استعمار المنطقة من قبل القوى الغربية، ومن ثم يغرقون في المبالغة. ما لا تعنيه هذه المبادرة محدد وواضح. إنها ليست مبادرة مفروضة بل اختيارية. ليست اتفاقية حماية وليست اتفاقية دفاعية وليست بديلاً عن الاتفاقيات الموقعة بين دول المنطقة والدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة الأميركية. لا توجد قواعد وقوات ولن تأتي قوات الحلف للدفاع عن، أو حماية الدول المنضمة للمبادرة في حال الاعتداء عليها.
في الختام هي ليست شراكة ولا يوجد عرض للانضمام لدول الحلف. كل ما هنالك هو طبقة ومستوى آخر من الدعم والمساعدة والتدريب والتأهيل لكل دولة بمفردها لتكون مؤهلة أكثر لمواجهة التهديدات والتحديات. ولنا عودة للمزيد من التوضيح.
التعليقات