6 يناير 2007

الملك عبدالله ـ السلطان قابوس

رساله جدةrlm; ـrlm; جميل عفيفي


جاءت زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين لسلطنة عمانrlm;,rlm; ومباحثاته مع السلطان قابوس بن سعيدrlm;,rlm; لتؤكد التحرك الثنائي للدولتين الاستراتيجيتينrlm;,rlm; حيث ان موقع كل منهما في المنطقة استراتيجيrlm;,rlm; وهو مايميزهما عن باقي دول مجلس التعاون الخليجي من أجل تحقيق تعاون اقتصادي فيما بينهماrlm;,rlm; وكذلك العمل علي دعم الموقف الخليجي من قضايا المنطقةrlm;.rlm;

وإذا نظرنا في البداية الي الدولتين فإننا سنجد أنهما صاحبتا ميزة استراتيجية غير موجودة لباقي دول مجلس التعاون فالمملكة العربية السعودية تطل علي البحر الأحمر والخليج العربيrlm;,rlm; أما سلطنة عمان فلديها منفذ حر علي بحر العرب بجانب إطلالها علي الخليج العربيrlm;,rlm; وهو مايحقق للدولتين عنصرا استراتيجيا أمنياrlm;,rlm; وإذا تم تطوير العلاقة في الاتجاه الأمني الاستراتيجيrlm;,rlm; فسيحقق ذلك التوازن في منطقة الخليجrlm;,rlm; ويحافظ علي استقرار المنطقةrlm;.rlm;

التعاون الاستراتيجي
فإذا وضعنا احتمال محاولة لتعطيل الملاحة في منطقة الخليج العربي لأي سبب من الأسباب ومن أي قوة في المنطقة أو خارجهاrlm;,rlm; فيمكن هنا ومن خلال التعاون الاستراتيجي السعودي العماني التعامل مع هذا الموقف بكفاءة وفاعليةrlm;,rlm; تقلل الي حد كبير المخاطر علي البلدينrlm;,rlm; وعلي دول مجلس التعاون الخليجيrlm;,rlm; واحتواء أي مخاطر تصاعديةrlm;,rlm; يمكن أن تتمخض عن عدم الاستقرار في منطقة الخليج في أي لحظةrlm;,rlm; وذلك بسبب طبيعة المنطقةrlm;.rlm;

فأي تصعيد لصراع المصالح حول أهمية المنطقة الاستراتيجية والاقتصادية والأمنية من شأنه أن يزيد التوتر فيهاrlm;,rlm; وهنا يبرز عنصر التوازن الاستراتيجي الذي تمثله السعودية وسلطنة عمانrlm;,rlm; لاستعادة الهدوءrlm;,rlm; ومنع أي امكانات تصعيدية بين القوي الاقليمية والدولية في المنطقةrlm;,rlm; للخروج عن السيطرة وإمكانية الاحتواءrlm;.rlm;

المجال السياسي
أما علي الصعيد السياسي فالمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان تؤهلهما مواقفهما المعتدلة للاقتراب من مشاكل المنطقةrlm;,rlm; والعمل علي حلهاrlm;,rlm; بالطرق والوسائل الدبلوماسية السلميةrlm;,rlm; هذا بالاضافة إلي توجهات الدولتين التي تبتعد عن أي توجه تصعيديrlm;,rlm; يعمل علي تعقيد التوصل الي تسويات عادلة ومرضيةrlm;,rlm; تجاه قضايا المنطقةrlm;.rlm;

كما أنه من أهم مرتكزات سياستهما الخارجية البعد عن استراتيجيات المحاور والاستقطابrlm;,rlm; والحفاظ علي مسافات متصلة مع الأطراف الإقليمية والدوليةrlm;,rlm; ذات الصلة بمظاهر التوتر وعدم الاستقرار في المنطقةrlm;.rlm;

ويأتي كل ذلك في اطار من الالتزام القومي القوي تجاه عضويتهما في مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربيةrlm;,rlm; ومن هذا المنطلق فمن المنتظر أن يشتركا معا للاقتراب من مشاكل إقليمية في منطقة الخليجrlm;,rlm; ستقود في النهاية الي تخفيف حدة التوتر والاحتقان في واحدة من أخطر مناطق العالم الاستراتيجيةrlm;.rlm;

ومن المتوقع أن يكون لمساعي الدولتين أثر فعال في احتواء الخلاف بين إيران والمجتمع الدولي حول ملفها النوويrlm;,rlm; أو الخلاف حول المسألة العراقيةrlm;,rlm; بأبعاده الاقليمية والدولية الاستراتيجية والأمنيةrlm;,rlm; الأمر الذي يقود الي تخفيف حدة التوتر في منطقة الخليجrlm;,rlm; والابتعاد بها عن احتمالات الصدامrlm;,rlm; والتي تدعمها أطراف اقليمية ودوليةrlm;,rlm; من مصلحتها أن يستمر التوتر في منطقة الخليج العربيrlm;.rlm;

التعاون الاقتصادي
وفي المجال الاقتصادي فهذه الزيارة ستسهم في زيادة تفعيل حركة نشيطة لأدوات الانتاج بينهما وسيكون لهما أثر ايجابي علي اقتصاديات البلدينrlm;,rlm; فإذا أخذنا بعين الاعتبار الميزة التنافسية لكل منهما في الصناعة النفطيةrlm;,rlm; فإنه يمكن احداث تكامل علي صعيد الصناعة النفطية يمنع الازدواجيةrlm;,rlm; ويحقق درجة من التنوع في صناعتهما النفطيةrlm;,rlm; وفقا للميزة التنافسية التي يتمتع كل منهما بهاrlm;,rlm; ويصب في النهاية في خدمة المصالح المشتركةrlm;.rlm;

هذا بالاضافة إلي تدفق رءوس الأموال بين البلدين بحرية أكبرrlm;,rlm; عما كان عليه الحال في الماضي نظرا لأن الزيادة دفعت في اتجاه إزالة مابقي من عوائق تجاه حركة رأس المال بينهماrlm;,rlm; وبوصف اقتصاد السعودية الأكبر في المنطقة سوف يجد رأس المال السعودي سوقا واعدة لاستثماراته في سلطنة عمانrlm;,rlm; وكذلك فإن النمو المطرد للاقتصاد السعوديrlm;,rlm; وفوائض الميزانية السعوديةrlm;,rlm; وكذا الميزة التنافسية التي يتمتع بها رأس المال السعودي في أوجه الاستثمار المختلفةrlm;,rlm; جميعها سوف تجد في السوق العمانية فرصا واعدةrlm;,rlm; سواء في الاستثمارات التي يقوم بها القطاع الخاص السعوديrlm;,rlm; أو القطاع الحكوميrlm;,rlm; والتي تسهم في مشاريع مشتركة مع سلطنة عمان في مجالات التنمية المختلفةrlm;,rlm; مما يقود في الأمدين المتوسط والطويل الي دعم الميزة التنافسية للاقتصاد العمانيrlm;,rlm; ليصب بقوة وفاعلية في مشاريع التكامل المشتركةrlm;.rlm;

إذن فمن الواضح أن زيارة الملك عبدالله لسلطنة عمان تأتي في اطار استراتيجي واضحrlm;,rlm; بهدف دعم الأمن القومي للبلدين في جميع المجالاتrlm;,rlm; وذلك لتحقيق الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي بين البلدينrlm;.rlm;