جمال خليفة قاتل مع زعيم laquo;القاعدةraquo; في أفغانستان...

اتُهم بتمويل جماعة laquo;أبو سيافraquo; الفيليبينية ...

لاحقته استخبارات العالم ... وقتلته عصابة

جدة - بدر مطوع، الحياة


وضعت عصابة لصوص في مدغشقر نهاية دراماتيكية لحياة السعودي جمال خليفة، صهر زعيم تنظيم laquo;القاعدةraquo; أسامة بن لادن، بعد أكثر من 12 عاماً قضاها مطارداً من أجهزة استخبارات دولية، بتهم تتعلق بالتآمر لتنفيذ عمليات إرهابية وتمويل جماعات إسلامية متطرفة، أبرزها جماعة laquo;أبو سيافraquo; الفيليبينية.

وأعلنت عائلة خليفة أمس أن ما بين 25 و30 مسلحاً اقتحموا منزله في إحدى قرى جزيرة مدغشقر، حيث يمتلك منجماً للأحجار الكريمة، وقتلوه وهو نائم، وسرقوا جميع متعلقاته، بما في ذلك حاسبه المحمول. واستبعد شقيقه مالك أن تكون للحادث أهداف غير السرقة.

وأعرب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، عن laquo;بالغ الأسف والانزعاجraquo; لاغتيال خليفة. ونقلت laquo;وكالة الأنباء السعوديةraquo; عن المصدر قوله إن الوزارة laquo;اتصلت، فور تلقيها النبأ، بالسلطات في مدغشقر عبر سفارة المملكة لدى تنزانيا، لمعرفة ملابسات هذا الحادث الإجرامي وظروفه والأيدي التي تقف وراءه، إضافة إلى طلب تقرير الطبيب الشرعي، كما أجرت السفارة اتصالاً بذوي الفقيد لتسهيل نقل الجثمان... وما زلنا في انتظار نتائج التحقيقraquo;. وعلم ان طائرة سعودية، وعلى متنها اقرباء لخليفة، تتوجه اليوم إلى عاصمة مدغشقر انتاناناريفو، من أجل تسلم جثمان المستثمر السعودي.

وكان جمال خليفة زوج إحدى شقيقات زعيم laquo;القاعدةraquo;. وهو قاتل مع بن لادن في أفغانستان حتى العام 1986، حين عاد إلى السعودية إثر laquo;خلافraquo; بينهما، وبقيا laquo;متباعدين منذ ذلك الحينraquo;، بحسب خليفة. غير أن قصته مع الملاحقات الأمنية بدأت بعد تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك العام 1993، حين صنفته الولايات المتحدة laquo;متآمراً غير متهمraquo; في التفجيرات، قبل أن ترحله في العام التالي بعد اعتقاله في سان فرانسيسكو بتهمة laquo;انتهاك تأشيرة الدخولraquo;.

وتجاوز عدد التهم المرتبطة بالإرهاب التي وجهت إلى خليفة حتى وفاته 30 تهمة، بسبب مصاهرته بن لادن وعلاقته بمسؤولي المنظمات الخيرية والإغاثية الذين تتهمهم استخبارات غربية بالوقوف وراء اعتداءات إرهابية، إضافة إلى عمله مديراً لمكتب laquo;رابطة العالم الإسلاميraquo; في باكستان والفيليبين، وزياراته الميدانية إلى دول أفريقية والبوسنة والهرسك.

بيد أن سلسلة من المحاكمات برّأته من التورط في قضايا الإرهاب، أبرزها محاكمته في الأردن بتهمة التورط في تفجيرات عمان العام 1995، حين أكد المتهم الرئيسي في التفجيرات الأردني عبدالله الحشايكة براءة خليفة، فحُكم ببراءته وعاد إلى بلاده، بعد محاكمة قدرت نفقات الدفاع عنه خلالها بأكثر من مليون دولار.

وما أن خرج بريئاً من تلك التهمة، حتى لوحق على خلفية هجمات laquo;القاعدةraquo; ضد السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا العام 1998. وحين أثبتت التحقيقات براءته مجدداً، لم يسعه أن يرتاح طويلاً، فطلبت واشنطن التحقيق معه عقب هجمات 11 أيلول (سبتمبر). وأطلقته السلطات السعودية بعد إثبات براءته. لكنها منعته من السفر، خشية تعرضه للاعتقال خارج البلاد، حيث تنتشر استثماراته.

ورغم ذلك، بقي الاتهام الأبرز الذي يلاحق خليفة هو تمويل جماعة laquo;أبو سيافraquo; الفيليبينية المتطرفة، خلال فترة رئاسته مكتب laquo;رابطة العالم الإسلاميraquo; في الفيليبين أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات. وظل مطلوباً في مانيلا حتى وقت قريب. لكنه نفى ذلك مرات عدة، كان آخرها رسالة في صحيفة laquo;إنكوايريرraquo; الفيليبينية، قال فيها: laquo;لم أمنح أموالاً إلى أي شخص أو جماعة، وتحديداً أبو سيافraquo;. وأكد أنه كتب إلى الرئيسة الفيليبينية غلوريا أوريو في تموز (يوليو) 2001، لعرض تقديم مساعدة للمحققين في هذه الاتهامات.

وخلال سنواته الأخيرة، شكا خليفة من laquo;الزجraquo; باسمه في أي تطور متصل بالعمليات الإرهابية، معتبراً أن سلسلة التحقيقات الطويلة التي خضع لها في أكثر من بلد عربي وغربي تؤكد براءته. وأكد تدهور أوضاعه المالية، على خلفية هذه الاتهامات المتكررة والحد من حريته في التنقل.