التكتل الشعبي والحركة الدستورية يتبادلان الاتهامات بشأن اعتذار الجراح





خالد الهاجري


تداخلت أوراق اللعبة السياسية بصورة غير مسبوقة, وانهمك أعضاء مجلس الأمة في ما يشبه raquo;الحرب الأهليةlaquo; النيابية, على خلفية قضايا المال العام والموقف من وزير النفط الشيخ علي الجراح, وأكدت مصادر نيابية رفيعة لmacr; raquo;السياسةlaquo; أن المجلس انقسم فعليا الى قسمين, أحدهما يتبنى ضرورة مساءلة الوزير الجراح وتصعيده على المنصة, مالم يقدم استقالته, ويقود هذا القسم نواب كتلتي العمل الشعبي والعمل الوطني ومعهم أيضا النواب د.فيصل المسلم وعادل الصرعاوي ود.ضيف الله بورمية من الكتلة الإسلامية.

فيما يطالب القسم الآخر بتوسيع نطاق المساءلة لتشمل النواب المتجاوزين أيضا.

وكشفت المصادر ان النائبين أحمد الشحومي وخالد العدوة ينويان الدفاع عن وزير النفط في حال تقديم الاستجواب إليه خلال الأسبوع المقبل.
أضاف أن الصراع استفحل بين النواب بدرجة تهدد بتعطيل العمل البرلماني بالكامل, والدخول في حالة raquo;احترابlaquo; سياسي تطيح بكل مكتسبات الديمقراطية الكويتية, حتى لو أخذت المسألة صورة انقسام بين من يدافعون عن المال العام, ومن يؤيدون قوى الفساد.

مصدر برلماني آخر توقع أن يشهد اليوم الجمعة تحركات مكثفة تضع النقاط على الحروف, مؤكدا ان هناك raquo;مفاجآت سيتم تفجيرها اليوم أيضاlaquo; في موضوع الاستجواب الذي سيضاف إليه محور جديد يضع النواب على المحك ويوقفهم أمام مسؤولياتهم.

من جانب آخر ذكرت مصادر مطلعة أن تعليمات قد أعطيت للوزير الجراح بعدم الإدلاء بأي تصريحات صحافية والتزام الصمت raquo;حتى اشعار آخرlaquo; حتى لا يضع الحكومة في حرج جديد, هي في غنى عنه أمام السلطة التشريعية والشارع الكويتي عموماً.

وفي سياق متصل بحالة raquo;الاحترابlaquo; ذاتها بين النواب, اتهم الناطق الرسمي باسم كتلة العمل الشعبي النائب مسلم البراك عضو الحركة الدستورية الإسلامية النائب دعيج الشمري بmacr; raquo;الكذبlaquo; وممارسة raquo;العبث السياسيlaquo; في التصريح الذي أدلى به الى احدى الصحف أمس, وذكر فيه أن الاعتذار الذي قدمه وزير النفط قد عرض على كتلة العمل الشعبي, قبل صدوره.

وطالب البراك بأن يقوم الشمري بالكشف عن المصدر الذي زوده بتلك المعلومة, معتبراً أنه raquo;في حال رفضه الكشف عن الأسماء ستكون المعلومة التي صرح بها كاذبة, ومن يمارس الكذب فهو كاذبlaquo;.
أضاف: raquo;بالنسبة لما ذكره النائب دعيج الشمري من أن بيان الاعتذار الذي أعلنه الشيخ علي الجراح قد تم عرضه على التكتل الشعبي قبل الإعلان عنه, وأن التكتل عدل عليه, ورغم ذلك رفضه بعد نشره, وأن من عرض عليه الاعتذار هو مسلم البراك, فإنني أقول هنا: إن هذا الكلام عار عن الصحة جملة وتفصيلاً, كما أن الاعتذار مهما كانت صياغته فهو بالنسبة لنا غير مقبول بعد رفع الجلسة, لأنه سيصبح نوعاً من العبث السياسي, والدليل انني قلت للشيخ الجراح: عليك أن تقف الآن وتعلن اعتذارك للشعب الكويتي حتى يسمعه الليلة على شاشة التلفزيونlaquo;.

النائب البراك قال أيضا مخاطباً زميله الشمري: raquo;أخ دعيج أنا الآن نفيت الخبر, وعليك أن تعلن للشعب الكويتي قاطبة عن اسم المصدر الذي زودك المعلومة, واسم الشخص الذي عرض علي الاعتذار, وفي هذه الحالة أكون أنا قد كذبت بنفي الخبر, أما إذا رفضت أنت إعلان الأسماء فستكون المعلومة التي صرحت بها كاذبة, ومن يمارس الكذب فهو كاذب, والشعب الكويتي قادر على أن يميز بين الصادق والكاذبlaquo;.