دبي - الوطن
افتتح نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في دبي أمس فعاليات منتدى الإعلام العربي في دورته السابعة تحت عنوان quot;التكنولوجيا وتكامل الإعلام العربيquot;. بمشاركة عدد كبير من الصحفيين والكتاب والإعلاميين العرب والغربيين.
وشارك في الجلسة الافتتاحية عدد من الكتاب الصحفيين البارزين من بينهم إبراهيم نافع وأنيس منصور وفهمي هويدي.
ورحب الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم في كلمة الافتتاح بالضيوف العرب من إعلاميين وصحافيين مشاركين في المنتدى. وأشار إلى أن المنتدى العربي للإعلام الذي ينظمه نادي دبي للصحافة للمرة السابعة أصبح يمثل واحدا من أهم وأوسع التجمعات الإعلامية في الوطن العربي.
وأكد أن دبي التي أدركت بفضل توجيهات ورؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم دورها كمدينة عالمية، أطلقت مشاريع حضارية تلبي حاجة العصر والتطور التقني والإعلامي الذي يشهده العالم وأنشأت مدينتي دبي للإنترنت والإعلام ومنتدى الإعلام العربي الذي يوفر فرصة للإعلاميين والقيادات الإعلامية والصحافية العربية للالتقاء وتبادل الأفكار والطروحات التي يمكن أن يستفيد منها الإعلام العربي عموما خاصة إذا ما تم توظيف التكنولوجيا توظيفا سليما وصحيحا لخدمة هذا القطاع الحيوي الهام والارتقاء بمؤسساتنا الإعلامية والإعلاميين للعب دور أكبر في إبراز الوجه الحضاري للأمة العربية ومواكبة برامج التنمية الاقتصادية والسياسية والتعليمية وغيرها التي تنفذ في مناطق ودول الوطن العربي.
وفي الجلسة الصباحية للمنتدى تحت عنوان quot;كيف يستجيب الإعلام الخليجي لتحديات التكنولوجياquot; شارك كل من عضو مجلس الإدارة المنتدب لمؤسسة دبي للإعلام أحمد الشيخ ورئيس تحرير صحيفة quot;الوطنquot; السعودية جمال أحمد خاشقجي، ورئيس تحرير صحيفة الوقت البحرينية إبراهيم بشمي. وأدارها المذيع التلفزيوني عبد الله المر الزعابي.
حيث أكد المشاركون على قيادة الاتجاهات التقنية الجديدة لصناعة الإعلام في منطقة الخليج، متميزة بملامح اجتماعية واقتصادية وأنماط موجودة فقط في الأسواق الناضجة والمتقدمة. إلا أن كثيراً من النمو يحدث بمساهمة من القطاع العام.
كما ناقش المشاركون كيف أن التوجه التجاري يدفع وسائل الإعلام في دول مجلس التعاون إلى الإذعان لما تمليه النتائج المالية. وحلل المشاركون أيضا التأثير الذي يخلفه تعويم شركات الإعلام الإقليمية على المعركة المستقبلية التي ستخوضها مع كبار اللاعبين العالميين في مجال تكنولوجيا المعلومات.
كما تحدث المشاركون عن دور القطاعين الحكومي والخاص في صناعة الإعلام، وإمكانية خصخصة وسائل الإعلام لظهور صناعة إعلامية أفضل في دول مجلس التعاون الخليجي.أيضا تحدث المشاركون عن فرضية انهيار المؤسسات الإعلامية القائمة تحت وطأة المحاولات الشرسة وعروض الاستحواذ في السنوات المقبلة.
وقال رئيس التحرير quot;إن الأصل في الصحافة أن تكون صحافة خاصة ما يؤدي إلى نموها وقوتها ونجاحهاquot;.
وأضاف quot;الصحافة في السعودية بدأت كصحافة أفراد، ولكن عندما تحولت إلى صحافة مؤسسات لم تؤمم بالمعنى الذي حصل في مصر في ستينات القرن الماضي، وإنما أصبحت صحافة ذات قاعدة عريضة لعدد كبير من الأفراد عن طريق الجمعيات العموميةquot;.
وتابع رئيس التحرير quot;ثم جاءت مرحلة أصبحت فيها الصحافة أقرب إلى قطاع الأعمال، ما أدى إلى نمو أسرع لها، وضخ المزيد من الأموال فيهاquot;.
واعتبر رئيس التحرير أن quot;العالم يشهد باستمرار عمليات دمج بين مؤسسات إعلامية كبيرة وأخرى محلية صغيرة بهدف التوسع المشروع، وردّ مشكلة الافتقار إلى الإعلاميين الأكفاء إلى استمرار المفهوم السائد حول العمل في القطاع الحكومي بحيث يتحول أكثر من 80% من خريجي كليات الإعلام في السعودية باتجاه العمل في مجال العلاقات العامة المدرجة ضمن الوظائف الحكومية أو الإعلام المرئي التابع لوزارة الإعلام في حين تتجه قلة من الخريجين المتبقين إلى العمل في الصحافة المكتوبة.
كما أكد رئيس التحرير على أن quot;الإمكانيات المادية تساعد على شراء التكنولوجيا وأن أحد التحديات التي تواجه الصحافة المطبوعة هو قدرتها على التفاعل مع الوسائل المتعددة البديلةquot;.
وأضاف في شأن ابتعاد رأس المال عن الصحافة قائلا quot; يجب علينا عدم الشكوى بل عدم التوقع أن يبتعد رأس المال عن الصحافة، فملكية الصحافة جذابة لأصحاب النفوذ سواء كان ذلك النفوذ سياسياً أو مالياً، وذلك يحدث حتى في الغرب، ولعل رئيس وزراء إيطاليا السابق برليسكوني خير شاهد على ذلكquot;.
من جهة أخرى تحولت الجلسة التي عقدت تحت عنوان quot;وسائل الإعلام العربي وتسرب الكفاءاتquot; إلى مسرح للجدال وتبادل وجهات النظر حول تأثير الهجرة الإعلامية من دول المشرق العربي لمنطقة الخليج.
وأرجع المشاركون الأسباب الرئيسية لتسرب الكفاءات الإعلامية من بلاد المشرق العربي التي يقصد بها بشكل خاص سوريا ولبنان إلى انخفاض سقف الحريات في بلدان المشرق العربي وبطء التطور التكنولوجي لوسائل الإعلام في هذه البلدان إضافة إلى العامل المادي، وذلك في الوقت الذي يشهد الإعلام الخليجي، الذي اعتبروه المقصد الرئيسي للإعلاميين المهاجرين، حالة من التطور المصحوبة بارتفاع في هامش الحريات فيما يتعلق بالقضايا العربية.
وقال رئيس تحرير صحيفة quot;ديلي ستارquot; اللبنانية جميل مروة quot;إن وسائل الإعلام المتمثلة في الفضائيات والقنوات التلفزيونية ليس لها نطاق جغرافيquot; موضحاً أنه quot;لا يمكن أن ندّعي أن هناك ما يسمى بإعلام المشرق العربي حيث الوضع الإعلامي في معظم هذه البلدان يعاني من عدة عوامل ففي سوريا تحول الإعلاميون إلى موظفين، وفي الأردن الوضع ضعيف، وفي فلسطين حالت الأوضاع المعيشية دون التطور الطبيعي للإعلام الفلسطيني بالرغم من أن الإعلاميين الفلسطينيين ساهموا بشكل رئيسي في تطور الإعلام اللبناني الذي يعتبر هو المتبقي حالياً على ساحة إعلام بلاد المشرق العربيquot;.
وأضاف مروة quot;إن الوضع السياسي في لبنان ساهم في إعطاء الفرصة لمزيد من تسرب الكفاءات الإعلامية اللبنانية عبر اجتذابهم للعمل خارج لبنانquot; معتبراً في نفس الوقت أن quot;التسرب لا يمكن إرجاعه فقط إلى عوامل مالية بل هناك عوامل أخرى تأتي في الأهمية قبل العامل الماديquot;.
بدوره، قال الكاتب الأردني خيري منصور إن هناك quot;نطاقين لنزيف الأدمغة الإعلامية هما النطاق العربي والنطاق الكوني أو العالميquot; موضحاً أن quot;عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي في بلدان المشرق العربي أدى إلى ازدياد الهجرة باتجاه منطقة الخليج وإن كانت الهجرة من بلاد الشام لها تاريخ طويل وقصص درامية متنوعةquot;.
أما رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة الفلسطينية حافظ البرغوثي فقد ذهب في اتجاه آخر إذ قال إن quot;الهجرة في كثير من الأحيان لم تكن بحثاً عن فرصة عمل أو ثروة بقدر ما هي بحث عن حيز من الحرية تسمح بممارسة الصحافة التي يريدها المهاجرون وليست كما تفرض عليهمquot;.
ومن جهته حدد رئيس تحرير صحيفة تشرين السورية عصام داري مجموعة من العوامل وراء هجرة الإعلاميين في بلاد المشرق إلى دول الخليج فـquot;بالإضافة إلى تدني مستوى المعيشة في بلدانهم وبحثهم عن مستوى أفضل هناك البحث عن فرصة أفضل على الصعيد المهني حيث يحول الصحفيون القدامى دون إبراز الصحفيين اللامعين الجدد مما يدفع الأخيرين إلى الهجرة بحثاً عن فرصةquot;.
التعليقات