طلال عبدالكريم العرب
هناك تحالف إيراني مع نوري المالكي، رئيس وزراء العراق الحالي وميليشيات حزب الدعوة، فبعد أن دربت وسلحت على أيدي الإيرانيين، فتح لها الطريق إلى داخل المفاصل الأمنية العراقية، هذا التحالف، وبعد أن سمح للنظام الإيراني بالسيطرة الأمنية على العراق، بدأ حملة ضد الكويت، الدولة التي أمدت ــ بلا مَنٍّ ــ الشعب العراقي بالمعونات الإنسانية.
فقد أسفرت التحريات والتحقيقات عن أن الجنود العراقيين وآلياتهم العسكرية، الذين تجمهروا قرب الحدود الكويتية، إنما هم أفراد من حزب الدعوة الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، وان قياداتهم هي التي طلبت منهم التحرك صوب الكويت مباشرة بعد إعلان التصريح المنسوب إلى مندوب العراق في جامعة الدول العربية قيس العزاوي، بعدم الاعتراف بترسيم الحدود الدولية بين البلدين.
الغريب أن كل المسؤولين العراقيين، ما عدا المحسوبين على نوري المالكي، قد أعلنوا تمسكهم بالمواثيق الدولية، واعترافهم بالترسيم النهائي للحدود بين البلدين، وكلهم أنكروا أي تصريحات تتعارض مع ما أقرته الأمم المتحدة ومجلس الأمن، والأغرب أن حتى مندوب العراق لدى الجامعة العربية، أنكر ما نسب إليه، فما هذا الذي يفعله المالكي؟!
فهل الاستفزازات المتعمدة للكويت هي رسالة تصعيد لمن يهمه الامر بأن يتوقف الدعم العربي للكتلة العراقية عربية الهوى، المكونة من القوى الوطنية المناهضة للهيمنة الإيرانية، التي يتزعمها اياد علاوي، الفائز في الانتخابات الأخيرة، والمستحق لرئاسة الوزارة العراقية؟
النائب د. وليد الطبطبائي ذكر أن مجموعة من الجنود رفعوا علم إيران على معسكر السور الكويتي، وان هناك من كتب عبارة laquo;الكويت.. الخليج الفارسيraquo; بجانب قصر سمو رئيس الوزراء الكويتي، فإذا كان ما ذكر صحيحا، فهل هي رسالة أخرى إيرانية موجهة للكويت بأن التغلغل الإيراني تعدى العراق إلى الكويت، بل وصل إلى عرين المؤسسة العسكرية؟!
أقول: اللهم احم الكويت مما يتهددها من الخارج ومن الداخل، فهناك رياح صفراء laquo;نتنةraquo; تهب من داخل الكويت ومن خارجها، ولن يوقف هذه الرياح إلا تكاتف كل أهلها وتلاحمهم. وأود أن أقول للأخ النائب الكويتي، المنتمي إلى عائلة عريقة كريمة، إن لا احد يجادل في معتقده الشخصي، ولا في قناعته بتقليده للزعيم الإيراني علي خامنئي، ولكنني أود أن أنبهه إلى أمر قد يكون فات عليه، حتى يكون على بينة من أمره، أن السيد علي خامنئي، وبجانب منصبه الديني كفقيه لإيران، فهو أيضا يشغل أعلى منصب سياسي في تلك الدولة الأجنبية، فهو الحاكم الفعلي لها، وهو من يهيمن على كل النواحي السياسية فيها، بما فيها ترشيح رئيس الجمهورية وعزله، وبما فيها إعلان الحروب أو وقفها، وهو القائد لكل شيء في إيران، ومنها الباسيج والحرس الثوري، وlaquo;أحزاب اللهraquo; وخلاياها الإرهابية المنتشرة في وطننا العربي.
التعليقات