خالد الأنشاصي

في الدهاليز البعيدة أنتِ؟!. يلعقُ الظلامُ دمعَكِ الحارَّ فيزداد قتامة؟!. تبتهلين إلى الله أن يجعل لكِ مخرجاً بينما الحراس خلف بابكِ الحديدي يُنكّتون ويضحكون؟!. تتمنين لو تنخلع أذناكِ فلا تسمعين عبارات الإذلال والتشفي؟!. أن يعمى بصرُكِ فلا ترين الوجوه التي تَجَهُّمُها وخزٌ وابتسامتُها حريق؟!. تريدين أن تنشقَّ الأرضُ وتبلعَكِ خلاصاً من القهر النفسي الذي أرادوا به أن يحطموا روحك وكبرياءك؟!.
هل أحسست في لحظة خوف ما، يأس ما، نكبة ما، أو نكسة ما، وأنتِ ملقاةٌ على أشواك الحقد والكراهية والقمع والإذلال حيث أنت ولا يدري عنك أحد إلاّ مختطفوك، مرهبوك، مقيدوك، أن تُذَكِّري شنودة (الشاعر لا البابا) بقوله ذات يوم:
قل لمن يزرع أشواكاً كفى
هو نفس الشوك أيضاً سوف تجني
(؟!)
وهل تعتقدين أنه ما زال يذكر أشعاره التي تفيض عطاء وتسامحاً وإنسانية ومحبة؟، أم أذهبتها البابوية مع العمر الذي ولى، والشباب الذي انطفأ؟!.
يا الله...! هل يمكن أن تتحول شيخوخة الإنسان من مهاد مفترض للحكمة والتسامح والتصالح مع النفس، إلى مشعل للحمية الشبابية المندفعة والحماسة التي قد تدوس في طريقها كل معاني الرحمة والعطف والمحبة؟!.
لا أرى في البابا شنودة إلاّ معطف إنسانية ورحمة، وفي الوقت نفسه لا أرى غيره القادر الوحيد (الآن) على الإجابة عن هذا السؤال، تلك الإجابة التي لا يمكن أن يقبلها عقل أو منطق أو دين، ما لم تنل كاميليا شحاتة حريتها، وتعود لها آدميتها المستلبة بغير حق.
أما أنت يا كاميليا، فلا تبكي ولا تيأسي، واذكري الله...!. فهو الذي لن ينساكِ ولن يخذلكِ، واعلمي أن عيدنا الذي نحياه اليوم لن تكتمل فرحته بدونك، وستجدين نصراً من الله لا محالة!.
هذه الرسالة يا كاميليا، أيتها المسلمة الحبيسة خلف (قضبان) الكنيسة المصرية (بأمر، البابا شنودة، والشاعر شنودة، والإنسان شنودة، إلى أن يثبت العكس!)، حتى ترتد عن الإسلام أو يقطعوا لسانها فلا تنطق بالشهادتين مرة أخرى أو تُدبّر لها ميتةٌ مؤسسةٌ على تقارير طبية تدفع عن القاتلين عقابهم، على غرار التخلص من السجناء السياسيين أحياناً، أقول: هذه الرسالة يا كاميليا قرأها العالم كله؛ إذ لم يعد مصيرك حالة مصرية أو عربية فحسب، أنت الآن قضية عالمية، قضية الإنسان أينما كان. فقط أختم بسؤال ولعلي أجد إجابة له يا كاميليا في مقبل الأيام: لماذا يتمتع المسيحيون الذين يعلنون إسلامهم وهم في دولهم الغربية (المسيحية) بكل الحقوق والحريات، بينما يتعرض الذين يعلنون إسلامهم من المسيحيين في مصر (الإسلامية) للسجن والقهر والإذلال؟!. ليتك غربية يا كاميليا!.