محمد ناهض القويز

تحدثت كثيرا عن لبنان نثرا وشعرا.

لم أتفاجأ بالسيناريو السياسي اللبناني.

وقد قلت: quot;اللبنانيون بارعون في تسويق كل شيء.

حتى الأزمات السياسية سوقوها وباعوها مرارا على الساسة العرب وقبضوا مليارات الدولارات فقط ليوجدوا أزمات جديدة.

سمعنا بإعادة تدوير القمامة (recycling)، أما إعادة تدوير الأزمات السياسية فصناعة لبنانية خالصة في سوق الفلس السياسي العربي.quot;*

لقد افترض السياسيون العرب أن تدخلهم سيضع نهاية للأزمة اللبنانية. ولكن أثبتت الأحداث خطأ ذلك الافتراض، فلم يكن الحل برحيل سوريا، ولا باستقالة العماد لحود ولا بالاتفاق على الرئيس ميشال سليمان ولا باستمرار رئاسة السنيورة ولا بانتهائها، ولا برئاسة الحريري الابن ولا بعزله. ولا الفراغ الدستوري ولا إنهاء الاعتصام.

ولن يكون في الحلول التي نتوهمها.

لأول مرة أشعر أن اللاعبين الأساسيين أدركوا اللعبة.

رفعوا أيديهم بعد أن دفعوا للبنان مليارات الدولارات من غير أن يستفيد الشعب اللبناني منها شيئا.

لأول مرة يحاول العرب أن يتركوا لبنان للبنانيين.

ليحلوا مشاكلهم بأنفسهم، ليصنعوا المخرَج اللبناني إن شاؤوا.

لقد انتهت محاولات الابتزاز السياسي وعرض الولاءات السياسية في سوق من يدفع أكثر.

لقد ثبت بما لايقبل أن كل الحلول المصنعة خارج لبنان لم تكن إلا مسكنات ومحطات تزود بالمال من هنا وهناك.

دعوا لبنان للبنانيين فلن تستطيع إيران فرض سيطرتها عليه، لأن كل حزب له أجندته التي تتلون وتتمحور لتعيش.

للأسف المعونات لم تجد طريقها إلى الشعب اللبناني الذي يعيش أوضاعا متردية جدا وتسير من سيئ إلى أسوأ، بينما السياسيون اللبنانيون يعيشون رخاء يفوق ما يعيشه أهل الخليج.

كل ما أرجوه أن يستمر موقف رفع اليد عن لبنان.