بنغازي - خاص لـ laquo;العربraquo;

جاءت حادثة اختفاء عبدالخالق السيد عبدالخالق أحد المسعفين المصريين في بنغازي كالصدمة التي ضربت أفراد أول قافلة طبية مصرية تصل إلى وسط بنغازي، وبعد ساعات من اختفائه صدر بيان عن اللجان الثورية التابعة للعقيد معمر القذافي تقول فيه إنها أسرت laquo;عبدالخالقraquo; بتهمة التخابر والانتماء لتنظيم القاعدة.
وقال مالك العسال أحد الأطباء المصريين في القافلة إن laquo;عبد الخالقraquo; يبلغ من العمر 19 عاما، وكان يقوم بدوره كمسعف متطوع أثناء تواجد القافلة الطبية في ميدان قتال على مشارف مدينة laquo;البريقةraquo; التي شهدت منذ 4 أيام معارك دامية سقط خلالها مئات القتلى والجرحى، وبعد خروج طاقم القافلة من مستشفى البريقة للعودة إلى بنغازي مقر إقامتهم اختفى عبدالخالق تماما،
وبعد جهود مضنية للبحث عنه قرروا العودة إلى بنغازي لإبلاغ القنصلية.
وأضاف العسال أنه بعد ساعات من اختفاء عبدالخالق فوجئ طاقم القافلة بقناة الجزيرة تذيع بيان اللجان الثورية الذي اتهمه بالتخابر لصالح تنظيم القاعدة، قائلا: laquo;عبد الخالق ليس له أي علاقة بأي تنظيمات، وهو شاب متطوع كمسعف، وكان يخاطر بحياته من أجل إنقاذ حياة آخرين، وهو بعيد كل البعد عن التطرف، كما زعمت قوات القذافي التي أجبرته كما هو واضح في البيان على أن يقول إن خيمة المصريين الطبية في بنغازي تتبع تنظيم القاعدة، وهذا الكلام غير صحيح بالمرة فالخيمة والأطباء المصريون فيها معروفون لدى الشعب والثوار الليبيين بأنهم يقومون بأعمال تطوعية تقدم الخدمات الطبية للجرحى والمرضى، ونحن نعرف أن نظام القذافي يستهدف الوقيعة بين المصريين وأشقائهم الليبيين بهذه الإشاعات التي يبثها ولن تجديraquo;.
من جهة أخرى وصلت قافلة مساعدات طبية وغذائية من القاهرة إلى بنغازي ظهر أمس، حملت 10 متطوعين مصريين، وتضمنت القافلة 8 أطنان من الأدوية المختلفة، وعشرات من أطنان السلع التموينية والبطاطين وطعام الأطفال موزعة على 3 شاحنات كبيرة، وتحركت القافلة من القاهرة مساء يوم 13 مارس ووصلت بنغازي عبر الطريق الشرقي الممتد من منفذ السلوم البري دون أية معوقات تذكر.
وبمجرد وصول القافلة الإغاثية إلى وسط مدينة بنغازي هتف عشرات الليبيون في ساحة الشهداء ترحيبا بالمصريين وقافلة المساعدات، قائلين: laquo;يا قذافي موت موت ليبيا ومصر خوت خوتraquo; في إشارة إلى عمق الروابط الاجتماعية بين الشعبين الشقيقين، وبدأت القافلة في تفريغ شحناتها في مخازن مدينة بنغازي تمهيدا لتوزيعها عبر مساجد المدينة، بينما يدرس الأطباء المصريون القائمون على القافلة سبل تأمين كميات كبيرة من المساعدات لإيصالها إلى مدن متضررة من القصف الجوي والمعارك الدائرة خارج بنغازي.