جاسر عبدالعزيز الجاسر

لا أعرف لماذا التشكيك بالأشخاص الذين عقدوا مؤتمراً للمعارضة في العاصمة السورية دمشق؟

مائتا شخصية سورية وطنية أطلقوا على أنفسهم laquo;معارضينraquo; وتجرؤوا وعقدوا مؤتمراً لهم في قلب دمشق غير بعيد عن مبنى البرلمان السوري وأيضاً لا يبعد عن القصر الجمهوري الذي يقيم فيه الرئيس بشار الأسد.

ممن يطلقون على أنفسهم شباب الثورة السورية اتهموا هؤلاء المعارضين الذين كثيراً منهم لهم تاريخهم النضالي والوطني ولهم تجربة سياسية كبيرة، اتهموهم بأنهم مسيّرون من قبل النظام السوري رغم أن الكثير منهم كانوا ضيوفاً شبه دائمين على سجون النظام..!!

فكيف يصنف من كان يُعتقل ويُفصل من عمله وذو تاريخ نضالي معروف وممتد بأنه يتعامل مع النظام لإفشال الثورة أو الانتفاضة كما أسماها مؤتمر المعارضين؟!

نعود للمؤتمر، برأيي أنه إفراز إيجابي أو لنقل هو أفضل الأفعال الإيجابية الحاصلة الآن في سورية، فالذين اجتمعوا في دمشق، داخل وطنهم، سياسيون وطنيون لا يمكن أن يصفهم أحد بأنهم يعملون للخارج وضد مصلحة سورية، وأن هؤلاء إذا ما استطاعت الرئاسة السورية والحكومة السورية مد جسور بينها وبينهم يمكن أن تكون مخرجاً سليماً للأزمة السورية، يبعد التدخلات أياً كان مصدرها، أوروبياً أو غربياً، إيرانياً أو تركياً، وحتى عربياً، فهذا المؤتمر بداية تحرك سياسي عملي وفعَّال لأن يحل السوريون قضاياهم بأنفسهم دون الخضوع للإملاءات أو الضغوط، فقط الاستجابة لرغبات الشعب الذي يريد حرية بكرامة وديمقراطية غير مصدرة من الخارج.