بيروت - ريتا فرج

اكد كبير مستشاري الرئيس التركي لشؤون الشرق الاوسط ارشاد هورموزلو ان لا مجال للتحدث عن الخيار العسكري في سورية في هذا الوقت بالذات نافيا أن يكون وزير الخارجية التركي داود أوغلو قد وضع جدولا زمنيا للأخذ بالمقترحات التركية، مشيراً الى أن ما كان يقصده أوغلو بـ laquo;الأيام الحرجة في سوريةraquo; هدفه laquo;الاصلاح عن طريق الصدمة الشاملةraquo;.
كما اكد هورموزلو لـ laquo;الرايraquo; أن المحادثات الهاتفية بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان والرئيس الأميركي باراك أوباما لم تتطرق الى المرحلة الانتقالية في سورية، وإنما جرى التشاور بشأن laquo;الأرضية المناسبة للانتقال الى الحياة الصحية الديموقراطيةraquo;.
laquo;الرايraquo; اتصلت بـ ارشاد هورموزلو بعد زيارة وزير الخارجية التركي لدمشق وأجرت معه الحوار الآتي:
bull; ما مضمون الرسالة التي حملها أوغلو الى الرئيس بشار الأسد؟
- وضع وزير الخارجية داود أوغلو أمام القيادة السورية صورة للمرئيات التركية،
بينها التوقف عن إراقة الدماء وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وتسريع عملية الاصلاح وعدم إضاعة الفرصة لأن الوقت لا يخدم سورية.
bull; هل كان هناك جدول زمني اتفق عليه الرئيس الاسد وأوغلو للأخذ بالمقترحات التركية؟
- اللقاء بين الرئيس الأسد ووزير الخارجية لم يكن موضوع مفاوضات، فالقرار السوري يكون لسورية، وتركيا نقلت مرئياتها وشاطرت القيادة السورية تصورها عن الاصلاح عن طريق الصدمة التي تعني الاسراع في عملية الاصلاح.
bull; أوغلو تحدث عن laquo;أيام حرجةraquo; في سورية. ما الذي قصده بالأيام الحرجة؟
- ما تقصده القيادة التركية هو الاستمرار في الاصلاح عن طريق الصدمة الشاملة التي تأخذ في الاعتبار مطالب الشعب السوري.
bull; رئيس الوزراء أردوغان تشاور مع أوباما حول المرحلة الانتقالية الديموقراطية في سورية. ما طبيعة هذه المرحلة؟
- الاتصال الذي جرى بين الرئيس اردوغان والرئيس الأميركي لم يطل المرحلة الانتقالية إنما التشاور تطرّق الى توفير الأرضية المناسبة للانتقال الى الحياة الديموقراطية الصحية في سورية، وهذا ما تركز عليه القيادة التركية مع كل الدول.
bull; في حال مرت فترة الأسبوعين التي تحدث عنها أوغلو من دون أن يجري النظام السوري خطوات اصلاحية سريعة. ما السيناريوات المفترضة أمام القيادة التركية؟ وهل الخيار العسكري قد يكون البديل؟
- القيادة التركية قصدت اجراء عمليات اصلاحية خلال فترة الأسبوعين، ولا مجال للتحدث عن الخيار العسكري في هذا الوقت بالذات، وذكرنا أننا لا نحبّذ التدخل الخارجي، فيجب أن يكون الحل من الداخل السوري، وسبق لنا أن حذرنا من عدم الاستماع الى مطالب الشعب السوري لأنه قد يؤدي الى تدخل المجتمع الدولي الذي سيتولى اتخاذ القرارات للردّ بم في ذلك تركيا.
bull; ثمة اتجاه يرى أن الصورة ضبابية في تركيا إزاء مسار الأزمة في سورية نتيجة اصرار الرئيس الأسدعلى الخيار الأمني واستبعاد أي تدخل خارجي. ماذا يعني ذلك؟
- موقف تركيا واضح ولم يتبدل منذ بداية الأزمة في سورية، والقيادة التركية سبق لها أن أوضحت رؤيتها، فهي لا تريد اراقة الدماء وتريد الاصلاح وتؤكد ضرورة الاحتكام الى الحوار. هذا ما ذكرناه منذ البداية، وهذه المحاور تطرق لها الرئيس أردوغان في رسالته الى الرئيس الاسد.
bull; يرى البعض أن تركيا تواجه مصاعب في تحديد خيارات حاسمة تجاه النظام في سورية بينها الموقف الايراني وملف الأكراد. ماذا سيفعل أردوغان وهو الذي يعتبر أن ما يجري في سورية يمس المصالح العليا لتركيا؟
- تركيا لا تنافس أيّ دولة في المنطقة وليست لديها اجندات خفية ولا خيارات غير واضحة، وفي النهاية القرار في الموضوع السوري للشعب السوري ونحن نحترم الشعب السوري.
bull; سبق أن أجرت تركيا محادثات مع ايران حيال الأوضاع في سورية. هل تمّ التوصل الى أي تفاهم في هذا الشأن؟
- كما ذكرتُ سابقاً فان تركيا تتشاور مع جميع دول المنطقة ومع الولايات المتحدة ومع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهذا التشاور مستمر بما في ذلك مع ايران.
bull; استضافت تركيا عدداً من المؤتمرات التي عقدتها المعارضة السورية. هل تحاول القيادة التركية تجسير علاقاتها مع المعارضة في حال انهيار النظام؟
- تركيا لا تملك حق إسقاط النظام أو إدامته فهذا القرار يتخذه الشعب السوري. وبالنسبة الى مؤتمرات المعارضة، فإن تركيا استضافت المعارضة السورية على أراضيها ما دامت لم تلجأ الى العنف. ومن حق أطياف المعارضة عقد المؤتمرات للتعبير عن آرائها.
bull; هل تخشى تركيا من تداعيات سوريّة على الوضع اللبناني؟
- الوضع السوري لا يؤثّر على الأوضاع في لبنان وحسب، بل له تأثيراته على جميع المنطقة. سورية رقم صعب في المعادلة الاقليمية، لذا فإن تركيا بطبيعة الحال تتحسب لجميع الاحتمالات وتتمنى ان تخرج سورية قوية، لأن قوة سورية من قوة المنطقة.
laquo;حرييتraquo;: تركيا لا تستبعد تدخلاً دولياً
انقرة - يو بي أي - اكد مسؤول تركي الجمعة، ان أنقرة لا تستبعد تدخلا دوليا في سورية في حال لم يتوقف نظام الرئيس بشار الأسد عن استخدام العنف ضد شعبه.
ونقلت صحيفة laquo;حرييتraquo; عن المسؤول: laquo;حتى قبل 8 أشهر، كنّا نحاول إقناع الحلفاء الغربيين منح الأسد المزيد من الوقت لتطبيق إصلاحات، وكنا ودودين لعقد اجتماعات حكومية مشتركة ورفع تأشيرات الدخولraquo;.
وتابع: laquo;لكن إن كان النظام لا يستمع إلى نصيحة صديقه وجاره ويستمر في فتح النار على مواطنيه، لا يمكن لتركيا أن تبقى صديقة لهraquo;. وقال إن تركيا laquo;لا تستبعد تدخلا أجنبيا بحال استمر العنفraquo;.
وأضاف أن الرسالة التي حملها وزير الخارجية التركي أحمد داوود اوغلو من الرئيس عبد الله غول إلى الأسد كانت laquo;إنذارا أخيراraquo; وفي حال استمر العنف لن يمكنه الإعتماد على صداقة تركيا.
وذكرت laquo;وكالة أنباء الأناضولraquo; الجمعة، أن أوغلو سلم خلال زيارته الأسد الثلاثاء رسالة من غول حذره فيها من laquo;التأخر بإجراء إصلاحات ديموقراطية والندم لاحقاraquo;.
وقال المسؤول إن laquo;من الأسباب الأخرى التي أدت إلى laquo;نفاد صبرraquo; تركيا هو كما قال رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، الدعم المطلق الذي أعلنت عنه الحكومة الإيرانية لسورية.
وأضاف أن laquo;سورية تحكمها أقلية دينية قريبة من الغالبية الشيعية في إيران، وتصعيد العنف أكثر قد يؤدي إلى اقتتال طائفي، ليس فقط في سورية بل أيضا في العراق... وتركيا غير مرتاحة بما أن لديها قريبين من كلّ المذاهب الإسلامية على طرفيّ الحدودraquo;.