تُهيمن شركات التقنية الصينية على مختلف مجالات التقنية المتقدمة في المشهد العالمي، بدءًا من شبكات الجيل الخامس وخدمات البنية التحتية والحوسبة السحابية والأنظمة اللوجستية وصناعة البرمجيات، مروراً بصناعة المعدات السلكية واللاسلكية والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وتطبيقات الأجهزة الذكية والألعاب الالكترونية، وصولًا إلى حلول الذكاء الاصطناعي للقطاعين العام والخاص، بالإضافة الى دخولها في صناعة السيارات الكهربائية ومجال الطاقة المتجددة الذي نجد فيه اهتماما كبيرا لأغلب شركات التقنية الصينية من ضمنها شركة هواوي العملاقة التي أثبتت قدرتها على قيادة الثورة التقنية بامتلاكها عدد هائل من مكاتب البحث والتطوير حول العالم وبعشرات الآلاف من براءات الاختراع وانتشارها عالميا في أكثر من 170 دولة.
نجاح هذه الشركات يعود إلى استثماراتها الضخمة في البحث والتطوير، واهتمامها بتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات واتباعها استراتيجيات مبتكرة تركز على التقنيات الحديثة، بالإضافة الى نجاحها في تبني خطط تسويقية عالمية فعالة تشمل إقامة شراكات مع مختلف القطاعات الحكومية والاعمال وتنفيذ رعايات إعلامية وحملات إعلانية تدعم وتعزز وعي الجمهور بعلامتها التجارية وتكسب من خلالها ولاء عملائها في جميع أنحاء العالم، والتركيز أيضا على تقديم منتجات وخدمات مبتكرة عالية الجودة تلبي احتياجات السوق المتغيرة وتجذب انتباه العملاء من جميع فئات المجتمع، بالإضافة الى التكيف مع الأسواق المحلية في مختلف دول العالم لمواجهة التحديات السياسية والتجارية، إلى جانب تحسين الكفاءة التشغيلية وتقليل التكاليف بما يمكنها من تعزيز مكانتها على الساحة العالمية.
ومع تسارع التطور الاقتصادي في المملكة العربية السعودية وتوجهها نحو رؤية 2030 بهدف جعلها مركزًا اقتصاديًا عالميًا، يتيح ذلك الفرصة لشركات التقنية السعودية الانتشار عالميا عبر تبني بعض استراتيجيات شركات التقنية الصينية الرائدة والحذو حذوها لتحقيق مبتغاها في الانتشار العالمي، من خلال الاستثمار الكبير في البحث والتطوير وتعزيز القدرات الابتكارية لتطوير منتجات تلبي احتياجات السوق العالمية، بالإضافة إلى الاستثمار في التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والأمن السيبراني الذي يمكنها من المنافسة عالميًا.
أيضًا بناء علامتها التجارية وتعزيز حضورها العالمي عبر وضع استراتيجيات تسويقية فعالة تركز على قيم وتقاليد المجتمع السعودي وتراعي التنوع الثقافي العالمي بما يساهم في بناء صورة إيجابية ويجذب العملاء الدوليين، كذلك من خلال وضع خطط توسعية في الأسواق الناشئة، خاصة في الدول الإسلامية التي تشترك مع السعودية في القيم الثقافية والدينية، عبر تقديم منتجات ذات جودة وكفاءة وأسعار تنافسية تلبي احتياجات هذه الأسواق، بالإضافة الى التكيف مع التحديات السياسية والتجارية الدولية بما يسهم في تعزيز مكانتها وتوسيع نطاق أعمالها على الساحة العالمية.
الانتشار العالمي لشركات التقنية السعودية في ظل رؤية 2030 الطموحة، يمكن تحقيقه عبر الاقتداء بنهج نموذج شركات التقنية الصينية في استراتيجيتها التقنية والتسويقية على المستوى الدولي، وتطبيقها بشكل علمي مدروس يتيح لها أسسًا متينة لتحقيق التوسع والنجاح في الأسواق العالمية ويعزز من مكانتها وتأثيرها في الساحة التقنية العالمية.
التعليقات