مطالبنا في الحياة كثيرة وطموحاتنا كبيرة، بل أحلامنا لا حدود لها، وكل ذلك من أبسط ما يتمناه أي إنسان، بل في بعض الأحيان تكون مثل هذه المطالب والأحلام هي الدافع للعمل والإبداع والابتكار، فلا يمكن لأحد أن يلومك على أن تسعى للأفضل وتحقق ذاتك وتحصد النجاح والتقدم والتفوق، بل يسمى ذلك من البديهيات في تحقيق الذات، لكن المعضلة في كل ذلك هي الطريقة لتحقيق هذه المطالب، والمشكلة دوماً تكمن في الأسلوب الذي تتبعه للوصول لأهدافك، حيث يستخدم البعض أساليب ملتوية مخادعة مثل الحصول على شهادة جامعية عليا مزورة أو باستغلال وانتهازية.

وكما أسلفت لا أحد يمكنه أن يلومك على تطلعاتك، لكن يمكن أن تجد الكثير من اللوم والإخفاق في حال كانت هذه التطلعات مجرد أفكار لا ترفدها بعمل وعلم على أرض الواقع.

كما يوجد جانب آخر لمثل هذه المعضلة وهو أن البعض يعتقد أن مؤشرات النجاح تتمثل في الحصول على تكريمات وجوائز، وأن هذا هو النجاح وأن هذه هي قمة التفوق، وبلا شك هذا خطأ بالغ، ويمكن وضع أيدينا على هذا الخطأ عندما يكون هم هذا المؤلف أن لا يصدر أي منجز إلا ويشارك فيه في المسابقات في محاولة للحصول على جائزة تشهد له بالإبداع والتفوق والتميز.

وإذا سلمنا بهذا المبدأ فلماذا يكتب ويؤلف؟ هل من أجل أن يتميز ويصبح مشهوراً أو لأن لديه رسالة وهدفاً وغاية يريد إيصالها للناس؟ إنها بحق معضلة بالغة، نتيجة أن هناك دمجاً بين التطلعات الشخصية وبين المبادئ القويمة، فماذا لو تحقق له الفوز وحصل على جائزة ولكن بالمقابل منجزه لم يجد إقبالاً من الناس وكان متواضعاً، خاصة في عالمنا العربي الذي يحفل بمئات الجوائز، ونسمع عن فوز فلان وفلانة، ولكن لا صدى لمؤلفاتهما على أرض الواقع، وغني عن القول إن في هذا دلالة على أن هناك خللاً في وظيفة الجائزة في عالمنا العربي.