في يوم الثلاثاء 18/ 6/ 2024، زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كوريا الشمالية، ووقع مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، اتفاقيات عدة، من ضمنها اتفاق يتعهد به الطرفان بالمساعدة المتبادلة في حالة الحرب ضدهما.

ثم بعد ذلك، اتجه بوتين إلى فيتنام ووقع مع رئيسها أيضاً بعض الاتفاقيات العسكرية المشابهة لتلك الاتفاقيات مع كورية الشمالية، والسؤال هنا: ‏هل كان بوتين مضطراً لأن يسافر إلى فيتنام وإلى كوريا الشمالية، خصوصاً أن زيارته تلك إلى كوريا كانت للمرة الأولى منذ 24 عاماً؟!

‏أود أن أكتب باختصار شديد ‏بأن الرئيس بوتين، بدأ فعلياً يشعر بالقلق والخوف من القادم!

والقادم هو حرب ضد روسيا ليس فيها رحمة أو هوادة، والحرب المنتظرة في المقبل من الأيام سوف يشنها ضد روسيا بشكل مباشر دول حلف الناتو التي هي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.

إن أميركا مهدت كثيراً وبشكل جيد لتلك الحرب ضد روسيا، وذلك من خلال مشاريع ومبادرات وخطط متعلقة بالجوانب العسكرية والاقتصادية والإستراتيجية مع حلفائها في أنحاء العالم، حيث من المهم جداً أن تجعل أميركا حلفاءها الإقليميين وحلفاءها في الشرق الأوسط ودول الخليج في مأمن عن كل ما يمكنه أن يسبب لهم مشاكل في استمرار تدفق الغذاء والتبادل التجاري وبيع النفط والغاز، ودون أن تتأثر تلك الدول بالحرب التي سوف تشنها أميركا وحلف الناتو ضد روسيا.

‏ومن أهم استعدادات أميركا ودول حلف الناتو ما أقر في قمة العشرين في نيودلهي على إنشاء ممر تجارة جديد يربط الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط، وهو ممر يُرتقب أن يكون أطول ممرات التجارة في العالم يُتوقع أن يمر من الشرق الأوسط، وتتعدى الغاية منه الجانب الاقتصادي إلى تحقيق أهداف سياسية إقليمية وعالمية.

أما عن ما يخص الجانب العسكري ‏فلقد نفذت أميركا ‏عمليات عسكرية متتالية على ميليشيات إيران في العراق وسورية واليمن، وقامت أيضاً بقتل العديد من الشخصيات الإرهابية التابعة لإيران في إيران والعراق وسورية ولبنان واليمن، حتى تعمل على تحييد إيران عن إمكانية إثارة أي قلاقل وأعمال تخريبية وتحركات عسكرية في المنطقة تخدم فيها روسيا في حربها المرتقبة التي سوف تشنها ضدها أميركا مع بقية دول حلف الناتو.

‏كما أن سماح أميركا وألمانيا في أواخر شهر مايو 2024 لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأميركية والألمانية لضرب أهداف في الداخل الروسي، هذا بلا شك تحول عسكري محوري وجديد في أحداث الحرب الأوكرانية الروسية، وهذا القرار جاء تمهيداً لقرارات أخرى مقبلة متعلقة باستخدام الأسلحة الأميركية والأوروبية كافة ضد روسيا.

‏كما أن هناك اتفاقيات أمنية ودفاعية ‏خاصة ومميزة، قادمة بين أميركا وبعض حلفائها، تمنح في ضوئها أميركا لتلك الدول ضمانات رسمية للدفاع عنها، بالإضافة إلى حصول تلك الدول على أسلحة أميركية أكثر تقدماً.

‏لكن العالم كله ينتظر الآن ما الذي سوف تسفر عنه انتخابات الرئاسة الأميركية خلال الأشهر القليلة المقبلة، ‏فالرئيس الأميركي القادم هو من سوف تحدد إدارته ‏استكمال خطة الحرب ضد روسيا، أو وقفها والعمل على إيجاد غيرها.